تواصل وزارة الصحة تقديم نماذج رائدة في توعية المجتمع وذلك من خلال تقديم العديد من المبادرات، أبرزها مبادرة «أمش 30» التي جسّدت رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع حيوي، يضع صحة الإنسان في مقدمة الأولويات، وجاءت هذه المبادرة كترجمة فعلية لأهمية النشاط البدني في تحسين جودة الحياة والوقاية من الأمراض، والمساهمة في ترسيخ ثقافة المشي اليومي كجزء من سلوك الإنسان. و نفذت المبادرة في مختلف محافظات ومناطق المملكة، إذ شهدت مشاركة مجتمعية واسعة وغير مسبوقة من مختلف الفئات العمرية للرجال والنساء، بالإضافة إلى مشاركة أكثر من مليون مستخدم عبر تطبيق «صحتي»، في منافسة وطنية رقمية تُعد الأكبر من نوعها، وحيث إن هذا التفاعل الكبير يعكس تنامي الوعي الصحي من المجتمع، ويؤكد نجاح الإستراتيجية التي تبنتها وزارة الصحة في تعزيز نمط الحياة الصحي. وقد أثبتت الدراسات أن المشي المنتظم لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا يسهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 30%، ويخفض من احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة قد تصل إلى 44%، كما يقلل من خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 53%، وحيث إن هذه المؤشرات تعكس الأثر الإيجابي المباشر للمشي في الوقاية من الأمراض المزمنة وتحقيق الاستدامة الصحية. وتسهم هذه المبادرة في دعم مستهدفات برنامج «تحول القطاع الصحي»، أحد برامج رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال إحداث نقلة نوعية في مفهوم صحة المجتمع، والانتقال من العلاج إلى الوقاية، بالإضافة إلى في رفع معدل ممارسي الرياضة من 13% إلى 40% والإسهام في تعزيز جودة الحياة، ورفع متوسط العمر المتوقع من إلى 80 بحلول عام 2030. مبادرة «أمش 30» مشروع وطني مستدام يعكس نبض الصحة في هذا الوطن، ويؤكد أن التغيير يبدأ بخطوة، وأن الوعي يبدأ من نمط حياة. إنها تجربة سعودية ناضجة، ولدت من قلب رؤية طموحة، وتقدم اليوم كنموذج يُحتذى عالميًا في تعزيز الصحة العامة، تجربة أكدت أن المملكة، حين تضع الإنسان أولاً، تصنع الفرق، وتقود بخطاها الواثقة نحو مستقبل أكثر وعيًا، وصحة، وازدهارًا.