في خفّة الظّل، أسبقه، هذه مسألة مفروغ منها، لكن من منا سبق الآخر في «لعب عيال»، لست متأكِّدا، أتحدث عن أحمد حلمي: أكثر نجوم جيله بريقاً، ونجاحاً، ثاني ممثل سينمائي يحقق نجومية، بنظّارات طبيّة، بعد فؤاد المهندس، وإذا كان يُحسب لعادل إمام أنه تاريخياً أول من أدخل الهمَّ السياسي في الفيلم الكوميدي «إحنا بتوع الأتوبيس»، فإنه يُحسب لأحمد حلمي أنه أول من أدخل الفلسفة في الفيلم الكوميدي «1000 مبروك»، لو كانت الموهبة فقط هي كل شيء، لما تمكَّن «أحمدان» من تجاوز بقية نجوم جيلهما: أحمد حلمي، وأحمد السقا، نترك السقا لحديث آخر، أحمد حلمي دخل عالم الكتابة، وعن دار الشروق أصدر كتابه الأول «28 حرف»، مجموعة من مقالاته التي كان ينشرها في جريدة «الدستور»، ولأنني كنت متابعاً جيداً للدستور أيام «إبراهيم عيسى»، فإنه يمكن القول إنني قرأت الكتاب مرتين، ورأيي أن أحمد حلمي كان أخف ظلاً، وأمتع، في الدستور، لكن كتابه هذا يستحق الاقتناء والقراءة أيضاً، لما فيه من فطنة ممتعة، لا تشك بعدها ومعها أنه كان يتدخل كثيراً في حوارات أفلامه، فالطعم واحد تقريباً، مشكلة الكتاب أنك ربما ستحتاج لتخطي الصفحات إلى الصفحة 23، لتبدأ المتعة، ما قبل ذلك لا يدل على شيء، وربما لو أنه لم يسبق لي قراءة أحمد حلمي، لتوقفت ولم أتم قراءة الكتاب، خاصة وأن عنوان الكتاب «28 حرف»، لا يتمتع بطرافة من أي نوع، ولا يوحي بها، قدر إيحائه بتواضع الكاتب كإنسان، وهي مسألة لا تشجع على القراءة عادة، وتظلّ كتابة «غروق الشمس» أعلى وأحلى ما في الكتاب، الذي كتب بلهجة مصرية خفيفة الظل، فيها من الأفكار، ما تفوق كثيراً على الأسلوب، لم يتحدث الكتاب إلا في ومضة خاطفة، إخبارية، عن علاقة الكاتب الممثل بالسعودية، رغم أنه قضى فترة ليست قصيرة أبداً من حياته فيها، لكن من الواضح أنه سيفعل فيما لو استمر في الكتابة، فجميع كتاباته تنطلق من سيرة ذاتية قبل أن تذوب في حاضرها، كما أنني سأموت غيظاً، لأنه كشف أسراراً تعلمها من فنانين كبار سبقوه، وظل متكتماً على ما أظنه أحلاها : السر الذي تعلّمه من أحمد زكي شخصياً! ما نسيت قوله، أن أحمد حلمي في بداياته قدَّم برنامجاً للأطفال، اسمه «لعب عيال»!