أعماله متعددة بناءة وموضوعاته متشعبة هادفة ترافقها جولات مكوكية وزيارات داخلية وخارجية يحمل فيها هم التاريخ والمؤرخين يستقرأ الأحداث ويربطها بالماضي ويصلها بالحاضر مع نظرة مستقبلية لرؤية الأجيال السعوديين لتاريخهم وعشق أوطانهم. كل ذلك وفق منظومة واحدة تبين الفرق ما بين الأمس واليوم ومابين المشقة والراحة وما بين ضيم القرون الخالية التي عاشتها الجزيرة العربية فى بعض مراحلها بفتن كأداء موحلة قبل ان يمنّ المولى عز وجل بقيامها عام 1157ه مصححة مسارها بقوة وعزيمة ومواصلة مشوارها التاريخي المضيء وصولا لعصرها الحديث للمؤسس قدس الله روحه – الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - ومن سار من بعده حتى عهودنا الحاضرة. أطل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مساء الثلاثاء الماضي – 24/4/1432ه بمحاضرة بعنوان: «الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية». بيّن من خلالها منهج هذه الدولة والتزامها بالكتاب والسنة بعيدة عن العصبية فقال «التزمت بتأسيسها على الدين الصحيح ورغم ان الإمام محمد بن سعود من أسرة تعود في أصولها إلى بني حنيفة تسكن فى الوادي الذي يسمى باسمها وامارته فى الدرعية التي أسسها جده مانع المريدي واسلافه من الدروع من بني حنيفة منذ منتصف القرن التاسع الهجري إلا أنه لم يؤسس الدولة على عصبيته أو قبيلته بل أسسها على الدين والتزم هو وأبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا بهذا التأسيس وبهذا الامتداد الذي يماثل ما تأسست عليه الدولة الإسلامية الأولى ...» ثم مضى إلى تصحيح الفهم الخاطئ لمصطلح الوهابية وان الملك عبدالعزيز عليه شآبيب الرحمة أوضح ذلك بكل جلاء بأننا لسنا أصحاب مذهب جديد أو عقيدة جديدة وإنما مذهبنا وعقيدتها هي ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح..... ثم استشهاده كذلك بكلام المؤرخين والمستشرقين الذين أكدوا عدم انطفائها بل بعودتها من جديد بعد سقوطها عام 1233ه . وبين أنه لا توجد أسرة أو قبيلة إلا ولها مشاركة فاعلة مع إسهام مشرف فى خدمة هذا الكيان. من يستعرض تلك الكلمة الضافية والألمحات التاريخية والرؤية البناءة فى الفكر والطرح والأسلوب يدرك ان في رجالات دولتنا وقادتهم عشقاً للتاريخ فهنيئاً لنا بأمثال هؤلاء!!