في هذا المقال سنتحدث حول روتين حياة الناجحين وتحديداً المديرين التنفيذيين في عدد من أكبر شركات القطاع الخاص في العالم للإجابة عن سؤال مهم جداً وهو كيف يؤثر روتين حياتنا وأنماطنا الاجتماعية في النتائج التي نحققها وتتحقق؟ وهل يمكن أن نتوقع نتائج إيجابية في ظل رتم الحياة اليومي الذي نعيشه؟ في مسح أجراه المؤلف جيم سيترين ونشرته مجلة بيسنس إنسايدر في يناير 2012 حول الوقت الذي يستيقظ فيه المديرون التنفيذيون في عدد من شركات القطاع الخاص اتضح من المسح أن 80% منهم يستيقظون قبل الخامسة والنصف صباحاً وأن عدداً منهم يستيقظون عند الرابعة صباحاً ومن أبرزهم: الرئيس التنفيذي لشركة جنرال موتورز دان أركسون 4:30 صباحاً. الرئيس التنفيذي لشركة أبل تيم كوك 4:30 صباحاً. الرئيس التنفيذي لشركة فيرجن أمريكا ديفيد كوش 4:15 صباحاً. الرئيس التنفيذي لشركة ديزني روبرت ليجر 4:30 صباحاً. الرئيس التنفيذي السابق لشركة أي أو إيل تيم أرمسترونغ 5:00 صباحاً. وهو ما يطرح سؤالا عالي الأهمية حول مبررات الاستيقاظ المبكر لمثل هؤلاء المديرين التنفيذيين بالرغم مما لديهم من مشاغل مقارنة بغيرهم ولديهم طواقم عمل قادرة على تنفيذ ما يودون أن ينجز. يتضح من نتائج المسح أن المبررات تختلف من شخص لآخر ومن أبرز تلك الأسباب التي تقودهم للاستيقاظ المبكر ممارسة الرياضة والتي شكلت نسبة الممارسة أكثر من 70% منهم فضلا عن الاستعداد النفسي والتفكير فيما يرغبون إنجازه وكيفية تغيير مسار العمل حتى لا تكون خططهم عرضة للتغيير. أي أن غالبية من شملهم المسح لديهم طقوس خاصة يمارسونها يومياً ويشتركون في عوامل منها التفكير والاقتناع بما يقومون به من أعمال ومن أبرز الأمثلة الرئيس التنفيذي السابق لشركة أبل الراحل ستيف جوبز والذي تحدث خلال محاضرة له في جامعة ستانفورد عام 2005 عن طريقته التحفيزية للعمل والإبداع يومياً منذ الصباح، إذ إنه منذ 33 سنة يتطلع إلى المرآة عند كل صباح ويسأل نفسه: إذا كان هذا هو اليوم الأخير في حياتي، هل سأقوم بما أريد أن أقوم به اليوم؟ وعندما كانت إجابته "كلا" لمدة أيام متتالية، كان يعلم بأن عليه تغييرا في أمرٍ ما في عمله، وبالطبع مثل هذه الممارسات لا تنطبق فقط على المديرين التنفيذيين في القطاع الخاص فقط بل يشترك فيها كذلك القيادات التنفيذية السياسية وغيرهم، ومن أبرز الأمثلة الراحلة مارغريت ثاتشر رئيسة الحكومة البريطانية والتي عرف عنها النوم القليل والاستيقاظ عند الخامسة صباحاً. الخلاصة: هناك عدد كبير من القواسم المشتركة بين الناجحين وربما من أبرزها الاستيقاظ المبكر وممارسة التمارين الرياضية ووجود رؤية واضحة لما يريدون إنجازه يومياً، ومن الصعب أن نتوقع تغييرا إيجابيا في حياتنا على المستوى الاقتصادي أو الثقافي أو الاجتماعي ونحن لا نتأمل كيف نعيش؟ وماذا علينا القيام به لإنقاذ أنفسنا من ذات الواقع لينعكس على حاضرنا ومستقبلنا ومستقبل الوطن والأجيال.
