أمير حائل يشهد حفل التخرّج الموحد للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني    اليابان: اعتقال شخص أنشأ فايروس «فدية» باستخدام الذكاء الاصطناعي    هل باتت «الهدنة» من الماضي؟    أمير المدينة يكرم الطلاب الحاصلين على جوائز محلية وعالمية    وزير الاقتصاد والتخطيط يبحث مع الوزيرة الاتحادية النمساوية للشؤون الأوروبية العلاقات الثنائية بين السعودية والنمسا    رونالدو يعلق على انجازه في الدوري السعودي    رياح مثيرة للأتربة على الرياض    ارتفاع أسعار النفط إلى 84.22 دولارا للبرميل    إضافة خريطة محمية الإمام لخرائط قوقل    الدوسري: التحديات بالمنطقة تستوجب التكامل الإعلامي العربي    الهلال يمًدد تعاقده مع جورجي جيسوس    القادسية يتوج ب"دوري يلو"    "الشؤون الاقتصادية": اكتمال 87% من مبادرات الرؤية    وزير الداخلية يدشن مشروعات حدودية أمنية بنجران    "البحر الأحمر" تسلم أول رخصة ل"كروز"    طائرات "درون" في ضبط مخالفات المباني    وزير الحرس الوطني يرأس اجتماع مجلس أمراء الأفواج    «الشورى» يطالب «حقوق الإنسان» بالإسراع في تنفيذ خطتها الإستراتيجية    للمرة الثانية على التوالي.. إعادة انتخاب السعودية نائباً لرئيس «مجلس محافظي البحوث العالمي»    أمير تبوك يطلع على استعدادات جائزة التفوق العلمي والتميز    5 أعراض يمكن أن تكون مؤشرات لمرض السرطان    تحذير لدون ال18: القهوة ومشروبات الطاقة تؤثر على أدمغتكم    هذه الألوان جاذبة للبعوض.. تجنبها في ملابسك    الإسراع في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد    70 مليار دولار حجم سوق مستحضرات التجميل والعناية الشخصية الحلال    الملك يرأس جلسة مجلس الوزراء ويشكر أبناءه وبناته شعب المملكة على مشاعرهم الكريمة ودعواتهم الطيبة    أمير الرياض ينوه بجهود "خيرات"    سعود بن نايف: الذكاء الاصطناعي قادم ونعول على المؤسسات التعليمية مواكبة التطور    كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة.. ريادة في التأهيل والتطوير    هيئة تنظيم الإعلام: جاهزون لخدمة الإعلاميين في موسم الحج    «جائزة المدينة المنورة» تستعرض تجارب الجهات والأفراد الفائزين    مكتب تواصل المتحدثين الرسميين!    هؤلاء ممثلون حقيقيون    أمير المدينة يستقبل السديس ويتفقد الميقات    الهلال الاحمر يكمل استعداداته لخدمة ضيوف الرحمن    القيادة تهنئ رئيسي أذربيجان وإثيوبيا    المملكة تدين مواصلة «الاحتلال» مجازر الإبادة بحق الفلسطينيين    مؤتمر بروكسل وجمود الملف السوري    في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.. أولمبياكوس يتسلح بعامل الأرض أمام فيورنتينا    العروبة.. فخر الجوف لدوري روشن    أخضر الصم يشارك في النسخة الثانية من البطولة العالمية لكرة القدم للصالات    القارة الأفريقية تحتفل بالذكرى ال 61 ليوم إفريقيا    ولاء وتلاحم    مثمنًا مواقفها ومبادراتها لتعزيز التضامن.. «البرلماني العربي» يشيد بدعم المملكة لقضايا الأمة    الحسيني وحصاد السنين في الصحافة والتربية    اختتام معرض جائزة أهالي جدة للمعلم المتميز    أمريكي يعثر على جسم فضائي في منزله    «أوريو».. دب برّي يسرق الحلويات    تواجد كبير ل" روشن" في يورو2024    وزارة البيئة والمياه والزراعة.. إلى أين؟    أسرة الحكمي تتلقى التعازي في محمد    شاشات عرض تعزز التوعية الصحية للحجاج    دعاهم للتوقف عن استخدام "العدسات".. استشاري للحجاج: احفظوا «قطرات العيون» بعيداً عن حرارة الطقس    عبدالعزيز بن سعود يلتقي القيادات الأمنية في نجران    سلمان بن سلطان: رعاية الحرمين أعظم اهتمامات الدولة    ملك ماليزيا: السعودية متميزة وفريدة في خدمة ضيوف الرحمن    إخلاص وتميز    القيادة تعزي حاكم عام بابوا غينيا الجديدة في ضحايا الانزلاق الترابي بإنغا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الوطن» فقد مهندس «الأمن»
تأجيل جلسة المجلس اليوم ..أعضاء الشورى ل" الرياض "
نشر في الرياض يوم 17 - 06 - 2012

" نايف بن عبدالعزيز " صاحب السيرة الحافلة بالخبرات والتجارب الكبيرة رجل الدولة والأمن والفكر وبفضل الله ثم حكمته وحسن إدارته تجاوزت المملكة المخاطر ونجحت في التعامل مع الملفات الأكثر تعقيداً والتي لازالت دول عظمى تحاول حلها ومن أبرز ذلك ملف الإرهاب ومعالجته أمنياً وفكرياً فضلاً عن " نايف " الرجل الأول في الأمن ومحاربة المخدرات وتأمين الحج، وهندسة اتفاقيات الحدود مع دول الجوار.
