بمشاعر تفيض بالحزن والأسى.. وبألسن تلهج بالدعاء والمغفرة لفقيد الأمة الإسلامية والعربية عبر جمع من المثقفين والمثقفات عن مشاعر الحزن، وعظيم الفقد.. وجلل المصاب في رحيل ولي العهد وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - مؤكدين في حديثهم أنه لا يمكن الإلمام بما قدمته يدا الفقيد من أفعال وطنية في مختلف المجالات.. عبر سيرة ومسيرة خالدة في مختلف الأدوار الوطنية والعربية التي اضطلع بها فقيد الوطن طيب الله ثراه.. واصفين بمشاعر مكلومة أن فقد نايف بن عبدالعزيز هو فقد لركن من أركان دولتنا وأمتنا الإسلامية والعربية.. فقد لرجل حنكة وسياسة وإدارة وريادة وتميز.. لقامة خدمت العلم وأهله في مختلف ميادين الحياة ليظل نايف بن عبدالعزيز حيا بأفعاله وبما رعاه وأسهم به إلى جانب إخوانه في أمور الدولة التي أولاها كل عنايته وإخلاصه واهتمامه طيلة حياته.. رافعين بمشاعر الحزن العزاء إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى كافة الأسرة المالكة وإلى الشعب السعودي في هذا المصاب الجلل. الأمير سعود بن مساعد عبر عن بالغ حزنه بوفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز قائلا: لقد فقدنا ركنا من أركان الدولة وعضدا من أعضادها - رحمه الله واسكنه فسيح جناته - فهو لم يبخل بكل ما أوتي من علم ومعرفه على وطنه، وخلال مناصبه المتعددة كان شخصية فذة خدمت الوطن بتفان وحنكة وكان صمام الأمان.. ففقدنا اليوم جلل ولكن هذا قدر الله.. وأعزي نفسي وقيادتنا وكل الشعب السعودي بوفاة الأمير نايف. فقيد الوطن يقول عضو مجلس الشورى المؤرخ الدكتور أحمد الزيلعي: ماذا عسانا أن نقوله في فقد جلل لرجل دولة عرفه العالم وشهدوا له بأن رجل دولة من الطراز الأول، ومن منا لا يعرف الكثير عن فقيد الأمة العربية والإسلامية في مختلف نواحي الحياة؟! وما هذا إلا أننا أمام سيرة ومسيرة لرجل دولة ولأمير قاد الكثير من المنجزات التي تولاها وفي مقدمته وزارة الداخلية، إلى جانب كونه وليا للعهد، مما جعل من سيرة الأمير نايف - رحمه الله - مسيرة أفعال ومنجزات لا يمكن أن تسعفنا في الوقوف معها ولو وقفات موجزة في موقف فقد وطني وعربي وإسلامي. الأمير سعود بن مساعد ومضى د. الزيلعي في حديثه بأن الجوانب الثقافية في مسيرة فقيد الوطن، جاءت نتاجا وثمارا لما كان يتميز به سموه من سعة المعرفة وشمولية الثقافة.. مشيرا إلى أن مكتبته - رحمه الله - وحبه للمعرفة من شبابه ودعمه خلال مسيرة حياته للهيئات العلمية والكراسي البحثية ما هي إلا شواهد لا يمكن حصرها محليا وخارجيا، من خلال دعمه ورعايته لمناشطها وحرصه على أن تؤتي أكلها خدمة للوطن والمواطن وللقضايا التنموية والأمنية والمعرفية محليا وعربيا، إذ يشهد له - رحمه الله - بريادة ضربت له راية التميز والريادة في هذه المجلات لكونه السياسي المثقف.. مختتما د. الزيلعي. د. أحمد الزيلعي كما عبر الأديب محمد بن حميد عن عزائه للأسرة المالكة والشعب السعودي في وفاة سمو ولي العهد قائلا: لقد فجعنا برحيل فقيدنا الأمير نايف حيث يعتبر شخصية خدمت المملكة في جميع المجالات طوال عقود من الزمن وخلدت أعمالها في صفحات التاريخ وفي مقدمة هذه المجالات تعزيز الأمن وضمان الاستقرار في أنحاء المملكة واجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه