طفل اليوم، شاب الغد، رجل المستقبل، العمود الفقري لبناء مجتمعٍ واعٍ يدرك ما له وما عليه، يعرف ما له من حق، وما عليه من حقوق، من خلاله – بإرادة الله – تنهض الأمة ويعلو شأنها ويرتفع قدرها. تربيته وتعليمه غرض أساس، وهدف مرسوم، فلا حضارة في أمة الا من خلال تربيتها وتعليمها. تتسابق الامم في تربية وتعليم اطفالها، فالأطباء والمهندسون والساسة وصناع القرار كانوا اطفالا في مقاعد الدراسة خرج المفكرون والمبدعون والمخططون ورجال الاعمال والاقتصاد من بين اولائك الاطفال، تهتم بهم الدول والمجتمعات اذ هم الاستثمار الحقيقي تقام من اجلهم المدارس ودور التربية والتعليم. كثيرة هي الدول والامم التي تهتم بتربية ابنائها وتعليمهم وتسعى لرعايتهم اذ هم اللبنة الاولى في بناء جسد الأمة، ولكن قليلة هي الدول التي تخطط وتمنهج وتضع السياسات المبنية على معتقد وخصوصية ونظرة مستقبلية فالمملكة العربية السعودية أنموذج لبناء تربية وتعليم قائم على سياسة منبثقة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة لإيجاد مجتمع اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والمرض فاهتمت بالطفولة واولتها جل اهتمامها ورعايتها سنت التشريعات ورسمت الخطط الاستراتيجية القريبة والبعيدة المدى من اجلهم جاء في المادة الثامنة والستين من سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية (تمثل دور الحضانة ورياض الاطفال المرحلة الاولية من مراحل التربية، وتتميز بالرفق في معاملة الطفولة وتوجيهها، فهي تهيىء الطفل لاستقبال ادوار الحياة على اساس سليم) ومن اهداف سياسة التعليم كما جاء في المادة الثالثة والستين (صيانة فطرة الطفل ورعاية نموه الخلقي والعقلي والجسمي في ظروف طبيعية سوية لجو الاسرة) واكدت المادة السادسة عشرة بعد المائة (ان الدولة تشجع دور الحضانة ورياض الاطفال سعيا وراء ارتفاع المستوى التربوي في البلاد ورعاية الطفولة)واكدت المادة السادسة والستين من السياسة نفسها(ايلاف الطفل الجو المدرسي وتهيئته للحياة المدرسية، ونقله برفق من الذاتية المركزية الى الحياة الاجتماعية المشتركة مع اترابه ولدانه)، ومن اهداف رياض الاطفال حسب ما جاء في سياسة التعليم وفق المادة التاسعة والستين (تشجيع نشاط الطفل الابتكاري وتعهد ذوقه الجمالي واتاحة الفرص امام حيويته للانطلاق الموجه) واكدت المادتان السبعون والحادية والسبعون ان من اهداف رياض الاطفال (الوفاء ب "حاجات الطفولة " واسعاد الطفل وتهذيبه في غير تدليل ولا ارهاق والتيقظ لحماية الاطفال من الاخطار وعلاج بوادر السلوك غير السوي لديهم وحسن المواجهة لمشكلات الطفولة). وحين يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية مؤتمرا للطفولة ويستقطب الكفاءات والقدرات لبحث ودراسة ونشر كل ما يهم الطفولة ويرقى بمستواها ويعالج مشكلاتها ويبث التوعية وينشر الثقافة بين ربوع المجتمع، وحين تتبنى جامعة من جامعاتنا جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن لهذا المؤتمر وهي حاضنة الأمومة اذ تحتضن اكثر من اربعين الف دارسة سيكن بإذن الله الامهات والمدارس للطفولة. فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ويقيني ان هذا المؤتمر وما قدم به من بحوث واوراق عمل تينع ويقطف ثمارها ليعود نفعها على البلاد والعباد، والمؤمل من المؤتمر ان شاء الله ان يعالج دور الحضانة ورياض الاطفال وان تكون مناهجها موحدة وتدرس بأسلوب واحد وان تكون ضمن التعليم العام يشرف عليها المشرفون التربويون وتُدرس مناهجها بين الحين والاخر وتقوّم تلك المناهج من ارباب الاختصاص، وان يقوم على تدريسها متخصصون في رياض الاطفال وان يعنى بالطفولة المبكرة اذ عند السنوات الاول منها تتشكل عقلية وفكر وشخصية الطفل، فهنيئا لنا بهذا المؤتمر وهنيئا لنا بالراعي والمرعي والرعية.