تحايل بعض قائدي السيارات في الآونة الأخيرة على نظام الرصد الآلي "ساهر"، من خلال طمس معالم اللوحة الأمامية للمركبة، حيث ابتكر العديد منهم أساليب جديدة لهذا الغرض، منها وضع "طين" على اللوحة الأمامية، أو لف طرف اللوحة، أو التلاعب بأحرفها وأرقامها، وكذلك وضع لاصق على نصف الأرقام والحروف. واعتبر من يرتكبون تلك المخالفة الأمر طبيعياً - من وجهة نظرهم -؛ نتيجة سوء تطبيق نظام ساهر بعد أن سجل عليهم غرامات مالية من دون توعية مسبقة، وكافية، وهو ما أثقل كاهلهم وحرمت البعض منهم من قيادة السيارة، بينما أكد مختصون أنَّ ذلك يُعدُّ مخالفة صريحة للأنظمة المرورية، وأمر قد يجعل البعض يتمادى في ارتكاب المخالفة، وربما استغلالها لارتكاب الجريمة. ومهما تكن أهداف من يرتكبون تلك المخالفة؛ فإنَّهم بذلك يسيئون لسمعة الوطن والمواطن، خاصة عندما يتم ارتكابها خارج حدود الوطن، كما حدث مؤخراً في إحدى الدول الخليجية المجاورة، حيث أدى ذلك إلى تدخّل السفارة السعودية لتسوية أوضاع السياح السعوديين المخالفين لأنظمة وقواعد السير المرورية في ذلك البلد، وتمكنت من تقليص الغرامات من (20) ألفاً إلى مبالغ تتراوح ما بين (5) و(10) آلاف درهم، كما دفعت السفارة مبالغ الغرامات عن بعض المواطنين ممن لديهم ظروف خاصة، على الرغم من أن هذه القضية تُعدُّ من القضايا المرورية الخاصة ولا تندرج ضمن مسؤولية السفارة. الحملات المرورية قللت من مخالفات إخفاء لوحات السيارات داخل المدن ويتبقى الطرق السريعة وعلى الرغم من نجاح الجهود المرورية في مواجهة تلك المخالفات التي يمارسها بعض قائدي السيارات، وتكثيف الحملات المرورية داخل المدن والمحافظات، وإيقاع العقوبات بحق مرتكبيها، فإنَّ المُلاحظ استمرار تلك المخالفات من قِبل بعض المسافرين على الطرق السريعة بين المناطق، وسط مطالبات بتطبيق عقوبات صارمة ضدهم، في ظل ارتكابهم لمخالفات أخرى على تلك الطرق بحق غيرهم من قائدي السيارات الآخرين، الذين قد لا يتمكنون من التعرف على هُويَّتهم، إضافةً إلى ضرورة توعية وتثقيف قائدي السيارات لتجنّب الوقوع في تلك المخالفات. ياسر الضحيان طرق مبتكرة وقال "ياسر الضحيان" -إعلامي-:"مخالفة إخفاء معلومات لوحات سيارات بعض المسافرين على الطرق داخل المدن وخارجها، من المخالفات المُتكررة التي يرتكبها العديد من قائدي تلك السيارات، كباراً وصغاراً، وتتخذ أشكالاً مختلفة من أبرزها عدم تركيب اللوحات، أو تشويهها، وكذلك طمس بعض أرقامها"، مُوضحاً أنَّ ذلك يشمل أيضاً حجب اللوحات الخلفية من خلال تغطيتها بسلة العفش، مُشيراً إلى أنَّ هناك من بات يلجأ إلى ابتكار طرق جديدة في هذا الشأن، مرُجعاً ذلك إلى عدَّة أسباب من أبرزها التهرُّب من رصد كاميرات نظام "ساهر"، الأمر الذي يمكنهم من الانطلاق بسياراتهم بسرعات عالية، رغبةً منهم في اختصار الزمن اللازم لقطع مسافة الطريق قدر الإمكان، دون إدراك منهم لخطورة ذلك. وأخرى أخفى سائقها أرقام اللوحة هرباً من «ساهر» غرامة مالية وأضاف "الضحيان" أنَّ العديد من هؤلاء يرتكبون مخالفاتهم على الطرق السريعة خارج المدن أثناء سفرهم، مُشيراً إلى أنَّه عند إيقافهم من قبل الدوريات الأمنية، أو دوريات أمن الطرق نتيجة تجاوز السرعة المُحدّدة، فإنَّهم عادةً ما يتذرعون بوجود أسرهم معهم، أو بأعذار أخرى واهية، والهدف منها في النهاية هو الحصول على قسيمة الغرامة المالية بأقصى سرعة، ليتمكنوا بعد ذلك من مواصلة مشوارهم بعد إطلاقهم الوعود بعدم العودة لارتكاب مخالفتهم، وذلك بعد أن يكونوا قد عَمدوا إلى إزالة آثار مخالفة طمس معالم اللوحات، مُشدِّداً على ضرورة رصد هذه المخالفات على الطُرق، وتطبيق عقوبات صارمة بحق