عندما أشاهد جدول ترتيب دوري عبداللطيف جميل وتصدُّر الأهلي أتذكر «نكتة» شعبية تقول إن اثنين استمعا لرجل يصلي وأعجبا بصوته وخشوعه، وبعد أن فرغ أبديا إعجابهما به، فرد عليهما بقوله «هذا وأنا ماني متوضي»! بعيداً عن ملاءمة «النكتة» أو «الطرفة» كما يسميها أهل اللغة وكما يطلق عليها رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان الذي كان يتحفنا بكثير منها عبر حسابه الشخصي في «تويتر»، الذي بالمناسبة توقف عن إطلاقها وآمُل ألا يكون هناك ما كدر خاطره، أقول بعيداً عن ملاءمة النكتة من عدمها إلا أنني أجد فيها مقاربة مع وضع الأهلي وجدول الترتيب. الأهلي لعب بعض مبارياته بلا محترفين كما في لقاءي الفتح والقادسية، وطوال الجولات ال13 الماضية لم يستفِد من محترفيه إلا بنسبة 50% في ثلاثة أرباع الجولات، وبنسبة 25% في الربع المتبقي بمشاركة المصري محمد عبدالشافي وحيداً بعد إيقاف السومة مباراتين وغيابه مثلهما بسبب الإصابة، ومع هذا فهو يتصدر الدوري ومازال يواصل سلسلة «مباريات بلا خسارة» التي يبدو أنها ستستمر طويلاً. كل هذا يؤكد أن الأهلي فريق ثقيل وثقيل جداً، استطاع أن ينتصر على ظروفه قبل خصومه، فلم يعُد المشجع الأهلاوي يقلقه غياب السومة أو أسامة أو غيرهما، فالبدلاء أثبتوا قدرتهم على ملء الخانة وسد الفراغ. هذا الوضع الاستثنائي يصوغ نظرية أهلاوية خالصة تثبت أن مستوى لاعبي الأهلي المحليين لا يقل عن مستوى المحترفين الأجانب في بقية الفرق، وإلا لما استطاعوا اعتلاء هرم الدوري، لكن في المقابل أيضاً وعلى رأي بطل النكتة أعلاه ماذا لو استفاد من الرباعي الأجنبي؟ هل كان سينفرد بالصدارة بفارق نقطي مريح؟ المنطق يقول نعم، ف«الأهلي متصدر وهو ما توضأ»، وإضافة لاعبين أجنبيين بقيمة السومة وشيفو أو بقيمة إدواردو أو ألميدا ستجعل من الأهلي فريقاً مرعباً ربما يسيطر على البطولات المحلية لسنوات ويكون مرشحاً قوياً في دوري أبطال آسيا، ولذلك فعلى الإدارة الأهلاوية أن تقرر مصير فيتفا، وأن تجلب لاعباً أو اثنين بعيداً عن «يوتيوب» والسماسرة الذين يفترض أنهم أصبحوا مكشوفين للنادي إذا أرادت أن يضرب فريقها بقوة وأن يفض الاشتباك النقطي مع الهلال لصالحه، وأن يجلب «راس غليص» المتمثل في بطولة الدوري مطلب الأهلاويين الأول.