مشكلة الاكتئاب *أنا شخص في الأربعين من العمر وأعاني من مشكلة الاكتئاب ، وذهبت إلى عدة عيادات نفسية واستخدمت الكثير من الأدوية النفسية المضادة للاكتئاب ولكن لم استفد كثيراً من هذه الأدوية ، ونصحني بعض أصدقائي بالعلاج بالصدمات الكهربائية فهل هذا العلاج مفيد؟ وهل يمكن أخذ العلاج مع العلاج بالصدمات الكهربائية؟ لكم خالص تقديري. ع. س - أولاً الاكتئاب في هذه السن أكثر من الاكتئاب في عمر مبكر ، فنسبة الأشخاص الذين يُعانون من الاكتئاب بعد سن الاربعين أكثر من الاشخاص في سن العشرين والثلاثين. عادةً الاكتئاب يستجيب للأدوية المضادة للاكتئاب ولكن نسبة كبيرة من المرضى لا يستجيبون للأدوية المضادة للاكتئاب ، وعادة يتم علاج الاكتئاب بالأدوية المُتاحة لعلاج الاكتئاب ، وفي الوقت الحالي الأدوية التي تُسمى الأدوية مُثبطّة مادة السيروتونين هي الأكثر استخداماً ، ويتم البدء في العلاج بجرعة قليلة ثم يتم رفع الجرعة من الدواء بالتدريج حتى تتم الاستجابة وإذا وصل الشخص إلى أعلى جرعة يمكن أن يتناولها الشخص واستمر يأخذ هذا العلاج لفترة كافية ولم يحصل تحسّن فإنه في مثل هذه الحالة يتم إضافة دواء آخر من نفس المجموعة أو ربما من المجموعات الآخرى ويتم التدرّج في رفع الدواء حتى الوصول إلى أعلى جرعة يمكن أن يتناولها الشخص ولمدة كافية ، فإذا لم يحصل تحسّن يتم تغيير الأدوية التي يتعاطاها الشخص إلى أدوية آخرى مع إضافة أدوية ليست من الأدوية المضادة للاكتئاب مثل الأدوية التي تُستخدم كمُثبتات للمزاج لفترة كافية ، وإذا لم يتم التحسّن عندئذ يتم التفكير في العلاج بالجلسات الكهربائية. العلاج بالجلسات الكهربائية لا يُعرف بالتحديد كيف تعالج الاكتئاب لكنها فعّالة فعلاً في علالج الاكتئاب خاصة إذا كان الاكتئاب شديداً ولم يستجب للأدوية بعد أن يكون تم علاج هذا الشخص بالأدوية بجرعات جيدة ولفتراتٍ كافية. العلاج بالجلسات الكهربائية يتم تحت تخدير كامل وبوجود طبيب التخدير ووجود غرفة إفاقة مجهزّة. وعادةً يتم إعطاء المريض صدمات كهربائية لفترةٍ وجيزة وقد تطورّت الأجهزة التي تُعالج بالجلسات الكهربائية في الوقت الحاضر. عادةً يحتاج المريض إلى ما يُقارب ست أو سبع جلسات قد تزيد أو تنقص ، ويمكن بالطبع تناول الأدوية المضادة للاكتئاب مع العلاج بالجلسات الكهربائية ، وربما يكون هذا هو الحل الأمثل لعلاج الاكتئاب الذي لا يستجيب للأدوية المضادة للاكتئاب فقط. ليس هناك مضاعفات خطيرة للعلاج بالجلسات الكهربائية و لكن لابد من أخذها في مستشفى مجهّز بشكلٍ جيد نظراً لأنها تؤخذ تحت التخدير الكامل ، ويظهر مفعول الجلسات الكهربائية بعد عدة جلسات وربما بعد الجلسة السادسة أو السابعة يظهر تحسن ملحوظ في أعراض الاكتئاب وفي هذا الوقت يفضّل المواصلة على الأدوية المضادة للاكتئاب حتى لا يحدث انتكاسة خاصةً إذا حدث تحسّن ملحوظ في أعراض الاكتئاب. في حالتك ، لا أعلم مدى المدة والجرعة التي تناولتها في علاجك ، الأفضل أن تناقش مع طبيك المعالج هذه الأمور ، وتطرح موضوع العلاج بالجلسات الكهربائية فربما يكون الآن هو الوقت المناسب للانتقال إلى مثل هذا العلاج وربما يكون هو الذي سوف يحسّن أعراض الاكتئاب عندك بإذن الله ، إذا أيّد طبيك هذا القرار فتوّكل على الله وابدأ العلاج فهو ليس أمراً خطيراً ومفيداً وليس له أعراض جانبية خطيرة.
