الرياض تستضيف النسخة الأولى من منتدى حوار المدن العربية الأوروبية    قفزات استثنائية للرؤية السعودية ( 2 4 )    إطلاقات وفرص بمعرض جدة.. خارطة عالمية للعلامات التجارية السعودية    الذهب يرتفع لأعلى مستوى.. والأسهم العالمية تنخفض    موقع حائل الاستراتيجي ميزة نسبية يجذب الاستثمار    قصف عنيف بين الهند وباكستان عند خط المواجهة في كشمير    الخارجية السعودية درع الوطن في الأزمات 1-2    هنأت ملك مملكة هولندا بذكرى يوم التحرير لبلاده.. القيادة تتلقى دعوتين من أمير قطر لحضور القمة العالمية للتنمية الاجتماعية    أخضر الصالات تحت 20 عامًا يُقيم معسكرًا تدريبيًا في الدمام استعدادًا لأولمبياد آسيا    سمو ولي العهد يرأس جلسة مجلس الوزراء    مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز يستقبل أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من الصين لأداء فريضة الحج    أمانة جدة تضبط 9.6 أطنان من الغذاء الفاسد    المرور: الالتزام بقواعد السير لحياة أكثر أمانًا للجميع    هل الموسيقى رؤية بالقلب وسماع بالعين ؟    أزمة منتصف العمر    اغتيال المعلّم بدم بارد    "صحي مكة" يقيم معرضاً توعويًا لخدمة الحجاج والمعتمرين    «طريق مكة» تجمع رفيقي الدرب بمطار «شاه» الدولي    إصابات الظهر والرقبة تتزايد.. والتحذير من الجلوس الطويل    القادسية بطل المملكة للمصارعة الرومانية    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    الأهلي بطلاً لكأس وزارة الرياضة لكرة السلة    أمير الجوف يزور مركزي هديب والرفيعة    فيصل بن مشعل: منجزات جامعة القصيم مصدر فخر واعتزاز    السودان: «الدعم» يهاجم بورتسودان ويشل المساعدات    «إسرائيل» تستهدف مواقع حوثية في صنعاء    ولي العهد يوجه بالعمل بأعلى درجات الكفاءة والتميز لخدمة ضيوف الرحمن    تدريبات جوية صينية - مصرية    أمير الرياض يستقبل سفير إسبانيا    اقتصاد متجدد    ..و مشاركتها في معرض تونس للكتاب    «سفراء» ترمب في هوليوود    "البحوث والتواصل" يشارك في المنتدى الصيني - العربي    إنتر ميلان يقهر برشلونة ويتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا    ظروف النصر تغري الاتحاد في «الكلاسيكو»    «فيفا» يصدر الحزمة الأولى من باقات المونديال    68.41% من الموظفات الجامعيات حصلن على تدريب عملي    اتفاقيات بالعلا لتدعيم السياحة    انتعاش الناتج الإجمالي النفطي لدول الخليج في 2026    الحوثي يجر اليمن إلى صراع إقليمي مفتوح    المسيرات تغرق بورتسودان في الظلام    القيادة.. رمانة الميزان لكلِّ خلل    بيت المال في العهد النبوي والخلافة الإسلامية    سرك في بير    ولي العهد.. عطاء يسابق المجد    بحضور وزير الرياضة .. جدة تحتفي بالأهلي بطل كأس النخبة الآسيوية 2025    المدينة تحتضن الحجاج بخدمات متكاملة وأجواء روحانية        مذكرة تفاهم بين الجمعية السعودية لأمراض وجراحة الجلد وشركة آبفي وشركة النهدي الطبية    الداخلية: غرامة 100 ألف ريال لنقل حاملي تأشيرة الزيارة إلى مكة ومصادرة وسيلة النقل المستخدمة    زخة شهب إيتا الدلويات تزين سماء العالم العربي الليلة    فريق طبي في مستشفى عفيف العام ينجح في إجراء تدخل جراحي دقيق    رشيد حميد راعي هلا وألفين تحية    الصحة النفسية في العمل    حكاية أطفال الأنابيب «3»    وزير الدفاع يلتقي رئيس مجلس الوزراء اليمني    ممنوع اصطحاب الأطفال    أمير منطقة تبوك يرعى حفل تخريج طلاب وطالبات جامعة فهد بن سلطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإيجابية في الواقع الإنساني الفريد يزكّيها القول ويشيدها العمل
نشر في الشرق يوم 02 - 07 - 2013


رمضان زيدان
الكلمة الطيبة وحسن الخلق ومكارم الأخلاق ضالة الإنسان أنّى وجدها فهو أحق الناس بها، وهذا القول العربي الجليل يرشدنا ويدلنا على إقرار العمل الطيب والقول الصالح والتوجه السوي وتأصيله لدى الآخر للأخذ والعمل به.
