فقدت وكالات أنباء عالمية الدقة في نقل تصريحات الجبير لمجلة "دير شبيغل" الألمانية حول تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات. وبحسب ما كشفه مراسل الجزيرة في برلين "عيسى الطيبي"، فقد أخطأت وكالة الأنباء الألمانية في نقلها عندما قالت "إن وزير الخارجية عادل الجبير أعلن عزم بلاده تزويد المعارضة السورية بصواريخ أرض جو"، مؤكداً أن هذا غير صحيح البتة! وأضاف الطيبي: وقالت وكالة الأنباء الفرنسية باللفظ "إن الجبير دعا إلى تسليم المعارضة السورية بصواريخ أرض جو"، وهذا غير صحيح. مضيفاً: رويترز قالت نقلاً عن الوزير الجبير "يجب تزويد المعارضة السورية بالصواريخ ". وتابع مراسل الجزيرة: إذا أردنا أن نقارن ذلك بما ورد بالنص المحكم للقاء الصحفي مع وزير الخارجية عادل الجبير، كما ورد ذلك في مجلة "دير شبيغل"، الذي تنشره اليوم، يتأكد أن ما نقلته تلك الوكالات هو كلام منافٍ للصحة. وأضاف: السؤال المباشر لوزير الخارجية كان "هل تؤيد تزويد المعارضة كما أشرتم من قبل بصواريخ مضادة للطائرات؟". وكان جواب الجبير "نعم". ثم اعتبر أن هذه الصواريخ تؤدي إلى توازن القوى على الأرض. لكن الوزير الجبير قال بشكل واضح: "هذا الأمر لا يخص الرياض". وأكد: "الرياض لا تتدخل في هذا الموضوع إلا بعد إقرار المجتمع الدولي". وهنا - بحسب مراسل الجزيرة - أحال الموضوع برمته إلى مجلس الأمن أو التحالف؛ وبالتالي ينفي هذا البنط العريض غير الدقيق الذي انتشر في وكالات الأنباء. وقد تناول وزير الخارجية عادل الجبير في الحوار الذي تنشره اليوم السبت مجلة "دير شبيغل"، وهي مجلة أسبوعية ألمانية عريقة، مجموعة كثيرة من المحطات، بدأها بميونخ، وانتهي بإيران. كما تطرق الجبير إلى الوضع السياسي والعملية الانتقالية، إلى الحرب الدائرة والحرب العالمية، إلى تدخل إيران في المنطقة. ومن أهم النقاط التي وردت في المقابلة الصحفية حديث الجبير عن اتفاق ميونخ، وأن تحقيق هدنة عسكرية وإرسال المساعدات الإنسانية إلى السوريين المتضررين سيؤدي إلى انتفاخ سياسي، والدفع بالعملية السياسية في سوريا. كما تحدث الوزير الجبير عن الخيارات المتاحة أمام الأسد، وقال: "إن هناك خيارين لا ثالث لهما: إما المفاوضات السياسية من خلال صيغة جنيف لتأسيس حكومة انتقالية تتسلم السلطة من الأسد، وتعد دستوراً جديداً. والخيار الثاني: طريق الحرب التي تؤدي إلى اقتلاع الأسد". كما اعتبر في حواره مع المجلة الألمانية أن إيران منذ 35 سنة تهدد المنطقة، وتنشر البلبلة فيها. وأضاف بأن السعودية تهدف من إعلانها نشر قواتها على الأرض السورية إلى مساعدة التحالف في حرب داعش. وبدوره، أكد المحلل السياسي سليمان العقيلي أن دعم المعارضة السورية والشعب السوري من ثوابت السياسة الخارجية للمملكة. وأضاف للجزيرة: تصريحات وزير الخارجية عادل الجبير حول تأييده تزويد المعارضة السورية بصواريخ أرض جو هي بمنزلة إعلان نوايا لقرار سعودي قادم إذا استمر التلاعب بالأزمة السورية.