الزميلة لمياء البراهيم الكاتبة في الشرق رُشحت إلى منصب وظيفي مثلها مثل أي مواطنة مجتهدة ومميزة، ولأنها امرأة ناجحة كان من الصعب القول إنها غير جديرة بالمنصب أو دخيلة عليه، ولذلك لم يجد المنغلقون أي منفذ لمحاربتها سوى المذهب.. ولدت مسلماً سنياً دون تدخل مني أو من أجدادي، وولدت أيضاً الزميلة العزيزة مسلمة شيعية دون تدخل منها أو من أجدادها، وكل مقتنع بما هو عليه؛ فلماذا تحاسبون الناس على مذاهب ولدوا عليها داخل الدين الواحد، ويعتزون بها مثل اعتزازكم بمذاهبكم؟ ثم ما هي الفائدة المرجوة من هذا الموال الجاهلي الذي يخرج لنا من آن لآخر؟ حتى لو تبادلنا المذاهب فيما بيننا أو اتبعنا جميعاً مذهباً واحداً؛ فستبقى عاهاتنا الحضارية كما هي، وسيبقى موقعنا في سلم التنمية كما هو أيضاً؛ أما العلاقة مع الله سبحانه وتعالى فسيسألنا عنها فرادى لا جماعات، وكل يتحمل وزره وحده لا أوزار أحد من رفاقه السنة أو الشيعة.. حبايب!! أظن أننا في وطن يتسع للجميع، ويجب أن يكون كذلك؛ أما من لديهم آراء أخرى فنحن آسفون جداً لأننا لا نستطيع أن نكون صدى لعراق المالكي أو سوريا بشار، ولهما وحدهما القيح والصديد، وشاهت تلك البضاعة التي تستنسخونها بعقولكم الضيقة والمتخشبة من هناك.. أرحب باختيار أختي العزيزة لمياء البراهيم لهذا المنصب؛ أما الذين رفضوا اختيارها على أساس مذهبي فأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوسع مداركنا جميعاً، وألا يحولنا إلى صدى باهت لكل مشكلات الطائفية البغيضة في هذا العالم العربي الذي يسير إلى المجهول..