طالب مغرِّد كفيف بتوعية المجتمع بكيفية التعامل مع الأكِفَّاء بشكل صحيح. وقال صحيحٌ أنني لا أُبصرُ الأشياء بعينيّ، لكني أعيشُ كغيري، لي حُلمٌ و لي هدفٌ و لي قوّةٌ سأصنع بها نجاحاً لا يعرف اليأس. بهذه الكلمات يعرف المغرد الكفيف محمد سعد بنفسه وبقضيته على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» الذي يتابعه عبره 8729 مغرداً. وقسم «المغرد المتمرد» المجتمع إلى ثلاث فئات من حيث كيفية التعامل مع الأكِفَّاء، فالبعض ينظر إليه بشفقة ويعتبره عاجزاً عن خدمة نفسه فيتسابقون لمساعدته. وعن ذلك يقول: هذا خطأ فأنا مكفوف وأعيش في شقة بمفردي، وآخرون يرونه شخصاً خارقاً يتميَّز عن غيره بقدرات تفوق المعتاد، ويدرك محمد أن كثيراً من المكفوفين تميَّزوا عن أقرانهم، و لكنهم في النهاية أشخاص طبيعيون كغيرهم من المبصرين، وهذا ما تفهمه الفئة الثالثة التي تنظر إليه بطريقة إيجابية طبيعية. ويعتبر محمد، ذو ال 27 عاماً، لغة برايل قديمة وتقليدية بالنسبة إلى عصر التقنية، وبالرغم من أنه تعلَّمها لكنه يذكر أنه لم يستفد منها كثيراً، ولذا يفضل استخدام «الآي باد»، فبدلاً من حمل مجلدات ثقيلة، يستعيض الكفيف بحمل ال» آي باد» ويتمكَّن من قراءة أي كتاب يريده. وبدأ محمد أثناء تعامله مع الإلكترونيات عبر الجوال، معتمداً على برنامج «الناطق الصوتي»، ولكنه كان يفتقر إلى الإنترنت، فلم يكن البرنامج يدعم كل الصفحات الإلكترونية، إنما فقط صفحات الناطق الإلكتروني، ثم حضر دورة بمعهد خاص مستخدماً «الناطق الإلكتروني»، وأشار إلى أن ذلك زاد اهتمامه بالمواقع الإلكترونية، وأنشأ مدونة، ثم بعد ظهور الأجهزة اللوحية «آي باد» ووجود خاصية اللمس، توسع تعامله معها، وأحب الفكرة التي تسهل حياة الكفيف، وأصبح مدرباً للتقنية، يقدِّم دورات مختلفة في عدة معاهد ومراكز للمكفوفين بمختلف مناطق المملكة». حضر محمد معرض الكتاب بالرياض بعد أن استقل الطائرة كعادته وحيداً، واستعرض الأجهزة المتاح استخدامها لنظرائه المكفوفين خلال المعرض.