الترفيه صناعة وسعادة

المعنى اللغوي لكلمة (ترفيه) هو التخفيف وإزالة الضيق والتعب عن النفس. والفعل الذي يجعل الوقت يمرّ بطريقة مبهجة، كما أنه أي نشاط يسمح للأشخاص بتسلية أنفسهم في أوقات الفراغ، وبهذا المعنى سيكون هناك كثير من المرادفات والمصطلحات التي تشترك مع الترفيه مثل التسلية والمرح واللعب وغيرها.
إن هيئة الترفيه وبرامج الترفيه وفعاليات الترفيه المتنوعة المتميزة العالمية في مملكتنا تعد قفزة كبيرة للمواطن، ونقلة من حالة الفقر الترفيهي التي طالما عانى منها المجتمع السعودي إلى صناعة حقيقية تفتح بابا للسعادة والبهجة والاستثمار.
كما أنها سوف تصبح إحدى مصادر الدخل وتوفير الوظائف للجنسين للتقليل من نسب البطالة، والترفيه ليس رفاهية للمواطن بل أحد الحقوق التي كان هناك شح في تقديمها وتسهيلها.
والترفيه ليس مضيعة للوقت وإنما هو جزء هام للبناء التربوي والصحي والاجتماعي والثقافي للفرد، لحياة سعيدة ممتعة متجددة متنوعة هادفة مع إدخال السرور على النفس، ومن الأهمية أن يكون الترفيه شاملا لجميع الأعمار ويتناسب معها.
موسم الرياض الترفيهي المتنوع الشتاء الماضي صار فيه ما قد صار، والخيال أصبح واقعا ممزوجا بالفخامة والجمال، كان فعلا جبارا وغير مسبوق، أبهر العالم وزرع كل أنواع الابتسامات والسعادة.. موسم رائع وعظيم وفيه كل الأحداث العالمية الترفيهية.. موسم أرضى جميع الأذواق والأعمار.
‏انتهى موسم الرياض ومدن مملكتنا الأخرى وبقي التأثير الإيجابي يرافق المواطن والمقيم والسائح طوال الوقت، حيث زرع في قلوبهم السعادة والابتسامة والتفاؤل مع تراجع السفر للخارج، وأصبحت السعودية مقصد السياح لقوة وشمولية ونوعية السياحة والترفيه والحفلات والمسابقات والبطولات المتميزة العالمية. مع إيماننا بأن القادم أجمل وأفضل.
قد تكون فعاليات وبرامج الترفيه المتنوعة مفاجئة للبعض ولكن سيتم امتصاص هذه الصدمات مع مرور الزمن وستكون من المسلمات المجتمعية كغيرها من المتغيرات المحجوبة، بالإضافة إلى كونها نافعة ثقافياً وترفيهياً وماديا وحق للمواطن.
والترفيه الشامل المتنوع يعد نقلة نوعية من حالة الممنوع والمكروه إلى حالة الوسطية والسماحة والإنسانية بكل معانيها، في حدود القيم والمبادئ وتعليمات ديننا الحنيف.
الترفيه مفهوم شامل يبدأ من الاقتصاد وينتهي بتغيير خريطة الحياة اليومية ويُعزز من ارتباط المواطنين من الجنسين بوطنهم، ويُشعرهم بأنه يُمكنهم أن يحصلوا على بعض جوانب السعادة والحرية والراحة دون الحاجة إلى السفر لوجهات خارجية.