نصيف : جهود الأمير نايف في الإصلاح والتطوير امتدت لأنحاء الوطن العربي
يوم الأمس كان الخبر الأليم حيث أعلن الديوان الملكي وفاة ابن الوطن البار صمام أمان الأمن صاحب الصفات الحميدة والحكيم في مساندة إخوانه في إدارة الدولة وقدرته الفذة على فهم القضايا المحلية والإقليمية والدولية، ولا يمكن أن يمر الحديث عن الركن الخامس من أركان الإسلام دون الإشارة إلى بصمات من حمل على عاتقه الحفاظ على أمن الحجيج وترؤسه لجنة الحج العليا التي استطاع من خلالها توفير كافة السبل لأداء الحجاج مناسكهم في يسر وسهولة.
الأمير نايف حرص أشد الحرص على راحة ضيوف الرحمن واعتبر خدمتهم وسام شرف على صدره وعلى صدر كل مواطن وهنا نقف إجلالًا وتقديراً مع قولته الشهيرة " مادام ملك البلاد خادماً للحرمين الشريفين فكل مواطن خادم للبيتين وهذا شرف لنا" .
العتيبي : ولي العهد يمتلك حنكة سياسية واستقراء للمستقبل في تقدير القرارات
وكلما حاول العابثون استغلال موسم الحج في إشاعة الفوضى وبث رسائل تهديد لأمنهم يقف سمو الأمير نايف في وجه ذلك كله، ويؤكد بأن الحفاظ على راحة الحجاج وسكينتهم وأمنهم هو أهم مسؤوليات المملكة وأن السلطات لن تسمح بأي حادث أو تصرف يعكر صفو الحج، أو يعبث بأمن الحجاج وسلامتهم، وتشديد سموه "رحمه الله" على أن أمن الحجيج من أولويات القيادة وتواجد قوات الأمن في المشاعر لاتخاذ الاحتياطات ولتأمين سلامة الحجاج ولدينا بإذن الله القدرة على ذلك بعد الاعتماد على الله ثم على الكفاءات البشرية التي تعمل على خدمة أمن الوطن وبيت الله الحرام وضيوفه".
بكري : فقدنا صانع إستراتيجية مواجهة الإرهاب وراعي أسر شهداء الواجب
وفي أكثر من مناسبة نجد الأمير نايف "رحمه الله" يؤكد ويشدد على أن المشاعر المقدسة مكان للعبادة وليست للشعارات السياسية " واجبنا منع أي أعمال لا تمت للحج بصلة، والكل يعلم أن المشاعر المقدسة مكان للتفرغ للعبادة وتوثيق الأخوة، لكني أنبه بشدة أن أمن الحجاج وأمن البلاد يحتم مقابلة ما قد يعكر صفوها بقوة".
آل ناجي : للفقيد رؤية ثاقبة وفراسة نادرة ومهارات فائقة في التعامل مع الأفكار والمفاهيم
ويبرز جلياً حرصه " رحمه الله " على تحقيق كل وسائل الراحة والأمان للحجاج واستعراضه بنفسه الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها الأجهزة الحكومية والأهلية ذات العلاقة من أجل توفير أعلى معدلات الأمن والأمان والراحة والاطمئنان لحجاج بيت الله الحرام بما يتوافق مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الهادفة إلى تمكين ضيوف الرحمن من الحج بكل يسر وأمان.
