توقع مستثمرون في سوق الذهب، أن يشهد السوق إقبالا من المتسوقين خلال الأيام القليلة القادمة مع انتهاء العشر الأوائل من شهر رمضان المبارك. وكان السوق قد شهد إقبالا كبيرا خلال الشهرين الماضيين، وذلك كنتيجة طبيعية لموسم الأفراح والذي يشهد في الغالب إقبالا من المقبلين على الزواج، إلى جانب موسم السفر والذي يشهد إقبالا بسبب رغبة بعض المسافرين في اقتناء هدايا من الذهب، لكن السوق شهد تراجعا في أعداد المتسوقين نتيجة طبيعية لانتهاء فترة الأعراس في السعودية وغالبا ما تكون قبل بداية شهر رمضان. ويرى مستثمرون في السوق أن أسعار الذهب تراوح مكانها منذ عدة اشهر، خصوصا بعد الاستقرار النسبي للاقتصاد الأمريكي الذي يشكل ربع الناتج القومي العالمي، وقد يسميه البعض الاب الروحي للاقتصاد العالمي بدون منازع، وأن تراجع الاقتصاد العالمي يعتبر تراجعا حذرا، حيث ان الصورة لم تكتمل بالنسبة للاتحاد الاوربي الذي تعاني بعض دوله مثل اليونان، اسبانيا، البرتغال، وكذلك ايطاليا، من أزمة حادة قد يصعب التعامل معها بالطرق التقليدية، وأنه نتيجة لذلك قد يصعب التكهن بالأسعار. وقال عبدالعزيز صالح العثيم رئيس مجلس ادارة شركة لازوردي للمجوهرات إن تراجع أسعار الذهب خلال الأربعة أشهر الماضية بين 15 و 20%، على الرغم من تجاوز الطلب عالميا إلى 10097.6 طنا خلال الربع الأول من عام 2012. وبين العثيم أن سبب توافر المعروض أكثر من الطلب يعود إلى تحسن الانتاج في المناجم وزيادة نسبة إعادة التدوير، موضحا أن الطلب العالمي تراجع في بعض القطاعات مثل الحلي والمجوهرات، والتكنولوجي، وذلك بنسبة 16%، في حين ان الاستثمار في السبائك والعملات المعدنية والمضاربة الالكترونية فهي لا تزال تحافظ على التوازن بين العرض والطلب، مؤكدا أن تركيا تشكل عاملا مهماً بالطلب على الذهب وقد تؤثر على اسعاره مستقبلأ، وذلك لكونها تصدر ما قيمته 1.8 مليار دولار سنويا. وتابع العثيم أن أسعار الذهب العالمية لا تزال تؤثر سلبيا على الطلب المحلي، حيث اننا نعيش اسعارا فلكية للذهب لم يعهدها المستهلك، وقد لا تتراجع الاسعار كما كانت بالسابق وقد يكون الارتفاع او الانخفاض نسبيا في ظل هذه الاحوال السياسية والاقتصادية المتأزمة. وأكد أن الطلب على الحلي يتراجع بشكل عام، وكان خلال الربع الأول من هذا العام اقل من العام الماضي بنسبة 12.7% ، اما الطلب بقصد الاستثمار فقد نما بنسبة 24%، لكنه أكد على أن مبيعاتهم زادت ، إلى جانب أن الطلب على الذهب في السعودية ودول الخليج ومصر سيستمر نظرا للرخاء الاقتصادي وللثقافة الاستثمارية خصوصأ في مصر الذين يؤمنون كغيرهم ان الذهب( زينة وخزينة). وأكد رئيس شركة لازوردي أن ذوق المستهلك السعودي تطور الى درجات عالية جدا بفضل التعليم والاحتكاك بثقافات اخرى والاستفادة من التقنية، مبينا أن بعض المستهلكين بدأ بالتحول الى خيارات اخرى مثل الاكسسوارات والفضة والألماس والأحجار الكريمة، ما جعلهم يستعينون بنحو 200 شابة سعودية للعمل في مصانعهم كونهن الأقرب لثقافة المرأة ومعرفة الأذواق. وتوقع العثيم أن يزيد الطلب في النصف الثاني من العام الجاري إلى نحو 22 طنا من الذهب، تصل قيمتها إلى نحو خمسة مليارات ريال. من جهته أوضح مستثمر سعودي في سوق الذهب فضل عدم ذكر اسمه، ان الذهب واجه تقلبات في الأسعار وارتفاعا جنونيا خلال العام الماضي، لكنه استقر خلال العام الجاري، الأمر الذي انعكس على زيادة الاقبال عليه. وأوضح المستثمر أن الألماس بات يشهد إقبالا من قبل المتسوقين، وأن تلبية رغبات جميع المتسوقين، مشيرا إلى أن ثقافة شراء واقتناء الذهب تغيرت عن الماضي الذي كان يعتمد على شراء كميات كبيرة من الذهب وذلك لأن أسعاره في الماضي في متناول اليد. وتابع جميع محلات بيع الذهب تستعد للفترة التي تبدأ من بعد العشر الأوائل من رمضان، حيث يكثر المتسوقون الراغبون في شراء هدايا للعيد، وكذلك من يستعدون للزواج في أيام عيد الفطر المبارك، مؤكدا أن هذه الفترة تعتبر وقت الذروة بالنسبة لهم ويستعدون لها بالعمل فترة ساعات أطول في شهر رمضان.