كل عاقل محب للأمة الإسلامية يربط بين المشهد الجميل غداً في “عرفة” والجانب المظلم للأمة الإسلامية الذي تنامى في العقود الأخيرة ليصل بنا إلى حافة الهاوية بنزغات شيطانية إيرانية. يستطيع الإيرانيون التحول من تسويق ثورتهم التي تزرع الكراهية والحقد والبغضاء إلى عالم البناء والسباق الحضاري بمجرد إعادة قراءة “خطبة الوداع ” لصفوة البشر محمد صلى الله عليه وسلم وهم يتابعون غداً جبل عرفة، نفس المكان الذي شهد “الخطبة” عندما وقف أمام مائة ألف حاج وقال لهم “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً”… أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا… إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحقّرون من أعمالكم فاحذروه، فهل يعيد الإيرانيون قراءة هذه الفواصل من هذه الخطبة بدلا من إرسال القوارب المحملة بفلذات أكباد الأمهات الإيرانيات؟ وهل يفكرون في تطوير بلدهم بدلاً من زرع القلاقل والفتن في أرجاء العالم الإسلامي من أجل تحقيق أهداف ثورية عرقية تعيد الحضارة الإنسانية للوراء سنوات ضوئية؟ هل يستوعب الإيرانيون نهاية “خطبة الوداع” أيها الناس إنما المؤمنون إخوة فلا ترجعن بعدى كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى. أيها الإيرانيون اهتموا بشأنكم الداخلي وكفى.