أعضاء مجلس الشورى الذين تحدثوا ل" الرياض" عبروا عن شديد حزنهم في هذا الفقد رافعين التعازي وصادق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وللأسرة المالكية وللشعب السعودي الكريم ، معددين مناقب الأمير الراحل والساعد الأيمن للملك عبدالله وخير معين له في إدارة شؤون المملكة في المرحلة الصعبة التي تعيشها المنطقة والعالم مجمعين على تمتع الأمير نايف بمزايا وصفات قيادية عديدة يأتي في مقدمتها الحلم والحزم، والحكمة والحنكة، والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة في الأوقات الصعبة والظروف الطارئة، كما كان سموه " رحمه الله " يتمتع سموه بالخبرة والتجربة الطويلة في إدارة شؤون الدولة سواء من خلال توليه لحقيبة وزارة الداخلية وما يتبعها ويرتبط بها من قطاعات مختلفة أو من خلال ما أنيط بسموه من مهام أخرى على درجة عالية من الأهمية أثبت من خلالها جميعاً انه رجل دولة من طراز رفيع.
الأمير نايف في المسجد النبوي
الدكتور محمد عبدالله نصيف تحدث عن ولي العهد " رحمه الله" والسنوات الطويلة من البذل والعطاء نجح خلالها ليس فقط بتطوير وزارة الداخلية وقطاعاتها، وإنما امتدت جهوده في الإصلاح والتطوير لتشمل مجالات الإعلام والاقتصاد والقوى العاملة، بل وتجاوزت حدود المملكة لتمتد على اتساع خارطة الوطن العربي.
وقال نصيف " لقد شهدت وزارة الداخلية وقطاعاتها عدداً من عمليات التطوير الجذرية التي تناولت الأنظمة والهياكل التنظيمية وإجراءات العمل، ولعلنا كمواطنين نلمس ذلك بجلاء من خلال سرعة وسهولة إجراءات إنهاء المعاملات والحصول على الخدمات باستخدام التقنية الحديثة خاصة في مجالات المرور والجوازات والأحوال المدنية".
الأمير نايف خلال زيارته أسر شهداء الواجب من رجال الأمن
وتابع نصيف حديثه قائلاً : وحرصاً من سموه" رحمه الله " على تحقيق العدالة، فقد تبنى عملية فصل التحقيق والادعاء في القضايا الجنائية عن جهاز الشرطة منذ أن كانت فكرة وحتى اكتملت واستوت بإنشاء هيئة التحقيق والادعاء العام وإعداد وتأهيل كوادره البشرية المتخصصة ووضع نظامها ولوائحها وإجراءات العمل فيها.
ولعل مما لا يمكن إغفاله والحديث للحمد هو ارتباط اسم سموه بموسم الحج كل عام وذلك من خلال ترؤسه للجنة الحج العليا وإشرافه المباشر على مختلف الخدمات التي تقدمها الأجهزة الحكومية المختلفة منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وأضاف نصيف : كان لسموه "رحمه الله" دور محوري في تطوير وعصرنة الواقع التشريعي والدستوري في المملكة وذلك من خلال ترؤسه للجنة الخاصة التي وضعت الأنظمة الرئيسية في الدولة وهي النظام الأساسي للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق التي صدرت عام 1412ه، كما تأتي الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد التي وافق عليها مجلس الوزراء عام 1428ه وتمخض عنها إنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بناء على اقتراح من سموه في هذا الصدد.
عبدالله بن زبن العتيبي
ويشير نصيف إلى سياسة الأمير الراحل في التعامل مع ملف الإرهاب وتجاوز الجانب الأمني حيث قال " لم يقتصر سموه في إدارته لملف مكافحة الإرهاب على التعامل الأمني الحازم، وإنما تجاوز ذلك إلى التعامل الفكري مع ظاهرة الإرهاب ومحاورة الفكر بالفكر من خلال وضع برنامج للمناصحة يقوم على تقديم النصح وإعادة التأهيل.
