قيل إن مصدرها مدينة "الزبير" بالعراق نظراً لانتشار استخدامها في العقود الماضية داخل اهالي تلك المدينة, وقيل انها من النجدية نظراً لانتقال اهل نجد إلى الزبير، وبداية اكتشاف طريقة صناعتها والمكونة من جلود الأبقار والأغنام والابل وبزخرفة هندسية بديعة، وقاعدتها الغريبة المتماسكة والتي لا تهلك مع الزمن. حذاء الزبيرية الذي رغم تعدد الأجيال ومفارقات الثقافة الاجتماعية لدى "السعوديين" الا انه لا يزال لا يفارق أقدام الرجال والأطفال بل والنساء الآن في الآونة الأخيرة، وتعددت مسمياته فسمي ب"النعال النجدية" أو "القصيمية" الا ان مصطلح الزبيرية بدا راسخاً في أذهان الكثير من السعوديين وبصوتها المميز في السير. فرغم الطفرة الاقتصادية وتوسع السوق في استقبال العديد من الماركات العالمية في الأحذية تحديداً لا تزال متسيدة ومتزعمة سوق "النعل" بل وتسابقت العديد من الشركات الصينية في تقليد تصميمها الفريد من نوعه بطرق معينة فأصحبت "زبيرية مودرن" أو حديثة وخصوصاً في أحذية النساء التي تميزت بالألوان الزاهية كثيراً والكعب العالي والتي وجدت رفضاً من قبل مسؤولات المدارس الحكومية بعد ارتداء الطالبات منها بحجة التشبه بالرجال. استخداماتها عجيبة وطريفة. وتعدت السير بها فقط... فاستخدمت في ملاحقة "الوزق" أو "الضواطير" بالمعنى العامي في تسلقها لجدران المنازل، فتحولت آلة صيد ثمينة وقوية وفاعلة لمثل تلك الحشرات، بل واستخدمت لآلة لهو لدى الأطفال في الحارات حيث يحولونها بطريقة معينة إلى لعبة نبال أو "نبيطة" ليتصيدوا انارات منازل الحارة والشارع في تكسيرها والهروب، خشية تعرضهم للضرب اللاسع من كعب الزبيرية التي يرتدونها. الأحذية الزبيرية تختفي ولكنها لا تموت وما يميزها انها وبعكس غالبية انواع (النعال) قادرة على تطوير نفسها بدون ان تفقد اصالتها. والشيء الغريب فيها ان من يلبسها غالبية طبقات المجتمع الفقيرة والميسورة طبعا مع اختلاف قيمة سعرها الذي يبدأ من عشرين ريالا وينتهي ب700 ريال. الذين يعشقون الماضي يمكن ان يجدوا في الأحذية الزبيرية فرصة لتأكيد وجهة نظرهم. فالأحذية الزبيرية اصيلة جدا بشكل يصعب معه ان تتلف.