مرتكبيها، وإيقافهم، وحجز سياراتهم بمجرد وصولهم إلى وِجهتهم، أو عند عودتهم إلى مُدنهم الأصلية مرةً أخرى. فهد الحربي إخفاء المعالم وأكَّد "فهد بن عواد الحربي" على أنَّ من يُخفون معالم لوحات سياراتهم هدفهم تنفيذ العديد من المخالفات على الطرق، سواءٌ الداخلية منها، أو أثناء سفرهم على الطرق السريعة خارج المدن، والتي من أبرزها: التجاوز من الجهة اليُمنى للسيارات الأخرى، والسير على خطوط الطوارئ، وكذلك إزعاج الآخرين ليلاً باستخدامهم الأضواء العالية ومصابيح ال"زينون"، مُضيفاً أنَّهم يُشكِّلون بذلك خطراً كبيراً على أنفسهم، وعلى غيرهم من قائدي السيارات الأخرى، لافتاً إلى أنَّ مثل هؤلاء يصعب التعرّف عليهم عند ارتكابهم لمخالفات قد ينتج عنها أضرار لغيرهم من قائدي السيارات، بسبب إخفائهم لمعالم لوحات سياراتهم. نظام "ساهر" وشدَّد "الحربي" على ضرورة الإطاحة بمرتكبي تلك المخالفات من قِبل رجال المرور، وتطبيق أقصى العقوبات بحقهم، لأنَّ تصرفاتهم تلك قد تُسهم في تشجيع غيرهم على ارتكاب جرائم جنائية يُصعب التعرُّف على مرتكبيها، مُضيفاً أنَّ مشاهدة تلك المخالفات على الطرق أصبحت بشكل يومي تقريباً، خاصة مخالفة إخفاء معالم اللوحات أو جزء منها، مُشيراً إلى أنَّ العديد من الحوادث الكارثيَّة والمُفجعة التي راح ضحيتها العديد من الأفراد، والأسر على الطرق داخل وخارج المدن، كان العامل المشترك في معظمها مثل هؤلاء؛ نتيجة قيادتهم سياراتهم بسرعة متهورة، لافتاً إلى أنَّ يقينهم بعدم إمكانيَّة رصدهم من قبل كاميرات نظام "ساهر" جعلهم يرتكبون ما ارتكبوه من مخالفات. الرائد علي اللاحم جرائم جنائية وأكَّد الرائد "علي اللاحم" - الناطق الإعلامي بمرور منطقة القصيم - على أنَّ إزالة لوحة المركبات مخالفة مرورية يُعاقَبُ عليها من يرتكبها وفقاً للأنظمة المرورية، مُضيفاً أنَّ الهدف من ارتكاب مخالفة إزالة لوحات المركبات، أو إخفاء معلوماتها قد لا يكون بقصد التهرُّب من كاميرات نظام "ساهر" فحسب، بل قد يكون ذلك نتيجة التخطيط لارتكاب جرائم جنائيَّة، مُوضحاً أنَّ العقوبات التي يتم اتخاذها بحق المخالفين تصل إلى فرض الغرامة المالية، إضافةً إلى حجز مركباتهم. اللواء سعد الجباري حملات تفتيشية وأوضح اللواء" سعد الجباري" - نائب قائد القوات الخاصة لأمن الطرق- أنَّ هناك العديد من الحملات المستمرة لرصد السيارات المخالفة، وذلك على الطرق المؤدية إلى داخل المدن وخارجها، مُضيفاً أنَّه يتم ضبط المخالفين وتحرير المخالفات اللازمة بحقهم، مُشيراً إلى أنَّه يتم حجب تلك المخالفات بشكل لا يتمكن معه السائق المُخالف من تسديد قيمة الغرامة إلاَّ عندما يُراجع إدارة المرور، بحيث يتم تطبيق الأنظمة على السيارة وقائدها معاً. طلال العيدان مُشتبه بهم وعدَّ "طلال العيدان" - متخصص في علم الجريمة والعدالة الجنائية - مخالفة طمس، أو إخفاء معالم لوحات السيارة من الأمور السلبية التي يُقدِم بعض قائدي السيارات على ارتكابها، مُضيفاً أنَّ لها انعكاسات غير جيدة من الناحيتين المرورية، والأمنية، مُضيفاً أنَّ من يرتكب تلك المخالفة يُدخل نفسه من حيث لا يعلم ضمن قائمة المُشتبه بهم أمنياً، حتى وإن كان الهدف من ارتكابه لمخالفته تلك التهرُّب من كاميرات نظام "ساهر" المروري، لافتاً إلى أنَّه من الممكن ن يُعرِّض نفسه ومن معه داخل السيارة للمساءلة، ورُبما للخطر عند اشتباه الجهات الأمنية به، ومحاوله اللحاق به وإيقافه إن هو قرر الهرب، الأمر الذي قد ينتج عنه حوادث غير مقصودة قد يذهب ضحيتها أُناس أبرياء، عِلاوةً على أنَّ ذلك يُعرِّض مرتكبيه للإيقاف، والغرامات المالية. سيارة من دون لوحات والمرور يكتفي بتحرير المخالفة