وبشكل عام يمكننا القول والحديث للدكتور نصيف بأن الأمير نايف بن عبدالعزيز كان ينطلق في إدارته للملفات الأمنية من رؤية خاصة تتعامل مع الأمن باعتباره مفهوما شاملا ومتكاملا تتقاطع فيه الأبعاد الاقتصادية والفكرية والسياسية واعتبار الأمن هو الركيزة والأساس للتنمية والتطوير وأن يؤخذ كل ذلك في الحسبان في عملية التخطيط الاستراتيجي الأمني وفي إدارة الشؤون الأمنية.
وإيمانا من الأمير نايف بارتباط المملكة ومصيرها بمحيطها العربي، فقد كان حريصاً على تحقيق الأمن في كل دولة عربية باعتبار ذلك أساساً لتحقيق الأمن العربي المشترك وقال نصيف " نظراً لما يتمتع به " رحمه الله " من خبرة وتجربة وبعد نظر في هذا المجال فقد اختاره وزراء الداخلية العرب ومنذ عدة سنوات رئيساً فخرياً لمجلس وزراء الداخلية العرب، حيث وقف سموه وراء إقرار عدد من الاتفاقيات العربية الهادفة إلى تحقيق وصيانة الأمن العربي بمعناه الشامل، كما ترأس سموه مجلس إدارة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية باعتبارها ثمرة للجهد العربي المشترك في المجال الأمني".
محمد بن عبدالله آل ناجي القحطاني
من جانبه قال الدكتور عبدالله زبن العتيبي عضو اللجنة الصحية في مجلس الشورى : كان خبر وفاة الأمير نايف أليماً لكل فرد وأسرة خبر وفاته هز أركان الوطن فهو " نايف" رجل الدولة لمسيرة عطرة قضاها سموه في العديد من المناصب القيادية والحساسة والتي أثبت من خلالها ما يتمتع به – رحمه الله – من صفات الشخصية القيادية المخلصة والتي سطرت عبر سنين طويلة سجلاً ناصع البياض لقائد فذ أمضى سنوات طويلة ومازال يخدم الوطن والمواطن.
وأضاف العتيبي : لقد عايش سموه العمل الشاق والمضني منذ نعومة أظفاره بدءاً من وكالته إمارة الرياض وهو في سن العشرين ، في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ومن بعدها أميراً لمنطقة الرياض في عهد المؤسس وعهد الملك سعود رحمه الله ، ووزيراً للداخلية منذ بداية عهد الملك خالد رحمه الله وعهد الملك فهد رحمه الله وعهد الملك عبدالله حفظه الله ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء بالإضافة لوزير الداخلية في عهد الملك عبدالله قبل أن يصدر أمر ملكي باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية .
عبدالله محمد صالح نصيف
ويمضي العتيبي في حديثه ل " الرياض" ويقول : من ينظر لهذه السيرة الذاتية العطرة يستشعر ما كانت تحمله هذه الشخصية القيادية من صفات وقدرات هائلة وما تتمتع به من حكمة وحنكة سياسية وبعد النظر واستقراء للمستقبل في تقدير القرارات المهمة والتي تمس الجانب الأمني والإداري والاجتماعي والذي استطاع من خلالها أن يحافظ على هذا النسيج الاجتماعي للوطن سليماً دون أن يمسه أي رتق، ويتمثل ذلك جلياً في توجيهاته المستمرة لأمراء المناطق خلال اللقاءات الدورية معهم بضرورة الاستماع عن قرب لاحتياجات المواطنين وما يعترضهم من مشاكل حرصاً منه على توفير ما من شأنه الرقي بهذا الوطن الغالي ومواطنيه.
الدكتور طلال بكري
وأشار عضو اللجنة الصحية إلى حرص الأمير نايف على الجانب العلمي وأهمية دور العلم والعلماء في المجتمع والمتمثل في حرصه على الأشراف المباشر وافتتاح العديد من المؤتمرات والندوات الفكرية التي تسهم في تزويد المتخصصين بالعلم النافع ونشر المفيد منها وفي مقدمتها السنة النبوية، حيث أنشأ جائزة الأمير نايف للسنة النبوية، وكذلك موافقته – رحمه الله- على إنشاء العديد من الكراسي والمراكز العلمية بدءًا من كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود في الرياض ومروراً بقسم الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو في جمهورية روسيا الاتحادية،وأيضاً كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود لدراسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، وليس آخراً مركز الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمي للثقافة والعلوم في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية.
