بالتأكيد هناك طعام يكفي جميع البشر على سطح هذا الكوكب ؛ بل إن هناك فائضاً من الطعام في معظم البلدان . إذن .. لماذا لا تزال المجاعات الحقيقية مستمرة في القرن الأفريقي وأجزاء من آسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأدنى ؟! ألم يصبح العالم " قرية واحدة" كما نسمع ونردد دائما ؟!.. هل عجز العالم بكل طاقاته ووسائل اتصالاته وطائراته التي تجوب القارات عن إطعام الجائعين وإنقاذ حياتهم بتكلفة بسيطة لا تكاد تذكر في حسابات الاقتصاد ؟! .. أين ذهبت الاقتصادات العالمية الضخمة ؟.. هل هذا هو بخل الأغنياء على الفقراء ؛ أم قسوة الإنسان على الإنسان ؟!.. وإذا قصر المجتمع الدولي ؛ فأين دور الأثرياء والنجوم والمشاهير ؟! .. يكفي أن نعرف أن المقابل المادي لخمس دقائق في مادة إعلانية عابرة لأحد النجوم يكفي لإنقاذ حياة آلاف الأطفال في أفريقيا ! في تقريره لعام 2011 يقول "برنامج الأغذية العالمي"- وهو أكبر منظمة إنسانية تعنى بمكافحة الجوع – أن هناك مليار شخص على الأقل حول العالم لا يحصلون على الحد الأدنى من الغذاء ليحيوا حياة طبيعية وصحية . وأن نسبة الجوعى تبلغ أقصاها في شرق ووسط وجنوب أفريقيا . ويقول البرنامج في آخر أخباره على موقعه الرسمي بتاريخ 20 يوليو 2011 إن " أكثر من 11 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية بسبب الجفاف في القرن الأفريقي مع إعلان حالة الطوارئ ورفع الأزمة إلى أعلى مستوى " . العالم الصناعي والعالم الثري – بشكل عام – مسؤول عن تلك المناظر المحزنة والمأساوية للمجاعات البشرية ؛ ومهما كانت الأعذار فسيبقى عجز العالم عن إيصال الإمدادات الغذائية إلى الفقراء والمعدمين وصمة عار في جبين الحضارة الإنسانية في عصرها الحديث .. عصر تدفق المعلومات وتقريب المسافات .