أكد عضو مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي، والمسؤول الإداري، أحمد اللهيب، أن التنوع الثقافي حينما يبدأ مع المرء منذ طفولته، تنمو لديه القدرة على اختيار الثقافة التي يعشقها، ويجعله يبحث ويتعمق في القراءة، ويختار ما يشاء، ويحبب له ذلك مع مرور السنين، مؤكداً بأن نمو الطفل في بيئة متنوعة ثقافياً يجعل منه دائماً عاشقاً للثقافة والقراءة. وبيَّن اللهيب أن الواقع الإلكتروني يفرض تنوعاً ثقافياً في ظل وجود هذا الزخم من مصادر الثقافة على الشبكة العنكبوتية، خاصة أن الكتب أصبحت وليمة يسهل الحصول عليها من جميع أرجاء العالم، وتنوع مصادر التلقي أصبح ينقل من أنهار متباينة ومختلفة. ويبحث اللهيب في الصيف عن ظلال الشعر الوافرة كي يستظل بها، ويستمتع بأفيائها، مؤكداً بأن الشعر حديث للنفس الصامتة اللذيذة، الذي يهبك انطلاقة إلى أفق حالم، هذا بالإضافة إلى عدد من المقالات والصحف المتنوعة، وبخاصة مع تراكم الأحداث العالمية التي توقظ العقل والذهن، وتجعل المرء يرتقب كل شيء مفاجئ. وقال اللهيب إن عدد ساعات القراءة، كمعدل اعتيادي، يتعلق بالتفاصيل الكاملة لليوم، لكن القراءة اليومية تتراوح بين الساعة والأربع ساعات يومياً، مؤكداً أن الزمن مرتبط بغيره من الناس، أكثر مما هو مرتبط به شخصياً، حيث يتعامل مع الواقع الاجتماعي الذي يزخر بالمناسبات الاجتماعية، لذا فالساعة الوحيدة التي يهرب فيها إلى القراءة تكون من خارج الزمن الذي يملكه الآخرون كثيراً. وأكد اللهيب أن طريقته في القراءة حسب المادة المقروءة، وبحسب الكتاب والآلة، فأن تقرأ مقالاً عاماً غير أن تقرأ كتاباً متخصصاً، وأن تقرأ في كتاب غير أن تقرأ من جهاز حاسوبي، أو جهاز (آي باد)، وحتى استخدام القلم يكون بحسب ذلك، لكن القلم الرصاص هو الوحيد المحبب لي في كثير من طرق التعامل مع الكتب النقدية، والدراسات الأدبية، والشعر، بحكم التخصص. وأوضح اللهيب أن أكثر الكتب تأثيراً في حياته هي ديوان المتنبي، وديوان غازي القصيبي، وكذلك ديوان عمر أبي ريشة، وكثيرة هي الكتب التي لها علاقة بوحي القلم والروح، ذاكراً أن كتاب «وحي القلم» للرافعي هو بين يديه للقراءة «بالإضافة لكثير من الكتب التي مازالت تقيم في ذهني وشائج حب متواصلة، وأبحرت فيها قديماً وحديثاً، فعلاقتي بالشعر العربي الحديث تمثل رابطة قوية في قلبي، بدءاً من أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، مروراً بإبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، وانتهاءً عند شعراء الحداثة، السياب، والبياتي، ودرويش، وأمل دنقل، وصلاح عبدالصبور، وأدونيس، وغيرهم، وفي الضفة الأخرى من الإبداع، الرواية حاضرة في قراءاتي، وبخاصة روايات الأدب السعودي». أما عن أول كتاب قرأه من اختيار غيره، فكان من أستاذه محمد الشويعي، الذي كان يمده بكثير من الكتب في المرحلة الثانوية، وهي كتب متنوعة، منها الديني، ومنها الأدبي، وغيرهما، وأسف اللهيب لكون الذاكرة لا تحتفظ باسم أول كتاب قرأه، وكان من اختياره، وربما هي كثيرة، قائلاً: بيد أني كنت أقرأ أيضاً كثيراً من القصص البوليسية (أجاثا كريستي)، وهي من اختياري، بحكم توافرها من بعض المكتبات القريبة. وأكد أن جميع الوسائل الإعلامية التي يتابعها مهمة في رفد ما يقرأه من موضوعات بالكتب، وأن كل ما يستطيع أن يتابعه يتابعه بالفعل، ولكن برنامج «روافد» من البرامج المهمة التي تمنحنا مزيداً من العطاء الثقافي، وكذلك قناة النيل الثقافية، وقناة الحوار، وهي من القنوات التي تزخر بالبرامج الثقافية والأدبية التي تساعد على رفع مستوى الوعي الثقافي لدى المتلقي، ولا يقف الموضوع على المشاهدة، فثمة وسائل أخرى تمد المتابع بمزيد من المعلومات الثقافية، والعطاء الفكري المتنوع، وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، وبالذات تويتر، الذي يعطي المتلقي خلاصة 140 حرفاً تستطيع من خلالها أن تتابع أبرز الكتاب والمثقفين وعصارة أفكارهم. ونوه بأنه لا وقت محدداً للكتابة، ولا توجد طريقة واحدة لها، قائلاً إن ما يكتبه من شعر ونثر يأتي تلقائياً «وأحسب أنني أجد متعة في الكتابة الإبداعية، التي أمارسها وأنا أمشي على قدمي، أو في السيارة، حين تنفث الروح مكوناتها بكل يسر وسهولة، وتجد أنني أتذكر ذلك في قول الشاعر (وإني لأمضي الهم عند احتضاره بعوجاء مرقال تروح وتغتدي). هذا في الناحية الإبداعية، أما من ناحية المقالات والدراسات، فلا شك بأن لها الوضع الخاص الذي يحتم علينا أن نضعه في الحسبان، من حيث القراءة الجادة في الموضوع، ولكن الليل له سر في العطاء الفكري، وهلهلة المحتوى عن طريق القلم». ديوان أحمد اللهيب