وأنهى الدكتور العتيبي حديثه قائلاً : للأمير الغالي مواقف نيره في الجانب الخيري والإغاثي حيث حرص – رحمه الله – على إذكاء هذا الجانب من خلال ترؤسه للعديد من الهيئات الإغاثيه والإشراف بشكل مباشر على عمليات إغاثة الشعوب المنكوبة، وكذلك دعمه الكبير للقضية الفلسطينية، كونها قضية العرب الأولى، وتجلى ذلك خلال ترؤسه للجنة السعودية لدعم انتفاضة الأقصى، التي أنشئت قبل 12 سنة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله -.
ويمضي أعضاء مجلس الشورى في حديثهم ل" الرياض" حول وفاة الأمير نايف ويقول يؤكد الدكتور طلال بن حسن بكري عضو لجنة الأسرة والشباب بمجلس الشورى : رحم الله أميرنا المحبوب " نايف بن عبدالعزيز" هو الصانع لإستراتيجية المملكة المستقلة في مواجهة الإرهاب ومحاربته والذي سيطر عليه صانع وقائد الأمن الفكري في فترة قياسية، فهناك احترام كبير على مستوى عالمي رفيع للأمير نايف في هذا الجانب فتعامله مع الإرهاب بالمكافحة والمناصحة والفكر أسلوب جديد جعل دولا كبرى مثل أمريكا وبريطانيا وغيرها تبحث في أعماق التجربة السعودية لتطبقها، وتبدي إعجابها بالتجربة السعودية الثرية في " مكافحة الإرهاب " واعتبارها واحدة من أنجح التجارب العالمية ومثالاً يحتذى بها خاصة في مجال المناصحة.
ويضيف بكري: " الأمن " الهاجس الأول الذي شغل بال الأمير نايف " رحمه الله " فقبل نحو 30 سنة أُنشئت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والتي بدأت كجهاز علمي لمجلس وزراء الداخلية العرب يقوده الأمير نايف ونجحت لتضع وتنفذ الجوانب العلمية للاستراتيجيات والخطط الأمنية العربية التي تعنى بالأمن بمفهومه الشامل بما يخدم 22 دولة .
ولفت بكري إلى أن "شهداء الواجب " هم أيضاً من أولويات واهتمامات الأمير نايف سواء أولئك الذين قضوا في مواجهات الحدود أو المخدرات أو أثناء عملهم الميداني وتأدية الواجب أو أولئك الذين استشهدوا في عمليات التصدي للإرهاب والإرهابيين.
وقال الدكتور بكري : تجاوز الأمير نايف " رحمه الله" الاهتمام الذي لا يخرج عن الواجب إلى ما هو أكبر من ذلك ألا وهو الاهتمام الإنساني حيث قدَّر سموه شجاعة رجال الأمن البواسل الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن دينهم وحماية لوطنهم، فأمر بتأسيس صندوق لرعاية أسر شهداء الواجب كأصول ثابتة لأبناء الشهداء ، ويصرف الصندوق مكافأة فورية لكل أسرة قدرها مائة ألف ريال ونصف مليون ريال لشراء مسكن إضافة لتسديد ديون الشهيد المثبتة شرعا، ومنح مرتب لوالدي وزوجات الشهيد قدره 3000 ريال.
ويقدم الأمير نايف "عيدية" لأبناء شهداء الواجب قدرها 20 ألف ريال كما أنه عايش الأبوة الحقيقية الحانية حينما وجه وزارة الداخلية بمتابعة المستوى العلمي لأبناء الشهداء في المدارس الحكومية والأهلية، وعرض تقارير شهرية عن حالة كل أسرة على مساعده للشؤون الأمنية.
ولم يتخلَّ الأمير نايف عن دوره الإنساني مع أسر الشهداء والحديث لبكري فأتاح لهم أداء مناسك الحج على نفقته إيمانا منه بالدور الإيجابي الذي قدمه الشهداء تجاه وطنهم، بل هناك إخراج صدقات عن شهداء الواجب، واستعانت وزارة الداخلية بأهالي الشهداء للمشاركة في توزيعها وهو ما يحقق رغبة الأسر في أن يكون لشهدائهم صدقة جارية يثابون عليها .
