توقع خبراء في جمعيات مكافحة التدخين ارتفاع عدد المقبلين على عيادات الإقلاع عن التدخين بعد قرار وزارة الداخلية الأخير القاضي بمنع التدخين وأنواع التبغ الأخرى في جميع الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة، والأماكن المغلقة والمقاهي والمطاعم والمراكز التجارية غير المكشوفة والأماكن المزدحمة ومنع بيع الدخان لمن هم أقل من 18 عاماً، وهو القرار الذي وصفوه ب"الاستثنائي". وكان توقع المدير التنفيذي للجمعية الخيرية لمكافحة التدخين والمخدرات بمنطقة مكةالمكرمة (كفى) صلاح الزهراني أكثر دقة وبخاصة في مجال انخفاض نسبة من أطلق عليهم "المدخنون المراهقون" في السعودية الذين تتراوح أعمارهم ما بين الفئة العمرية (13- 15 عاماً)، وقال في تعليق خاص إلى "الوطن":إن الدراسات الإحصائية العالمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نسبة المدخنين في هذه الفئة تبلغ 6.7%، أما نسبة المتعاطين من المراهقين لأنواع التبغ الأخرى(الشيشة والمعسل) فسجلت رقماً عالياً وهو 11.9%، أما المحتمل تدخينهم للسجائر مستقبلاً فبلغت نسبتهم 19.2% وهي نسبة كبيرة تتطلب التوقف أمامها طويلا. وأعطى الزهراني مدلولات أخرى حول انعكاسات قرار حظر التدخين في الأماكن العامة على العموم، مؤكداً أنه سيساهم بشكل كبير في مزيد من الحرية "للمجتمع غير المدخن" الذين يتعرضون لما يمكن أن يطلق عليه ب"التدخين القسري"، وهذا له آثار سلبية عليهم في المستقبل المرضي، وختم بالقول:"إن قرارات المملكة الأخيرة تعبر عن نهج الدول المتقدمة في محاصرة شركات التبغ وإن المستفيد الأول والأخير هو مجتمعنا السعودي. وأضاف الزهراني في سياق حديثه عن "الأبعاد المهمة والجوانب الرئيسية للقرار" كالصحية والاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى "البعد القيمي" للقرار: أن هذه القرارات تساعد كثيراً الجمعيات الخيرية المختصة في مكافحة التدخين على تأدية دروها المدني في مكافحة التدخين وتقديم العلاج في نفس الوقت، متوقعاً ارتفاع أعداد المدخنين الذين سيقبلون على عيادات الإقلاع عن التدخين بعد القرارات الجديدة خلال الفترة المقبلة. واعتبر في سياق آخر أن القرار يدخل في حيز "الحماية الوطنية" للمجتمع المحلي مع قبل قيادة هذا البلد ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز اللذين دائماًَ ما يوليان "صحة المجتمع والحفاظ عليه من أضرار التدخين ومنتجات التبغ الأخرى أولوية مهمة في مكافحته بكل الطرق الممكنة كواجب وطني". وأشارت "كفى" في بيان مستقل لها إلى أن الميزة القيمية الأخرى للقرار أنه جاء على صيغة تكليف للحاكم الإداري في كل منطقة من مناطق المملكة بمتابعة هذا الأمر وتطبيقه على مختلف الدوائر الحكومية، ونقاط البيع، لمنع من هم دون سن ال 18 عاماً من التدخين والتأكد من بيعه بموجب الهوية الوطنية. وأشارت الخبيرة في علاج المدخنين بإحدى العيادات الخاصة بجدة نهى السليمان في حديثها ل"الوطن" إلى أن القرار الأخير حمل في طياته الكثير من الإيجابيات المهمة الخاصة بالإقلاع عن جميع أنواع التبغ التي وصفتها ب"الخطيرة"، خاصة المعسل والشيشة وتقول إنه خلال الأيام الأولى من القرار تردد علينا الكثير من "الفتيات" في مركزنا العلاجي بغرض ما أسمته "الاستفسار العلاجي" عن الإقلاع عن تعاطي أنواع التبغ وكانت تتراوح أعمارهن ما بين 17 إلى 24 عاماً. وقالت السليمان إن القيمة المعنوية في القرار الأخير أنه جاء بعد حملات توعوية رسمية نفذتها وزارة الصحة السعودية إلى جانب الحملات التي نفذتها الجمعيات المدنية الخيرية، وأصبح هناك أنواع جديدة من العلاج غير الطرق التقليدية القائمة على الأدوية.