يبدي مثقفون عرب مخاوفهم مما اعتبروه تفريغا للعالم العربي من عمقه التاريخي بتدمير تراثه وآثاره على أيدي متشددين وتشاركهم في ذلك إيرينابوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وتقول بوكوفا في العدد الجديد من مجلة (الجديد) اللندنية إن «التدمير المتعمد للتراث الثقافي.. جريمة حرب يجب تفعيل كل القوانين الدولية للتصدي له ومعاقبة مرتكبيه… اليونسكو تعمل مع المحكمة الدولية لتشكيل ملفات من هذا النوع وفقا لاتفاقية لاهاي لعام 1954» التي تتعلق بتوثيق التراث وحمايته في الحروب». وتضيف أن اليونسكو «أخطرت المحكمة الجنائية الدولية… بفتح تحقيق فيما ارتكب من جرائم ضد التراث الثقافي في العراق وسوريا». وعدد مجلة (الجديد) يصدر أول أبريل نيسان وهو الثالث للمجلة التي صدر عددها الأول في فبراير شباط الماضي وتحمل شعار (فكر حر وإبداع جديد) وتقع في 160 صفحة. وفي ملف عنوانه (المستبدون والظلاميون.. إعدام التاريخ) في مجلة (الجديد) الذي يصدر أول أبريل، يكتب الجراح تحت عنوان «لا عاصم إلا الثقافة» قائلا إن الإرث الثقافي والحضاري العربي «راح يتحطم ويتلاشى… سرقة وتخريبا وتدميرا» في العراق وسوريا واليمن. وتعتبر خبيرة الآثار السورية ختام غبش أن ما حدث للتراث الثقافي السوري خلال السنوات الأربع الأخيرة «نكبة أثرية» حيث هدمت مساجد وأضرحة وجسور أثرية كما حرقت أسواق أثرية في مدينة حلب. وتقول مارجريتا فان اس خبيرة الآثار ومديرة قسم المشرق في المعهد الألماني للآثار ببرلين إن تدمير تنظيم الدولة الإسلامية لآثار مدينة نينوى يدعو المجتمع الدولي لتحمل «مسؤوليته للتدخل ضد هذا التنظيم المصاب بمرض التدمير.. تدمير الفن والإنسان والمجتمع». وتضيف تحت عنوان (لا يمكن حماية التراث العراقي دون القضاء على داعش) إنها عملت بالبحث العلمي في العراق وقادت فريقا بحثيا للتنقيب في مدينة أوروك التاريخية «وشخصيا أعتبر ما حدث مصيبة».