عندما اكتشف الإنسان مقدار سرعة الضوء التي لم يضاهيها أي نوع من السرعات في هذا الكون، والتي كما قدرت على لسان بعض العلماء (300,000ألف كلم/ثانية) بات الضوء شيئا جديراً بالدراسة، وموضع اهتمام كثير من العلماء المتخصصين في نفس المجال. وهذا العصر لا يزال يحمل الكثير من المفاجآت والاكتشافات التي لم يصل إليها العقل البشري، ولكن لعله من الأسهل أن نقصر الحديث عن وسائل الاتصال التقني التي أصبحنا محاصرين بتقنياتها العجيبة السرعة والانتشار. ولست أبالغ إذا قلت إنها ربما تفوق سرعة الضوء بمراحل عديدة، إذ إن الضوء ينتقل في وسط ومسار، تراه العين، وتدركه، ولكن ما ينتقل عبر وسائل الاتصال التقني، فأبعاده كثيرة ومتنوعة، ولا يمكن أن تندثر بسهولة عبر الزمن، فإذا أثيرت قضية وتنقلت عبر أوساط الشبكة العنكبوتية مثلا، فقد ظهرت على السطح، وأصبح من المستحيل إخفاؤها، حتى ولو بعد حين من الزمان، وان تداعت أقلام ذات أغراض دنيئة، لتشويه الحقائق، وتزييف المعتقدات الثابتة الراسخة، التي استقرت في نفوس وقلوب البشر، المؤمنين بالله تعالى، وبما جاء به نبي الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه. ولن آت بجديد إذا قلت إن هذا الدين سيظل بإذن المولى شامخا عزيزا، لا يضيره كيد الكائدين ولا غيرهم، ولكن المسألة تتجاوز الحذر من براثن كتابات بعض المنحرفين، الذين يخوضون في مياه الشبكة العنكبوتية التي أصبحت في بعض الأماكن آسنة، فهناك من يسعى لإشعال نار الفتنة، نسأل الله السلامة والعافية. ولا أظن أن العقل البشري الذي وصل إلى ما وصل إليه من تقدم في مجالات التقنية بأنواعها، ومنها هذه الشبكة العنكبوتية، التي لا يكاد يخلو بيت من أثرها، أن يتحكم فيها فريق أمين من المختصين الغيورين على دينهم، ولست أشكك في غيرة المسلمين في هذا البلد المعطاء، الذي ولله الحمد يزخر بالعلماء الأفاضل الذين لا يألون جهدا في نصرة الدين، ولكن كما أسلفت الخطورة تكمن فيما وراء الحذر، وهذا ما أقصده بعنوان هذا المقال والله ولي الأمر والتدبير.