وعند الجاهليين من العرب القدامى عادات حميدة، أثنى عليها وحض على استمرارها لتتأكد بذلك شمولية المنهج الرباني في الأخذ بكل ما يدعو إلى خير البشرية ونبذ الشرور والمفاسد لدى المجتمع الإنساني المستخلف في الأرض. وفي هذا المثال التاريخي عبر تواتر سير الأولين ما يؤكد ذلك المعنى.
إن التوجه البشري قد ضل والفكر الإنساني قد اعتل حينما صارت هناك تفرقة بين أبناء المجتمع الواحد على أساس جنس أو عرق أو نسب (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) والتقوى التي عني بها الإسلام تقوى القلوب والمضمون والتقوى التي تحض على التوجه إلى الله بالعمل وكسب الأرزاق وعمارة الكون (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون) وللشعائر التعبدية جانبها الإيجابي الصحيح ألا وهو الجانب العملي لتلك العبادة بالعمل النافع الهادف الذي يجعل من العنصر البشري عنصراً عاملاً منتجاً أكثر منه عنصراً خاملاً مستهلكاً لكل شيء من حوله والداعي لذلك كله هو ارتقاء الفكر البشري لتصحيح المسار الإنساني للوصول إلى غاية أمتنا الشماء لتتبوأ مكانتها تحت الشمس. من هنا كان لزاما أن يكون هناك منهج تربوي يأخذ بالنفس البشرية إلى جادة الطريق كي تصبح بعدها في أفضل أحوالها على الإطلاق ومن أولويات العمل التأثير والتأثر فيمن حولنا أي أنه على العنصر البشري أن يتبع الخطوات العملية للتغيير بمراحلها التسلسلية في خطوط متوازية لتطبيقها على نفسه وعلى من حوله ممن يخالطهم ليعلم من خلال تعامله مع الآخرين مقدار صبره وتحمله لهم فالذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على آذاهم فمن أين لمن يعتزل الناس أن يدرك إلى أي المراحل قد وصل وعلى أي درجة في التغيير قد حصل؟.
إن الإحساس التام والشعور الكامل لدى الإنسان بدوره في الأرض والتبعة الملقاة على عاتقه تجعله في أتم حالات الاستعداد القصوى للتغيير الإيجابي لحمل الأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها فعندئذ يكون قد اكتمل بناؤه الفكري في قناعة كاملة بهذه التكاليف والواجبات التي ألزمه الله بها ومن ثم يكون هذا الانسجام الكلي بين المخلوق المكرم وبين نواميس الوجود كي لا يكون هناك انفصال أو انفصام في وحدة الغاية بينه وبين تلك النواميس الكونية لأن القدرة والمشيئة العليا قد سخرتها له لاستعمالها في عمارة الأرض وتعبيد الأشياء والأحياء لعبادة خالقها. وتتجلى لنا أهم الخطوات في عملية التغيير أن تكون النفس البشرية ابتدأ عندها شعور قوي بالحاجة للتغيير (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). على الإنسان إذاً أن يعقلها ويتوكل على باريها آخذا بالأسباب طارقا جميع الأبواب فمن داوم على قرع الباب يوشك أن يفتح له. علينا أن نتوشح بالأمل ونستظل بزاد الصبر والمثابرة نبحث ونكد ونتعب للوصول إلى غايتنا المنشودة وهكذا تسير الحياة يروضها الإنسان بالحكمة ويعمرها بالهمة ويرافقها بالكلمة الطيبة لتتمثل بذلك الإيجابية الإنسانية الدافعة إلى الإصلاح ودروب الصلاح والموقظة للضمائر والملهبة للعزائم، وهكذا يتعلم الصغار ويكدح الكبار وترسم الأمومة في ملامح الصباح وتتقاطر من كل جبين للقوى العاملة هنا وهناك حبات العرق الشاهدة على الكفاح الإنساني بين أرجاء الحياة لتتحقق بذلك الإيجابية في واقع إنساني فريد يزكّيها القول ويشيدها العمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.