حين انتقل لاعب التعاون ناصر البيشي إلى رحمة الله كان التعاون يجري آخر استعداداته لمواجهة الأهلي في الجولة الثانية من الدوري ووقتها كان قد وصل للقصيم على طائرة خاصة بعد تعذر الحجوزات، ولكن رجاله سجلوا موقفا جميلاً وملفتاً تجلت فيه كل معاني الأخوة والتراحم التي حث عليها ديننا الحنيف في مواطن مختلفة فضلا عن مواقف الاندية الاخرى والوسط الرياضي عموما. ذلك التلاحم الكبير والفريد من نوعه يتجدد على هذه الأرض الطاهرة من أبناء هذا الوطن المعطاء في المناسبات والأحداث أياً كان نوعها وهو ما ظهر جلياً مع خبر وفاة البيشي إذ بادر الكثير من القائمين على الأندية والمنتسبين لها بتقديم التسهيلات المختلفة بتأجيل المباراة، وتقديم العزاء والمساعدات المالية لأسرة اللاعب ونقلها لأداء العمرة والتبرع بدخل عدد من المباريات من جانب بعض الفرق وقبل ذلك كله حالة الحزن الشديدة التي أصابت الوسط الرياضي لفقد أحد عناصره الذي عرف بدماثة الخلق. مثل هذه المواقف النبيلة تعكس الوجه المضيء والجميل للرياضة البعيد كل البعد عن التعصب الممقوت الذي يثير البغضاء والشحناء والذي نتمنى أن يتوارى بعيداً في ظل هذا الوقفات الإنسانية المشرفة والمشرقة.