قد لا تجد إذناً صاغية من مسؤول في إحدى الجهات الخدمية سواء الحكومية أو الخاصة، وقد يتعذر لقاء مسؤول يتطلب الأمر إطلاعه وأخذ توجيه حيال معاملة ما.. وهذا ما شكّل أزمة مراجعة في بعض الجهات من قبل مواطنين اعتادوا على سماع عبارة «راجعنا بكرة»، ولكن الأمر يختلف عندما تتجه إلى المسؤول الأول في كل منطقة في المملكة، إذ لا يلبث طلب الخدمة أو تقديم الشكوى أكثر من ساعة زمان يتلقى خلالها المستفيد توجيهاً للجهة المختصة وتحديد الإجراءات المطلوبة. الأمير فهد بن سلطان «شرح على معاملة مواطن» ولكن لم يسلّم بما قال قبل التثبت من مضمون خطابه «الرياض» رافقت «مشوار مواطن» إلى ديوان إمارة منطقة تبوك - نموذجاً لبقية المناطق - وعاشت تفاصيل دخول المواطنين مع الأبواب المفتوحة، بترحيب صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير المنطقة الذي شدد على أن أبواب الإمارة مفتوحة أمام أي مواطن ومقيم يحتاج للخدمة. بداية المهمة بدأت تفاصيل المهمة أمام مبنى إمارة تبوك، حيث رافقت «الرياض» المواطن «محمد مسفر القحطاني» أثناء الدخول لديوان الإمارة، وكان يحمل معاناة لم يجد لها تجاوبا من قبل إحدى الجهات الحكومية، فلم يجد سوى أن يتقدم لأمير المنطقة للنظر في ذلك، وعند باب الإمارة الرئيس يتواجد رجال الأمن الذين يتعاملون مع المراجع بإفادته وتوجيهه بمرونة إلى القسم الذي يحقق رغبته، وهذا ما تم ل «القحطاني»، حيث تم توجيهه في البداية إلى موظف علاقات الجمهور بالإمارة، وكان في استقباله لاستماع شكواه، وبعد توثيق رقم خاص ومنحها صفة معاملة رسمية، وجهه بالدخول إلى ديوان الإمارة للقاء أمير المنطقة. اهتمام خاص من سموه بذوي الاحتياجات الخاصة دخول الديوان يتسيّد الهدوء قاعة ديوان إمارة تبوك، ورائحة القهوة العربية تمتزج بطيب العود الذي ملأ المكان هيبة وطمأنينة في لقاء المواطنين أمير المنطقة، حيث اكتمل عدد المراجعين، ثم جاء صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بابتسامة عريضة ألقى السلام على الحضور، وتوجه إلى مكتبه المتوسط إحدى جهات الديوان، وفي كل مرة يقف ليصافح كل مواطن مد يده للسلام عليه، ومن ثم يجلسه على كرسيه الموضوع أمام مكتب سموه ليستمع بإذن صاغية لكل عبارة يقولها المراجع، ومن ثم يوجه سموه على الخطاب ويناوله مسؤول علاقات الجمهور الذي يقف بجواره. معاملة خاصة لكبار السن في ديوان الامارة وعندما وصل المراجع «محمد مسفر القحطاني» برفقة «الرياض» عند أمير تبوك بدأ في تقديم معاناته لأمير المنطقة المتمثلة في إحداثات من قبل مواطنين على أراضي سكنية تقع بجوار أحد الأحياء السكنية الحديثة، وهي مملوكة لإحدى الجهات الحكومية من دون حق ملكية؛ ما سبب في إزعاج له ولسكان الحي، حيث وجّه سموه بعد الاستماع للجهات الأمنية المختصة بالوقوف على الحالة وإزالة كافة تلك التعديات في حالة الثبوت، ومخاطبة الجهة المالكة بالحفاظ على ممتلكاتها، يلي ذلك تسلم مسؤول علاقات الجمهور بالامارة الخطاب ليكمل متابعة توجيه سموه. «القحطاني» متحدثاً للزميل «الأحمري» عن مرونة الدخول إلى ديوان الامارة علاقات الجمهور وبعد لقاء سموه انتقلنا إلى قسم علاقات الجمهور بالامارة، وهو القسم المتخصص