حذر خبراء بيئة من خطورة حرق الإطارات التالفة، مؤكدين أن أغلب الطرق المستخدمة لحرقها خاطئة وتسبب أضراراً للبيئة، مشيرين إلى أن هناك وسائل حديثة استخدمت لدى بعض الشركات لكنها لم تثبت جدواها حتى الآن. ويقول المختصون في مجال الدفاع عن قضايا البيئة إن الإطارات التالفة تمثل قلقاً بالغاً بالنسبة لهم، وينبع هذا التخوف من صعوبة التخلص من هذه الإطارات، خاصة أن طرق معالجتها التي اتبعها كثير من الدول كانت لها مشكلات معقدة وألحقت أضراراً بالغة بالإنسان والبيئة لم تكن متوقعة. وبيّنت التقارير العلمية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وحدها ترمي أكثر من 200 مليون إطار سنوياً، وهذه الكمية مرشحة للزيادة ما سيشكل تهديداً أكبر على الإنسان والبيئة، كما أن بعض الجهات في الدول النامية تعتمد في حالة التخلص من هذه الإطارات إلى حرقها في أماكن بعيدة من التجمعات السكنية. ومع ذلك فهذه الطريقة الخاطئة تؤثر سلباً في طبقة الأوزون وفي الصحة العامة. ويحتاج تحلل الإطارات في الظروف العادية وبمعزل عن أية مؤثرات خارجية وكيميائية إلى مئات السنين، لذلك فإن التخلص منها يعد مشكلة حقيقية تحتاج إلى حلول جذرية خاصة مع تزايد عدد الإطارات المستهلكة. ويقول محسن الخالدي وهو أحد المهتمين بالحفاظ على البيئة ل «الشرق» إن الحل الوحيد والناجع للتخلص من هذه الإطارات بطرق آمنة هو إعادة تدويرها أو حرقها داخل أفران مخصصة لذلك أو تقطيعها ثم استخدامها كمواد أولية لرصف الشوارع. وقال: لم تتمكن أي دولة من التوصل إلى الحلول المناسبة حتى الآن للتخلص من الإطارات التالفة بالاعتماد على إعادة التدوير. في حين يتم استخدام الإطارات على نطاق ضيق كاستخدامها في الموانئ لمنع السفن من الاصطدام بالأرصفة البحرية. وأفاد فرحان محمد الشمري (رجل أعمال) عن وجود دراسات علمية نشرتها مجلات متخصصة في شؤون البيئة أظهرت أن العاملين في مصانع حرق الإطارات هم أكثر عرضة لأمراض الربو والسرطان والالتهابات الرئوية وضيق التنفس. وقال: استناداً إلى بعض الدراسات هناك بعض الحلول التي تجري تجربتها للتخلص من الإطارات التالفة من خلال حرقها في أفران خالية من الأكسجين للتقليل من الأبخرة السامة، غير أن هذه الدراسات لا تزال في مرحلة مبكرة. وأضاف الشمري: هناك شركات في بعض الدول بدأت بالفعل في تنفيذ أول تجربة لرصف الشوارع باستخدام الإطارات التالفة وقد سجلت نجاحاً مبدئياً حتى الآن، حيث تقوم هذه الطريقة على استخراج أسلاك النحاس وأي مواد صلبة من الإطار، ومن ثم يتم تقطيعها في آلات كبيرة وتضاف إليها مواد كيميائية لم تكشف عنها الشركة التي نفذت التجربة حتى الآن، إضافة إلى مواد شمعية ومواد لاصقة ويتم بعد ذلك خلط المزيج ليصبح جاهزاً، ثم يتم استخدامه في رصف الشوارع. وبدا الشمري مشككاً في جدوى هذه الخطوة.