400 سيدة يدرن أول مشروع لفرز النفايات بجدة

تحتضن مدينة جدة أول مشروع لفرز النفايات من المصدر على مستوى المملكة، يستهدف جمع النفايات وإعادة تدويرها بمشاركة نحو 400 سيدة، للعمل في المشروع بحيي الفيحاء ومسرة كمرحلة أولى، ليتم تعميم المشروع على الأحياء كافة.
وفي الوقت الذي قدر خبراء ومتخصصون في مجال تدوير النفايات، أن المدن السعودية تهدر سنويا ما لا يقل عن 40 مليار ريال بسبب عدم الاستفادة من أطنان النفايات التي لا يتم تدويرها وسط تسابق الشركات في دول العالم على تدوير هذه النفايات والخروج بمكاسب عدة منها، جاء مشروع فرز النفايات من المصدر الذي طرحته أمانة جدة بالتعاون مع الجمعية السعودية للبيئة للقضاء على واحدة من أهم العقبات التي تواجه التدوير وهو تصنيف الحاويات.
أمين جدة الدكتور هاني بن محمد أبو رأس أطلق على مشروعات تدوير النفايات عبارة "الذهب المفقود"، مشيرا إلى أن مليارات الريالات تذهب دون الاستفادة منها بشكل فعلي، إضافة إلى أضرار هذه النفايات على الاقتصاد الوطني في حالة عدم تدويرها بالشكل السليم، مشددا على أن الشروع في إنشاء مصانع كبيرة لتدوير النفايات في المدن السعودية يعد رافدا من روافد الاقتصاد الوطني.
من جهتها، قالت نائب المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية الدكتورة ماجدة أبو رأس إن الجمعية تعمل منذ إنشائها على تأسيس وتفعيل برامج التوعية والتثقيف البيئي لتطوير المعارف المتعلقة بمكونات البيئة، وبالواقع البيئي السعودي، وبالقضايا المتعلقة بها.
ولفتت إلى أن مشروع فرز النفايات من المصدر هو جزء من مشروعات متعددة تقوم الجمعية بتنفيذها مع القطاعات المهتمة بالبيئة والمحافظة عليها، وخلق فرص التعاون من خلال البرنامج الوطني "بيئتي وطن أخضر .. علم أخضر".
وأكدت الدكتورة ماجدة أن الجمعية رصدت أسماء 400 سيدة في حي مسرة لتنفيذ المشروع في أول حي بجدة، وأنه من المقرر إقامة ورشة عمل تدريبية وتثقيفية لبث وغرس ثقافة المشروع لدى السيدات وأبناء وبنات الحي إلى جانب تعميم الفكرة، وإرسال عينات من مراكز الفرز إلى مدارس الحس البيئي داخل مدينة جدة، لتوجيه الصغار بالسمات الإيجابية وتعويدهم على انتهاج هذه الفكرة منذ الصغر.
وأشارت أبو رأس إلى أن الدول العربية تنفق 2.5 مليار دولار سنويا لمقاومة الأضرار الناتجة عن 1353 مليون طن من المخلفات الحيوانية و196 مليون طن من المخلفات الزراعية مقابل 18 ألفاً و870 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي، مضيفة أن ما يتم جمعه من هذه المخلفات لا يتجاوز 50% من حجمها.