يتجلّى أمام أعيننا حجم النعم التي أنعم الله بها على وطننا الغالي، وفي طليعتها نعمة الاستقرار الأمني والسياسي، التي أرست دعائم نهضة حضارية متسارعة امتدت على مدار العقود الماضية، حتى غدت المملكة نموذجًا تنمويًّا متكامل الأركان في شتى المجالات. فمن التعليم والصحة إلى الطاقة والاتصالات، شهدنا تطورًا ملموسًا لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة جهود مخلصة ورؤية طموحة تقودها القيادة الرشيدة، وعلى رأسها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - عبر رؤية 2030 التي تهدف إلى بناء وطن مزدهر، قائم على المعرفة والتكنولوجيا، وشعب طموح يسهم بفاعلية في نهضة بلاده. ويبرز «المثلث الذهبي» للنهضة - العلم، والتكنولوجيا، والمجتمع - في مشاريع كبرى مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) ومدينة نيوم، التي تعكس الرغبة الجادة في توطين التقنية ودعم الابتكار، مع السعي للحاق بركب الدول المتقدمة في مجالات حيوية كعلوم النانو، والتكنولوجيا الحيوية، والذكاء الاصطناعي. لقد بات من الضروري أن يقوم التعليم على التكامل بين المعرفة والتربية، وأن يُستثمر في البحث العلمي وتشجيع التخصص والابتكار، بعيدًا عن الجمود في العلوم التقليدية، لمواكبة الثورة المعرفية التي يشهدها العالم. ومع مرور تسعة أعوام على رؤية المملكة 2030 نجدد الفخر والانتماء، ونؤكد أن العلم والتعليم هما حجر الأساس لبناء مستقبل مشرق لأجيالنا القادمة، وأن وطننا يسير بخطى ثابتة نحو الريادة والتقدم.