إلى جانب دوره البارز عربياً في عدة مجالات منها عرض تجارب المملكة في مجال الأمن الداخلي وتبادل الخبرات والتجارب مع الدول العربية الشقيقة». د. عبدالله الوشمي فرحم الله الفقيد بواسع رحمته وألهمنا الصبر والسلوان أما رئيس نادي الرياض الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله الوشمي استهل حديثه قائلا: لا بد أن أتقدم في البداية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بصادق العزاء في وفاة أخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى كما أعزي الشعب السعودي في فقيده الكبير، وأسال الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه.. فنحن نعلم أن سموه رحمه الله قد نشأ في كنف والده مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، وتعلم منه أبجديات الوطنية والعمل، وقد أسهم في بناء الدولة مع إخوته ملوك البلاد، وكان له دور بارز مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أبقاه الله وحفظه ورعاه. وقال د. الوشمي: نستذكر عن سمو الأمير نايف رحمه الله حرصه على العلوم الشرعية، والعلوم السياسية والدبلوماسية، ولذلك جاءت جهوده في مسارات متعددة داخلية ودولية، وأشير إلى أن من أبرزها رئاسته لجمعية رعاية الأسر السعودية في الخارج، ولجنة النظام الأساسي لنظام الحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق، و مجلس القوى العاملة، ورئاسته لمجلس وزراء الداخلية، إضافة إلى قيامه بوزارة الداخلية وما يتصل بها. مها السراج وأضاف د. الوشمي بأنه قد عرف عنه - رحمه الله - حرصه على المعالجة الفكرية للقضايا الأمنية، فجاءت جهوده العلمية في عدة جامعات وطنية وعالمية لتأصيل هذا الاتجاه، مع الاحتفاء لقيامه بالإشراف على لجان وحملات الإغاثة والعمل الإنساني لمشاريع التبرعات الشعبية والحكومية، وتأتي في قمتها ترؤسه لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وتأسيس الكراسي العلمية والمنح الدراسية، وتأسيسه لجائزة السنة النبوية العالمية المخصصة لدعم الباحثين والعلماء في مجالات السنة وعلومها. من جانب آخر وصفت الشاعرة والإعلامية الأستاذة مها السراج بأن فقد الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - مصاب جل إذ هو فقد قامة وطنية وعربية وشخصية عالمية، فقد حفلت سيرته بالكثير من المنجزات التي تميزت بنجاحها الكبير، لما أولاها فقيد الوطن من اهتمامه البالغ بحنكته التي شهد بها المجتمع العربي والدولي. عطاالله الجعيد وقالت مها: عندما لا يمكن حصر المنجزات التي عرفنها بما قدمه فقيد الوطن، والتي يأتي منها على سبيل المثال لا الحصر مواجهته للإرهاب الذي نجح في اجتثاثه وأن يقود الكثير ممن انزلقوا في مزالقه إلى طاولة الحوار، وأن يعيد تأهليهم عبر برامج تؤكد ما يتمتع به - رحمه الله - من عمق الرؤية وسعة الأفق وثقافته التي تتجلى في صورها المختلفة عبر سيرته الحافلة بالمنجزات والمواقف الريادية محليا وعربيا ودوليا.. فلقد كان لتجربة الأمير نايف في مواجهة الإرهاب ونجاحه الكبير في استلام هذا الملف بوصفه من أهم الملفات التي واجهت الدول العربية والعالم بأسره، لينجح نايف بن عبدالعزيز، وسط إعجاب العالم واكباره لهذا النجاح الذي يجسد جانبا من حنكة فقيد الأمة العربية والإسلامية. وأضافت السراج من موقع عملها الإعلامي قائلة: من منا لا يتذكر كلمات فقيد الوطن، في العديد من المناسباب لأبنائه الإعلاميين في مختلف قطاعات الإعلام في بلادنا؟ ومن منا لا يتذكر تلك التوجيهات التي كان سموه - رحمه الله - يوجه بها الإعلاميين للتثبت وتبين الأمور في كل ما ينشر ويبث في وسائل الإعلام المحلية، والتنبه من جانب آخر إلى الإعلاميين بأن يعوا ما يتربص به الإعلام المناوئ لبلادنا، وألا ينخدع إعلامي أو مواطن بزيف ما كان يروج في وسائل إعلام مغرضة ضد الوطن ومواطنيه.. مختتمة حديثها بما كانت تتميز به رسائل ولي العهد - رحمه الله - من أن المرأة السعودية لها كيانها ومشاركتها الفاعلة والمتميزة التي تسهم من خلالها في المساهمة في مسيرة بلادنا.. مشيرة إلى أنه قال في حق المرأة الكثير، مؤكدا للرجل السعودي بأن المرأة شريكته في العمل الوطني، وفي الإسهام في كيان هذا الوطن، الأمر الذي جعل من فقيد الأمة الإسلامية والعربية فقدا لا نملك معه إلا أن نتسلح بعزيمة الصبر والاحتساب والدعاء له بالرحمة والغفران. كما وصف رئيس نادي الطائف الأدبي الثقافي عطالله الجعيد رحيل الأمير نايف بن عبدالعزيز بأنه مصاب عظيم، يمتد حزنه بامتداد مسيرة الفقيد ومنجزاته محليا وعربيا.. وبامتداد قامته الدولية التي اشاد بنجاحها العالم.. إذ يقول الجعيد: ما الذي عسانا أن نلم به أو نتذكر فنختار لقوله، فلقد عرف فقيد الوطن بابرز الأفعال وأعظم المهام التي أداها في خدمة الوطن والمواطن إلى جانب إخوانه عبر الكثير من المحطات الإدارية السياسية في حياته - رحمه الله - ولعل الحديث عن نجاحات الأمير نايف في محاربة الإرهاب بوصفه ملفا أمنيا أشغل العالم وعجز عنه الكثيرون، ما يزال أمرا مشهودا بنجاحه عالميا إذ عجزت عن النجاح في مكافحة الإرهاب دول عظمى، في وقت كان لسموه رحمه الله اليد الطولى في النجاح الذي أذهل العالم في التعامل مع هذا الجانب، ليفشل الإرهاب أن يجد له موطأ قدم في بلادنا، وما هذا إلا دليل على ما تميز به فقيد الأمة العربية والإسلامية من تفان وإخلاص. واضاف الجعيد لقد ضرب ولي العهد أروع الأمثلة في النجاح من خلال العديد من المستويات والبرامج التي اولاها رعايته وجل اهتمامه التي يحضرنا منها الكثير ونذكر في هذا المقام القليل من الأمثلة والتي يأتي منها على سبيل المثال ما أولاه من دعم واهتمام لبرامج السعودة، ولبرامج السباب بوجه عام على أصعدة ومستويات مختلفة إيمانا منه - رحمه الله - بما تعينه هذه الشريحة لمستقبل بلادنا، فوضع العديد من البرامج التي تعنى بالشباب واقام العديد من المسابقات التي تعنى بتثقيفهم وتعزيز هويتهم الإسلامية والتي يأتي منها - أيضا - على سبيل المثال جائزته للسنة النبوية وجائزته لحفظة كتاب الله الكريم.. مختتما حديثه برفع العزاء إلى قيادتنا الراشدة وإلى الشعب السعودي داعيا المولى عز وجل لفقيد الوطن بالمغفرة والرحمة وجنات الخلد. من جانبه قال الروائي أحمد الدويحي: رحم الله الأمير نايف وغفر له فقد كان سموه شخصية سياسية محنكة، والدليل ما قدمه من نجاحات أمنية لوطنه في أصعب الظروف، فلديه إرث كبير من العطاء في خدمة الوطن والسهر على أمنه واستقراره والحفاظ على مكتسباته، وله سجل حافل بالمسؤوليات الجسام