في متابعة توجيهات أمير المنطقة تجاه أي شكوى أو استفسار لأي مراجع سواءً كان مواطناً أو مقيماً، وذكر مسؤول في القسم للمراجع «القحطاني» أنه سيتم إرسال توجيهات سمو أمير المنطقة على وجه السرعة في اليوم نفسه للوكلاء المختصين، وإحضار ما يتطلب ذلك عاجلاً، والمتابعة مع المراجعة بكل شفافية ووضوح، وهذا ما تم في متابعة شكوى المواطن «القحطاني»، حيث تم توجيه الخطاب حالاً أثناء الانتظار في مكتب علاقات الجمهور في وقت لم يتجاوز ربع الساعة للجهة المعنية صاحبة ملكية الأرض التي يعانيها المراجع، حيث تم إنهاء الإجراءات من أقسام إمارة تبوك وتبقى الجهة المحول إليها هي المسؤولة عن التنفيذ. واجهة ديوان إمارة منطقة تبوك موقف إنساني في موقف لأمير منطقة تبوك لم تغب فيه الإنسانية والنظرة الحانية، حيث رأى شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن المراجعين ليبادر سموه بالذهاب إلى موقعه ويسأله عن احتياجه، وإذ بالشاب يقدم دعوة خاصة لسمو أمير تبوك بحضور حفل زواجه، حيث استلمها سموه مقدما التهاني له. الشاب «أيمن أحمد سحله» - من ذوي الاحتياجات الخاصة - تحدث ل «الرياض» عن كيفية دخوله ديوان الامارة قائلاً: «لم أجد منذ دخول الباب الرئيسي لامارة تبوك إلاّ التسهيلات الكاملة لمقابلة سمو أمير تبوك الذي اعتدنا دائماً على مواقفه النبيلة معنا خصوصاً نحن ذوي الاحتياجات الخاصة، وما لمسته من تعامل منسوبي الامارة كافة ما هو إلاّ دليل على توجيهات كريمة بالعناية بهذه الفئة». توجيهات عاجلة لخدمة كل مواطن أو مقيم باب مفتوح وذكر «علي الحمودي» أنه منذ ربع قرن يلتقي أمير منطقة تبوك في ديوان الإمارة، ولم يجد سوى الاهتمام الكامل بشؤون المواطن والتفاني في خدمته، مشيراً إلى أن لأمير تبوك مواقف إنسانية متعددة، حيث لم يخرج من ديوان الامارة أي مراجع إلاّ والرضى يكتسي وجهه من حسن الاستقبال وسرعة التعامل والتوجيه. وقال إن الأمير فهد بن سلطان يبدأ عمله اليومي باستقبال شكاوى المواطنين والمقيمين سواء كانوا صغاراً أم كباراً في مكتبه، ولكبار السن معاملة خاصة مراعاة لهم، كما خصص وقت آخر لإنهاء معاملات الجهات الحكومية، ولم يكتف سموه بذلك، بل يستقبل المواطنين في أيام محددة بعد صلاة المغرب بمقر سكنه؛ لتبادل الحديث والسؤال عن أحوال وأهالي تبوك يتبعها وجبة عشاء. مواطنون يصطفون لشرح معاملاتهم وأخذ التوجيهات حولها خلاصة المشوار وخلاصة جولة المواطن «محمد القحطاني» تظهر أن المراجع يبحث دائماً عن المسؤول الأول الذي يحسم طلبه، وتحديداً بعد أن تعذرت أمامه فرص مقابلة مسؤولين في مواقع أقل، أو ربما يرغب المواطن أن يبدأ المعاملة من أعلى السلم؛ بحثاً عن توجيه واضح ومحدد يبني عليه حجته، ولكن موقف الأمير فهد بن سلطان كان معتدلاً، وحكيماً، وبعيد نظر؛ فهو لم يجزم في «شرح المعاملة» بأن ما قاله المواطن في «معروضه» صحيحاً، وإنما طلب التأكد من إدعائه، وفي الوقت نفسه حدد الإجراء، وهو ما يقلل من بيروقراطية العمل؛ بمعنى التأكد من الإدعاء أولاً، ثم إذا ثبت صحة ذلك يتم اتخاذ الإجراء من دون تأخير، ومع كل ذلك يبقى الدور على متابعة التنفيذ من دون بيرواقراطية. أمير تبوك يتابع معاملة أحد المواطنين