قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل امس إنه لن يتفاوض أبدا مع العقيد معمر القذافي،وألمح إلى ان تونس اعترفت بالمجلس كمحاور شرعي لكل الليبيين. وشدد عبد الجليل في تصريح للصحافيين عقب اجتماعه برئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي،على أن المجلس الوطني الإنتقالي غير معني بالتفاوض مع القذافي،وأن "التفاوض الوحيد المعني به هو حول رحيل القذافي". ويقطع رئيس المجلس الوطني الإنتقالي الليبي بهذا التأكيد،الطريق أمام الأنباء التي تحدثت في وقت سابق عن وساطة تونسية-روسية لإطلاق مفاوضات بين نظام القذافي والمعارضة المسلحة بقيادة المجلس الوطني الذي يتّخذ من مدينة بنغازي مقرا له. وكان مبعوث الرئيس الروسي للشؤون الأفريقية، ميخائيل مارغيلوف، استبق زيارة مصطفى عبد الجليل إلى تونس التي بدأها امس، بالإعلان عن إتفاق بين تونس وموسكو على العمل من أجل التوسط بين طرفي النزاع المسلح في ليبيا لإنهاء الأزمة القائمة. وكان مارغيلوف الذي يزور تونس حاليا قال في أعقاب إجتماعه مع قائد السبسي، إنه "إتفق مع السبسي على العمل سويا لإطلاق مفاوضات سياسية بين أطراف الأزمة الليبية". وأوضح أن روسيا "تعمل على جمع الفرقاء السياسيين الليبيين حول طاولة المفاوضات وأنه لا مجال لحل الأزمات السياسية بوسائل عسكرية"،مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي أكد له يوم الخميس الماضي أن طرابلس فتحت قنوات حوار مع ممثلين عن المجلس الوطني الإنتقالي الليبي المقيمين في عدد من الدول الأوروبية ،منها فرنسا والنرويج وألمانيا. ومن جهة أخرى،ألمح عبد الجليل إلى إعتراف السلطات التونسية بالمجلس الوطني الإنتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي. وقال إن ما قامت به تونس من إجراءات وأفعال على أرض الواقع "يتجاوز مسألة الإعتراف،وإن الجامعة العربية في اجتماعها المميز قد أفادت بأن نظام معمر القذافي فقد شرعيته،وبأن المجلس الوطني الإنتقالي الليبي هو المحاور الشرعي لكل الليبيين،وهذا إعتراف من كل الدول العربية". وتحاشى التأكيد على أن تونس إعترفت رسميا بهذا المجلس،حيث أضاف أمام إلحاح الصحافيين قائلا" نحن تجاوزنا من خلال ما قدمته تونس مرحلة الإعتراف،ونحن الآن دخلنا الآن إلى أمور أكبر بكثير من الإعتراف،ووصولنا إلى تونس بدعوة من الرئيس هو في حد ذاته إعتراف". ولم يصدر أي موقف رسمي تونسي لغاية الآن بهذا الشأن،علما أن رئيس الحكومة التونسية المؤقتة الباجي قائد السبسي سبق له أن أشار في حديث مع فضائية "الجزيرة" القطرية قبل أيام ،إلى أن حكومته ستعترف بالمجلس الوطني الإنتقالي الليبي عندما يُطلب منها ذلك. كما أعلن الناطق الرسمي بإسم مجلس الوزراء التونسي الطيب البكوش في وقت سابق أن الحكومة التونسية "مستعدة للإعتراف بالمجلس الوطني الإنتقالي إذا ما تلقت طلبا رسميا بهذا الخصوص". النظام الليبي يؤكد حصول اتصالات مع الثوار (رئيس الوزراء) في الجانب الاخراكد رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي خلال مؤتمر صحافي الجمعة حصول اتصالات بين النظام الليبي والثوار، الامر الذي نفاه الثوار في وقت سابق. وقال المحمودي ان "بابنا مفتوح للجميع ونحن على اتصال مع جميع الاطراف". وردا على سؤال عن نفي الثوار في وقت سابق للمعلومات حول المفاوضات مع النظام، اجاب رئيس الوزراء "اسألوا الاستخبارات المصرية والفرنسية والنروجية والتونسية وسيقولون لكم الحقيقة". واضاف "اننا واثقون من لقاءاتنا وكل شيء مسجل". وتابع "نحن متأكدون من ان اللقاءات حصلت في هذه البلدان" اي مصر وفرنسا والنروج وتونس، و"سنرد عليهم باسماء" الاشخاص الذين شاركوا في هذه اللقاءات من جانب الثوار. وكان المبعوث الروسي الى افريقيا ميخائيل مارغيلوف اكد الخميس في طرابلس ان "اتصالات مباشرة تجري بين بنغازي (معقل الثوار في الشرق) وطرابلس". الا ان زعيم الثوار محمود جبريل نفى خلال مؤتمر صحافي في مدينة نابولي الايطالية اي اتصالات مع النظام في طرابلس.