الوضع مع بعض التجار والقطاع الخاص صار كما نقول بالعامية (مدحدر!) الصديق العزيز عبدالعزيز السويد كتب مقالًا جميلًا بعنوان (وزارة لحماية المستهلك!) بعد أن تغول بعض التجار على المستهلك، والفقير لله كاتب المقال كتب الأسبوع الماضي مقالًا بعنوان (ممكن يعلمونا المعادلة التي يستخدمونها!) وهو تعجب من سلوك بعض التجار في التسعير ومعاملة المستهلك! اتركوا ما ذكرناه أعلاه والآن نأتي إلى مرحلة أكثر انحدارًا سابقًا ما تعجبك خدمة فإنك تعبر عن رأيك عادي، وربما تقيم الخدمة بدرجة ليست جيدة، وربما تشتكي وهذا شيء طبيعي يحدث في أي مكان، الآن وصلنا إذا ما عجبتك وقلت رأيك يمكن يشتكونك! سابقًا في الأيام الخوالي كان هناك شعار (العميل – الزبون دائمًا على حق) حاليًا بعض التجار غيروا الشعار إلى (التاجر أو المنشأة دائمًا على حق)! شبه انتهى عصر نسعد بسماع شكاواكم واقتراحاتكم، ومضى زمن نقدر شكاواكم لكي نحسن الخدمة! الآن شعار البعض، إذا شكيت سنجعل المحامي حقنا يطاردك بالمحاكم، حتى لو ما عجبتك الخدمة ما لك حق تعبر عن رأيك علنيًا تسكت أو بتشوف! ومن باب نحن أدرى بخدمتنا وأبخص وما فيه أحسن منا! طبعًا العميل المسكين ما له خلق بملاحقات المحاكم والوقت والمال للمحامين فيسكت أحسن له وهذا ما يريدونه! للأسف قامت بعض الجهات الحكومية سابقًا بتجيير بعض أقسامها القانونية لمطاردة الانتقادات، مع أننا ما زلنا نكرر أننا لا نعرف المسوغ أن تجير موارد هي في الأصل موارد حكومية لملاحقة منتقدي المسؤول! وكنا نتمنى أن يدفع من جيبه إذا أراد ملاحقة أحد ينتقد أداءه! وصار الوضع عند البعض من باب إننا نلاحق الكاتب أو الإعلامي، حتى لو كانت القضية ضعيفة من أجل ألا يعيدها ثانية خصوصًا أنها قد تستنزف جهده ووقته، وحتى يتأدب غيره، ويبدو أن بعض القطاع الخاص بدأ يركب الموجة، ومن ينتقد خدمته قد يلاقي دعاوى في اللجان أو المحاكم! أيام الطيبين كان فيه دكان في الحارة وكان يبيع فيه بائع اسمه (عبده) وكان بعض الأطفال يستفز عبده البائع بالقول (إن المشروب الغازي الذي عند الدكان الآخر أفضل من مشروبه، مع أنها الشركة نفسها والموزع نفسه وربما فرق بسيط بدرجة حرارة الثلاجة، وكان عبده البائع يسترضي الأطفال ويأخذهم على قد عقولهم ومن باب (العميل دائمًا على حق) ويقول المرة القادمة سأطلب من الموزع أحسن مشروب غازي عنده – مع أنها كلها نفس الشيء – لكن حتى يسترضي الأطفال، لو عبده الآن موجود لربما رفع قضية على الأطفال كيف تقولون إن مشروباته الغازية ليست جيدة! نخشى أن نصل إلى مرحلة لاحقة أن يطالب بعض التجار والقطاع الخاص ليس فقط بالسكوت إذا ما عجبتك الخدمة ولكن أن يطالبوا (ليه ما مدحتونا؟!) ويصبح حتى السكوت يفسر بعدم الرضى !