العزائم على قدر أهلها

بكل غبطة واعتزاز يرصد المتابع ما تحقق ويتحقق تباعا من نقلات نوعية بناءة وملفتة، بإعجاب يتنامى ويتكرس لثمار ومحصلة هذه النقلات التي يشهدها الإعلام السعودي عامة بمختلف وسائله، وتعد قنواته من خلال ما هو ملموس من تنويع وتجديد وتجويد.
.. ما من أدنى شك بأن العزائم على قدر أهلها، فإذا كان من أهم ركائز تميز أي مرفق تكمن في انتقاء الرجل المناسب، فما بالك عندما يحظى الموقع المناسب بالرجل الأنسب.
.. لذلك لاغرابة أن تجد الأفعال تسبق الكلام، فتأتي محققة للكثير من الآمال والتطلعات وفي زمن لايذكر بعد أن ظلت لأزمنة أضغاث أحلام.
.. تلك الأفعال والإنجازات المشرفة التي ترجمت على أرض الواقع وسماء التوهج الإعلامي السعودي عامة، والمسموع والمرئي منه على وجه الخصوص شأنها شأن ما تمتاز به الأعمال الخلاقة من حضور وفاعلية، ولعل ثمة وقفة أمينة ومنصفة على ما تضمنه هيكل شهر رمضان البرامجي المنصرم، سيقف على حقيقة ما ذكر.. فعلى سبيل المثال ليس إلا:
.. إلى جانب القيام بنقل مباشر لصلاتي التراويح والتهجد مع الترجمة باللغتين الإنجليزية والفرنسية من خلال القناة الأولى والثانية، كانت هناك أيضا ترجمة لمعاني القرآن الكريم على قناتي القرآن الكريم والسنة النبوية.
.. كما تمكنت القناة السعودية من تقديم رهان وبرهان على قدرتها سحب البساط من سواها فوفقت في تقديم أكثر من مسلسل محلي حصري، وجاء في مقدمتها مسلسل «سكتم بكتم» بطولة الفنان المتمكن موهبة وإبداعا فايز المالكي، فقدم هو وبقية أبطال هذا المسلسل الرائعين: علي المدفع وعبدالله الزيني وفخرية خميس وسعاد علي وأميرة محمد عملا ممتعا وهادفا توفق في كتابته عبدالعزيز المدهش وأبدع في إخراجه المتألق عبدالخالق الغانم مما جعل هذا المسلسل يحتل المركز الأول في نسبة المشاهدين، متفوقا على سواه في القنوات الأخرى، وفي هذا أكثر من مؤشر ودرس..!.
.. وعلى مستوى الإذاعة السعودية تضيق المساحة بكثير من الشواهد على ما تحقق من تطور. ويكفي أن نقف إعجابا وتقديرا لمن كان له الفضل في نبش مكنوز من بين مكنوزات نفيسه ودفينة كتلك الابتهالات الدينية التي قدمت طوال ليالي رمضان المبارك من إذاعة جدة هذه الابتهالات التي مضى على تسجيل بعضها قرابة 70 عاما وغيبت عن الأسماع أكثر من 40 عاما. من ذا الذي حرك هذا الإرث الفني النفيس غير ثقافة وعشق التميز والريادة .. والله من وراء القصد.
تأمل:
لعمري لقد أنبهت من كان نائما ... وأسمعت من كانت له أذنان.