منذ سنين طويلة ونحن نسمع عن قصص المفحطين ونشاهد مقاطع تدمي القلب لبشاعة حوادثها وكثرة قتلاها. منذ سنين ونحن نردد أسماء المشاهير من المفحطين لم يوقفهم إلا الموت أو التوبة. مفحط يجوب شوارعنا ويقتل شبابنا والعقوبة المترتبة عليه من قبل إدارة المرور مخالفة مرورية ذات النقاط الست وغرامتها 900 ريال يتساوى فيها مع مخالفة الدوران غير النظامي ومع مخالفة عدم الوقف عند إشارة قف؟!. ثم قامت إدارة المرور بوضع لائحة مخالفة التفحيط تستند على توقيف وغرامة بالحد الأوسط 500 ريال وحجز المركبة. تناقض غريب من إدارة المرور فنظام ساهر وضع (كما يقال) لحفظ الأرواح من السرعة فأين الأرواح التي تذهب كل يوم من حوادث التفحيط والتي تعتبر الأعظم والأخطر من حوادث السرعة. أضع علامة استفهام على طريقة المفحطين أمام هذا التناقض بين نظام ساهر لمحاربة تجاوز سرعة 60 (والزبائن كُثُر) ونظام مخالفة مرورية لا تتجاوز 500 ريال لمحاربة القتلة المفحطين (والتفحيط كَثُر). إذا كانت إدارة المرور غير قادرة على محاربة المفحطين بأنظمتها وقوانينها وأساليبها وأفكارها (كما يُفعل مع ساهر - تغيير سيارات وتغيير أماكن واختيار أماكن مخفيه ولوحات صغيرة) فمن الأسلم أن تعترف بعجزها وفشلها في القضاء على هذه الظاهرة المميتة، على أن يتم تحويلها من المرور إلى الشرطة ويتغير تصنيف التفحيط من مخالفة إلى جريمة يأخذ فيها حكم شرعي وقانوني رادع. ولمواكبة ساهر اقترح على الشرطة أن تصدر نظاما جديدا يضاهي نظام ساهر ويسمى (قاهر) يصور فيه المفحط والمتجمهر وتكون العقوبة سجنا وإصلاحا اضافة الى مصادرة للسيارة وغرامة مالية ضخمة جدا للمتجمهر، ويصدر نظام حازم لشركات التأجير، ونظام عاجل لمحاربة سرقة السيارات لكي لا ندع مجالا للمفحط بأن يسلك طريقا لتنفيذ متعة القتل التي يهواها. وهذا النظام سيحد من انتشار المسيرات والتعزيز والتجمهر وقتل الأرواح بالتفحيط، ولو صدر النظام ستجد المجتمع بأكمله مؤيدا لأنهم يريدون حفظ أرواح أبنائهم الذين هم ثروة المستقبل لهذا الوطن، فالثروة الحقيقية هو المواطن والمحافظة عليه لا ثروة ساهر وتجاوز سرعة 60 فالشباب إذا لم يجدوا من يردعهم فلن يترددوا في إخراج هواياتهم المميتة.. فهل نهتم بروح الشاب أم في جيب الشاب؟ وفي الختام نقول: أهلا وسهلا بك يا قاهر والله يستر علينا وعليك يا ساهر.