السياسية والأمنية والإعلامية، وكذلك الإنسانية في المحيط الداخلي والخارجي، كما عرف عن سموه الحكمة والصدق، وسداد الرأي، والعزيمة القوية، والإخلاص والتفاني في خدمة الوطن «سائلًا الله تعالى أن يغفر له ويجعله في جنان الخلد. كما أشار القاص تركي العسيري إلى أن المتتبع لسيرة سمو ولي العهد الأمير نايف يجدها انعكاساً لما أكد عليه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مراراً حول الدولة وهمها الأول تأكيد الدستور الرباني في حكم البلاد ويقرأ فيما تقلده سموه من مناصبه حكمته وخبرته الممتدة لأكثر من ستين عاماً تقلد فيها العديد من المناصب ورأس العديد من اللجان والمجالس التي لم تختص فقط بالشأن الأمني بل كانت في مجالات عدة أدارها بكفاءة عالية.. مشيرا إلى أن الأمير نايف الرجل الذي لا تثني همته عن الوقفة الشجاعة في وجه الباطل مهما غلت التضحيات فالكل يعرف كيف واجه يد البطش والعدوان فدحض بعزيمته الإيمانية الإرهاب وارداه قتيلاً وساد الأمن والأمان ولله الحمد في ظل توجيهات قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله.. داعيا المولى جل وعلا أن يرحم ويغفر لفقيد الأمة الإسلامية والعربية رافعا ببالغ مشاعر الحزن المواساة للأسرة المالكة والشعب السعودي ، وأن يلهمنا في فقده الصبر والسلوان. فيما رفع الأستاذ علي مغاوي تعازيه لخادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة.. داعيا الله أن يرحم فقيد الوطن نايف بن عبد العزيز.. مؤكدا على أن هذه الفاجعة كبيرة والخبر مؤلم جدا، فقد كان سموه يتمتع بصفات وخبرات ضخمة جعلت منه رجلاً استثنائياً لعمله المخلص والدؤوب في خدمة المملكة وشعبها في مختلف المجالات. من جانب آخر قالت الأديبة نادية الفواز: إنه في كل دولة ومجتمع رجال أياديهم مليئة بالعطاء المتواصل والجهد المتفاني المخلص المدفوع بحب الوطن والسعي لمصلحته ورفعته وتعزيز مكانته هؤلاء الرجال يتركون بعملهم بصمات وضاءة على جبين الوطن وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -أحد هؤلاء الرجال الذين عاشت المملكة في ضمائرهم فكانت قيمة العمل حية في نفوسهم .. فلقد كان - رحمه الله - داعماً لقضية توطين الوظائف في القطاع الخاص ووضع الحلول الناجعة للبطالة وأسهم سموه في تأسيس صندوق تنمية الموارد البشرية « هدف « لهذا الغرض وترأس مجلس إدارته بعد التأسيس إيماناً منه بأهمية تدريب وتأهيل الشباب السعودي وإيجاد وظائف ملائمة لهم في منشآت القطاع الخاص لما لذلك من فوائد جمة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني.. وأضافت الفواز قائلة: عندما يكون الحديث عن شخصية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله- فإن الكلمات مهما كانت بلاغتها تقف بالفعل عاجزة عن التعبير عن إنجازات ومواقف هذا الأمير الإنسان الذي نذر نفسه لخدمة كل من يعيش فوق أرضنا الغالية وكرّس جلّ وقته وجهده لخدمة الإسلام والمسلمين وعمل كل ما بوسعه لتذليل العقبات وتسهيل كل الدروب التي توفر لضيوف الرحمن الأمن والأمان ليؤدوا مناسك الحج في أمن وطمأنينة ونفس راضية مرضية لا تبغي من وراء ما قامت به سوى مرضاة الله الذي عليه توكل واتخذ من هديه الكريم منارة تضيء له جنبات الطرق المظلمة وتلهمه سلوك دروب الهداية والرشاد.
