في المجتمع السعودي ما إن يشب الابن عن الطوق حتى تتسارع العائلة بالبحث له عن زوجة في حملة سريعة تسمّى (دوروا له) تحمل توصيات الجارات العزيزات للأم العزيزة، ووسط حمّى هذا التدوير تشمر الأم والأخوات والخالات عن أكمامهن في البحث الجاد عن زوجة للابن المصون! العائلة السعودية تمشي على نظرية (شف ولد فلان)! في جل نظرياتها التربوية مع أبنائها وهذه النظرية ليست لها علاقة بنظرية فيثاغورس ولا طيب الذكر أرخميدس ولا حتى نظرية الأواني المستطرقة! وإن كان فيها من الطرق على رأس أبنائها الشيء الكثير، عملاً بمبدأ (كثر الطرق يفك اللحام)!. العائلة السعودية في بحثها الجاد عن زوجة لابنها لا يهمها درجة الاستعداد لديه لتحمل مسؤوليات الزواج ولا يهمها رغبته في هذا الموضوع من عدمه، ولا يهمها هل ابنها سعيد أو تعيس في زواجه، “المهم يصير مثل ولد فلان ويتزوج”! أما حينما يتورط الابن المصون في مغامرات عاطفية فالحل الأمثل لدى العائلة هو حملة تدوير سريعة عن زوجة (بنت حلال) لابنها الغارق لشوشته في حب عاصف، وفي هذا ظلم كبير لبنت الناس التي سيتزوجها ولابنها أيضاً. من أخطر الزيجات في مجتمعنا زواج شباب غرقوا في حب أخريات ثم تزوجوا عن طريق أمهاتهم قسراً أو طوعاً. الزواج الناجح أفضل شيء يحدث للإنسان في حياته، والزواج الفاشل أسوأ كارثة للإنسان في حياته، وأولى علامات الزواج الفاشل هي الزواج بالإكراه أو لمجاكرة الآخرين.