وأضاف بكري : يبدو أن عناية " نايف " بشهداء الواجب وأسرهم لم ولن تقف عند حد فهاهو يرفع للمقام السامي طلباً بإعطاء أسر الشهداء الأولوية بالتقديم على صندوق التنمية العقارية، إضافة إلى إعفاء أسر الشهداء ممن سبق لهم الاقتراض من صندوق التنمية العقارية، وتأمين سيارة لأسرة الشهيد حسب حاجتها وحالها.
ولا يمكن أن ينتهي الحديث ولو بالنزر اليسير دون المرور على السيرة العطرة لأمير السنة كما أطلق عليه عدد من العلماء وذلك نظير جهوده المستمرة في خدمة السنة وعلومها ، وقال بكري: كانت البداية منذ نهاية شهر جمادى الأولى عام 1423 بصدور الموافقة السامية على تبني الأمير نايف جائزة عالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بناءً على رغبة سموه الذي اختار المدينة المنورة مقراً للجائزة ، وقد أصبحت تضاهي أكبر الجوائز العالمية التي تخدم الإسلام والمسلمين في كافة أنحاء العالم وتكون ردا لكل من يحاول المساس بسيدنا ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
واعتنى الأمير نايف " رحمه الله" من خلال عنايته ورعايته بهذه الجائزة وتوجيهاته بإحياء الضمائر والتمثل بالأخلاق الفاضلة والاقتداء بالشخصية الإسلامية الحقة التي يمثلها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتنادي بالتعامل الحسن والمنهج العصري الذي يساعد الأمة الإسلامية على خوض معترك الحياة، والمحافظة على الهوية الإسلامية المعتدلة والفكر الوسطي في ظل ما يواجهها من تحديات، بإنشاء مركز دعوي عالمي ينطلق من عاصمة الإسلام الأولى.
وختم الدكتور بكري حديثه بقوله : الأمير نايف كان نادراً ويمتلك قدرات وإمكانات جعلت والده الملك المؤسس يرحمه الله يمنحه الثقة ويوليه مسؤولية كبرى فجعله وكيلاً لإمارة منطقة الرياض ثم أميرا للعاصمة الرياض وهو لم يتجاوز ال20 من عمره، وقبل أكثر 37 عاماً تقلد الأمير نايف منصب وزير الداخلية واعتنى بغرس والده الملك عبدالعزيز لتصبح راية الأمن والأمان هي المسؤولية الأولى لوزارة الداخلية، فكانت استراتيجياته وخططه وقراراته تصب نحو تحقيق السمة الأبرز في المملكة.
رئيس لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي الدكتور محمد عبدالله آل ناجي استهل حديثه حول وفاة الأمير نايف بعزائه لخادم الحرمين والأسرة المالكة والشعب السعودي بوفاة الأمير نايف وقال " نسأل الله له المغفرة والرحمة الواسعة وأن يسكنه فسيح جناته".
وأضاف آل ناجي: الأمير نايف كان يتمتع بسمات قيادية ظهرت من وقت مبكر في شخصيته إضافة إلى ما يتمتع به من خبرات في بناء الدولة من خلال تقلده ورئاسته للعديد من المهام الجسام التي كان آخرها تعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء وقبل ذلك والحديث ل" آل ناجي" تقلده لمنصب وزارة الداخلية التي قاد دفتها بكل فعالية واقتدار ويكفي الاستشهاد لنجاحاتها ما قامت به في التصدي للإرهاب الذي أعجز كبريات دول العالم ودحرته المملكة من خلال قيادة الأمير نايف لهذه الوزارة ثم إن الأمير نايف انصقلت كفاياته القيادية من خلال عمله عن قرب مع إخوانه ملوك المملكة العربية السعودية.
ويضيف آل ناجي : إن المتابع لولي العهد يجد انه قائد ذو رؤية ثاقبة يمتلك مهارات قيادية فائقة القدرة على التعامل مع الأفكار والمفاهيم، وهو متحدث مريح حول الأفكار، وله فراسة نادرة، كما كان يتمتع "رحمه الله" بمخزون واسع من القدرات بما في ذلك مهارات حل المشكلات التي تظهر في قدرة سموه على حل المشكلات المؤسساتية الجديدة وغير العادية وغير الواضحة التحديد ، عندما تستمع لسموه وهو يتحدث تجد أن لديه قدرة فائقة في معالجة المدركات والمعلومات للقضايا التي يناقشها وذاكرة قوية هذا إضافة إلى مقدرته على فهم الناس .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.