ارتفعت أسهم وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كولن باول، في تولي مهمة المبعوث الأممي الخاص لملف الصحراء بدلاً عن كريستوفر روس، حيث أسرَّت مصادر «الشرق» في المغرب بأن الرباط يدفع في اتجاه تولي باول هذه المسؤولية لإحاطته وعلمه الجيد بالملف حين كان مسؤولا عن الدبلوماسية الأمريكية، خصوصاً وأن له سابقة وساطة في ملفات ساخنة كإطفاء نيران التوتر بين المغرب وإسبانيا على هامش احتلال جزيرة ليلى، الواقعة في المياه المغربية، حيث كاد التوتر يؤدي إلى مواجهة عسكرية بين الجانبين.وكان باول رفض في وقتٍ سابق تولي المهمة، عقب استقالة الهولندي بيتر فان سام من مهمته الأممية بخصوص ملف الصحراء، بعد سحب بوليساريو ثقتها منه، واعتبر باول حينها بأن الوساطة في هذه القضية تعني الانتحار.وتبذل الدبلوماسية المغربية جهودا كبيرة لدعم موقفها الرافض لاستمرار كريستوفر روس في مهمته وتعيين بديل له في شخص كولن باول، حيث طار الوزير المنتدب لدى الخارجية المغربية، يوسف العمراني، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للقاء مسؤولين أمميين في نيويورك، للوقوف على تطورات قضية الوساطة الأممية، في ملف الصحراء، بعد سحب الرباط ثقتها من روس الذي كان سفيرا سابقا لبلاده في الجزائر، بعد اتهامه بالتحيز لأطروحة بوليساريو.وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي، سعد الدين العثماني، أكد٬ مساء أمس الأول أن سحب المغرب الثقة من كريستوفر روس لا يعني الخروج عن روح قرارات مجلس الأمن أو معارضتها.وأوضح سعد الدين العثماني داخل البرلمان المغربي٬ أن الأمر يتعلق بقرار «جيد ومسؤول» يهدف الدفع في اتجاه مراجعة شاملة لمسار ملف الصحراء وعملية التفاوض، مضيفا أنه جاء أيضا نتيجة عملية تقييم شامل وموضوعي للملف.وشدد العثماني على أن المغرب «يتوخى إعطاء زخم جديد لقضية الصحراء المغربية والخروج من مأزق الوضع الراهن»، مجددا التأكيد على أن بلاده «التي تفاعلت بشكل إيجابي مع الجهود الأممية وشاركت في العملية التفاوضية بحسن نية٬ ستواصل العمل بنفس الإرادة بغية إيجاد حل سياسي توافقي وواقعي ونهائي٬ على أساس مقترح الحكم الذاتي٬ وفي نطاق السيادة المغربية ووحدتها الترابية».