ولد رحمه الله في منطقة الظفير ببلاد غامد حيث كان أبوه الشيخ محمد بن هليل قاضياً هناك في عام 1357ه انتقل مع أبيه إلى عدة بلدان كساجر والدوادمي واستقر مع والده بالرياض سنة 1375ه استفاد من والده بالمجالسة بعضاً من العلوم الشرعية واللغة العربية ولكنه حبب إليه الأدب واللغة العربية والشعر العربي القديم، وأما الشعر الشعبي فكانت ذاكرته في هذا المجال جيدة فهو راوية لا بأس به، كان يحفظ جملة من القصص والحكايات والنوادر التي لها علاقة بالمجتمع، فقد تعرف إلى مجموعة من المشايخ وعلى رأسهم الشيخ الأديب صاحب الفكاهات والدعابات محمد البواردي رحمه الله، فقد كان صديقاً له ولوالده الشيخ محمد بن هليل وعندما توفي استمرت الصداقة بين الأستاذ عبدالرحمن والشيخ البواردي فكانا يجتمعان كثيراً فيجلسان الساعات الطوال في حديث مستمر في فنون عالم الأدب وكان الأستاذ عبدالرحمن يحفظ بعضاً من طرائف الشيخ البواردي رحمه الله، ومن تلك الطرائف التي رواها لي ابن هليل عن البواردي عندما كبرت سنه ووهن عظمه وبلغ عمره فوق الثمانين عاماً تمنى البواردي أن يعود شبابه ويكون عمره ثلاثين سنة فهو يعرض للشباب هذه الصفقة بأن يعطوه الشباب ويعطيهم الشيخوخة ويزيد بالمال إن كانوا يرغبون بذلك وشبه الشيخوخة بالثوب القديم البالي والشباب بالثوب الجديد النظيف يقول: يا من يبدلني بعمري وازيده ان كان عمره في حدود الثلاثين يأخذ خلق عمري وأنا آخذ جديده وش لي بعمر طاعن في الثمانين فالشيخ البواردي يريد الشباب الدائم بعكس أبي العتاهية الذي تمنى أن يعود الشباب يوماً واحداً ليشكو إليه ما فعل به المشيب من أمراض وعلل وهي طبيعياً دعابة من دعابات الشيخ البواردي رحمه الله وما أكثرها، ويروي رحمه الله عن شيخه البواردي أنه لما كان إمامًا لجامع في الجبيل، وقد كان قد تأخر لأداء إحدى الصلوات فخرج من منزله مسرعاً وجاء على لسانه هذا البيت: قال الجماعة من زمان مذنيين موسى بن حرشان عجل بالصلاة وموسى بن حرشان مؤذن المسجد هذا المذكور ومن الطرائف التي يرويها الراوية رحمه الله عن شيخه محمد البواردي رحمه الله قائلاً: إن الشيخ البواردي كان ساكناً بأحد الفنادق بمكة وكان رحمه الله قد ركّب أسناناً صناعية وحينما انتهى من الأكل أخرج الأسنان ووضعها على السفرة وذهب لأجل أن يغسل يديه فأتى العامل ورفع السفرة ورماها في قمامات الفندق فلما رجع الشيخ البواردي لم يجد أسنانه فحزن على ضياع أسنانه فقال هذه الأبيات الطريفة: ضيع العظروط ضرسي ضيع الله حلاله شاله من فوق كرسي ورماه في الزبالة اوسعو العظروط ضرباً واخنقوه بالحبالة لن يحج اليوم ضرسي احضر الضرس وغاله والعظروط معناها الأحمق أو المغفل. وعلى صعيد آخر فإن الشيخ الموسوعي أبا عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري كان صديقاً لعبدالرحمن بن هليل ، وكان حديثهما في الأدب والشعر العربي والشعبي، وقد اعتمد الشيخ ابن عقيل بعض الروايات الشعبية من الشعر سمعها من الراوية ابن هليل وذلك في كتابه (ديوان الشعر العامي بلهجة أهل نجد) ولثقته بابن هليل اعتمد الظاهري روايته بل إن الشيخ الظاهري وصفه بالشيخ عبدالرحمن، ونجد هذا الوصف في الجزء الرابع من كتاب الشعر العامي بلهجة أهل نجد 4/25/ حيث قال أبو عبدالرحمن في كتابه المذكور أملى عليّ هذه الأبيات الشيخ عبدالرحمن بن هليل ويقصد أبو عبدالرحمن أبيات للشاعر عبدالله بن هذال القريفة المطيري من أمراء مطير والأبيات التي من رواية الراوية عبدالرحمن الهليل وقد روى عنه أبو عقيل أكثر من رواية من هذا الكتاب. ومن جانب آخر فإن الأستاذ الأديب عبدالرحمن بن هليل كان قد تعاون مع مجلة اليمامة يوم كانت نصف أسبوعية في عهد رئيس تحريرها زيد بن فياض رحمه الله ما بين عامي 1381ه و1383ه كان يعد صفحة أدبية كما أخبرني هو رحمه الله، وإن كانت المقالة متأخرة فقد مضى على وفاة ابن هليل الصديق سنة ونصف السنة فهذا تذكير بهذا الصديق الطيب الفاضل وإرجاع لذكريات مضت بيني وبينه وشريط من المواقف التي كان يرويها في مجرى حياته رحمه الله وعفا عنه. وهذه المقالة كتبتها وفاءً للصديق الجار الشيخ الأديب عبدالرحمن بن هليل الذي توفي يوم السابع من رمضان الموافق ليوم الخميس لعام 1433ه عن عمر يناهز السبعين عاماً.