ارتفعت أسعار النفط أمس حيث ساعد تراجع الدولار وصعود الأسهم الأمريكية في إنعاش العقود الآجلة للخام بعد أن تراجعت في وقت سابق تحت وطأة بواعث القلق المتعلقة بتنامي أنشطة استخراج النفط في الولاياتالمتحدة. وتدعمت الأسعار أيضاً ببيانات من خدمة «جينسكيب» لمعلومات الطاقة تظهر تراجعاً قدره 330 ألفاً و611 برميلاً في مخزونات نقطة تسليم العقود الأمريكية في كاشينج بولاية أوكلاهوما على مدى الأيام الستة حتى 12 سبتمبر أيلول وفقاً لما ذكره متعاملون اطلعوا على الأرقام. وبحلول الساعة 1517 بتوقيت جرينتش ارتفع خام برنت 30 سنتاً إلى48.31 دولار للبرميل. وزاد الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 29 سنتاً إلى 46.17 دولار. إلى ذلك، رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» أمس توقعاتها لإمدادات النفط من خارج المنظمة في2017، مع دخول حقول جديدة للإنتاج، وإثبات شركات التنقيب عن النفط الصخري الأمريكي مرونة أكبر من المتوقعة في التعاطي مع أسعار الخام المتدنية، مما يشير إلى فائض كبير في السوق العام المقبل. وفي ضوء التوقعات بأن يبلغ متوسط الطلب في 2017 على نفط أوبك 32.48 مليون برميل يوميّاً، أشار تقرير صدر أمس عن «أوبك» إلى أنه سيكون هناك فائض في المتوسط بمقدار 760 ألف برميل يوميّاً إذا أبقت المنظمة على إنتاجها دون تغيير. وأشار تقرير المنظمة الشهر الماضي إلى فائض أصغر حجماً يبلغ 100 ألف برميل يوميّاً. وقالت أوبك إن متوسط الطلب على النفط من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة سيبلغ 32.48 مليون برميل يوميّاً في2017. ويقل هذا عن التوقع السابق بمقدار 530 ألف برميل يوميّاً. ويضاف احتمال وجود فائض أكبر من المتوقع في إنتاج النفط للتحدي الذي يواجهه منتجون من داخل أوبك وخارجها مثل روسيا، في الوقت الذي يحاولون فيه مجدداً كبح الإنتاج. ويجري تداول النفط بسعر 47 دولاراً للبرميل وهو رقم يمثل نصف مستوى السعر الذي كان عليه الخام في منتصف 2014م. وعدلت «أوبك» توقعاتها لإمدادات النفط من خارجها في 2016م و2017م صعوديّاً، مستندة إلى عدة عوامل من بينها بدء إنتاج حقل كاشاجان في كازاخستان وانخفاض يفوق المتوقع في إنتاج النفط الصخري بالولاياتالمتحدة. وقالت إن التوقعات الحالية تشير إلى المزيد من الإنتاج. وقالت «أوبك» في تقريرها «من المتوقع ارتفاع الإنتاج من خارج أوبك في النصف الثاني من 2016م مقارنة بالنصف الأول». وتتوقع أن يرتفع الإنتاج من خارج المنظمة بواقع 200 ألف برميل يوميّاً في 2017 م، مقارنة مع انخفاض قدره 150 ألف برميل يوميّاً في توقعات سابقة. إلى ذلك، قال مصدران مقربان من وزارة الطاقة أمس، إن إنتاج النفط في روسيا -أكبر منتج للخام في العالم- من المتوقع أن يرتفع هذا العام بنسبة 2.2% فوق التوقعات ليصل إلى أعلى مستوى في نحو 30 عاماً بما يتراوح بين 546 و547 مليون طن. وفي الصين تستعد المصافي الحكومية لتصدير المزيد من الديزل والبنزين في الأشهر المقبلة في الوقت الذي تنتشر فيه حالة من القلق في السوق العالمية المتشبعة بالفعل بسبب التوقعات القاتمة للفترة التي جرت العادة على أن تكون الأفضل في جانب الاستهلاك.