أمير الرياض يؤدي الصلاة على منصور بن بدر بن سعود    وزير الدفاع يرعى تخريج الدفعة (82) حربية    وفاة الأمير منصور بن بدر بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود    ولي العهد يرعى «المنتدى الاقتصادي العالمي»    «رؤية السعودية 2030» .. خطى حثيثة للازدهار والمستقبل المستدام    «زراعة القصيم» تطلق أسبوع البيئة الخامس «تعرف بيئتك».. اليوم    الاقتصاد الخليجي يعزز أسواقه العالمية    دعوة أممية لفرض عقوبات على إسرائيل    "عصابات طائرة " تهاجم البريطانيين    كائن فضائي بمنزل أسرة أمريكية    الأهلي يفتقد" فيجا" أمام ضمك والهلال    القيادة تهنئ رؤساء تنزانيا وجنوب أفريقيا وسيراليون وتوغو    طابة .. قرية تاريخية على فوهة بركان    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته الإنسانية.. استمرار الجسر الإغاثي السعودي إلى غزة    أمير الرياض يوجه بسرعة الرفع بنتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    فريق طبي سعودي يتفوق عالمياً في مسار السرطان    برعاية الملك.. وزير التعليم يفتتح مؤتمر «دور الجامعات في تعزيز الانتماء والتعايش»    وادي الفن    العرض الإخباري التلفزيوني    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    وصمة عار حضارية    طريقة عمل البيتزا الحلوة بالكرز الأحمر    الأخضر 18 يخسر مواجهة تركيا بركلات الترجيح    الهلال.. ماذا بعد آسيا؟    تتويج طائرة الهلال في جدة اليوم.. وهبوط الهداية والوحدة    في الشباك    حكم و«فار» بين الشك والريبة !    الاتحاد يعاود تدريباته استعداداً لمواجهة الهلال في نصف النهائي بكأس الملك    64% شراء السلع والمنتجات عبر الإنترنت    (911) يتلقى 30 مليون مكالمة عام 2023    تجربة سعودية نوعية    أمير الرياض يوجه بسرعة رفع نتائج الإجراءات حيال حالات التسمم الغذائي    الأرصاد تنذر مخالفي النظام ولوائحه    التشهير بالمتحرشين والمتحرشات    وزير الصناعة الإيطالي: إيطاليا تعتزم استثمار نحو 10 مليارات يورو في الرقائق الإلكترونية    هندوراس تعفي المواطنين السعوديين من التأشيرة    السجن لمسعف في قضية موت رجل أسود في الولايات المتحدة    ألمانيا: «استراتيجية صامتة» للبحث عن طفل توحدي مفقود    انطلاق بطولة الروبوت العربية    استقلال دولة فلسطين.. وعضويتها بالأمم المتحدة !    سنة «8» رؤية    سلامة موقع العمل شرط لتسليم المشروعات الحكومية    السعودية تتصدر الحلول الرقمية غير النقدية في الترفيه    واشنطن: إرجاء قرار حظر سجائر المنثول    المسلسل    "أبدع" منصة ممارسة الأنشطة الثقافية السعودية    30 يونيو موعد القبول بجامعات الرياض    البنيان: الجامعات تتصدى للتوجهات والأفكار المنحرفة    وفاة الأديب عبدالرحمن بن فيصل بن معمر    ضبط 19050 مخالفاً للإقامة والعمل وأمن الحدود    ملتقى مرض الباركنسون يستكشف أحدث تطورات العلاج    إطلاق برنامج للإرشاد السياحي البيئي بمحميتين ملكيتين    قطاع صحي خميس مشيط يُنفّذ فعالية "النشاط البدني"    الأمر بالمعروف في الباحة تفعِّل حملة "اعتناء" في الشوارع والميادين العامة    الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أصبحت مستهدفات الرؤية واقعًا ملموسًا يراه الجميع في شتى المجالات    «كبار العلماء» تؤكد ضرورة الإلتزام باستخراج تصاريح الحج    خادم الحرمين يوافق على ترميم قصر الملك فيصل وتحويله ل"متحف الفيصل"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير سلمان في الجامعة الإسلامية : لا توجد قبيلة أو أسرة لم تشارك في توحيد الوطن
تسلم شهادة الدكتوراه ووقع عقد كرسي سموه لدراسات تاريخ المدينة

أشاد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض باللحمة الوطنية التي تربط قيادة المملكة بشعبها مؤكدا أنه لا توجد أسرة أو قبيلة في المملكة لم تشارك في التوحيد وبناء الوطن ، لافتا إلى اعتزاز ولاة الأمر يحفظهم الله بمواطنيهم قائلا : " نحن منكم وفيكم ونعتز بكم وبوطننا وتاريخنا " ، وفي رد على إحدى المتداخلات شدد سموه على دور المرأة السعودية ومكانتها قائلا : " نشجع عمل المرأة ضمن الضوابط الإسلامية، المرأة في البادية كانت عاملة تعمل في المزارع وترعى الإبل والغنم، وهذا شيء شاهدته، فعمل المرأة مطلوب، فالمرأة من هي؟ هي الأم والأخت والزوجة والبنت واحترام المرأة من احترام الإنسان لنفسه، ويجب أن يكون منهجنا هو احترامها وتقديرها "
جاء ذلك خلال محاضرة سموه " الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية " والتي ألقاها مساء أول من أمس في الجامعة الإسلامية ، حيث تسلم سموه على هامشها شهادة الدكتوراه الفخرية في تاريخ الدولة السعودية ، كما شهد اللقاء توقيع كرسي سموه لدراسات تاريخ المدينة.
وقال الأمير سلمان في محاضرته لقد أكرم الله هذه البلاد المملكة العربية السعودية بأن تتشرف بوجود مكة المكرمة فيها أول بيت وضع للناس، ومهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم، وبأن تكون هذه البلاد أيضاً منطلق الإسلام والعروبة معاً فلقد أنزل الله عز وجل في هذه الأرض العربية القرآن الكريم بلغة عربية، وعلى نبي عربي من أرضها عليه أفضل الصلوات والتسليم.
وأضاف : في هذه المدينة المباركة طيبة الطيبة بدأت نهضة الدولة الإسلامية الأولى على الكتاب والسنة النبوية، وفي هذه الأرض العربية منطلق العروبة والإسلام تأسست الدولة السعودية على المبادئ ذاتها متأسية بتلك الدولة الإسلامية الأولى وأسسها العظيمة التي تقوم على راية التوحيد، وتدعو إلى الدين الخالص من أي ابتداع أو ممارسات ليست في الكتاب أو السنة وأقوال السلف الصالح.
الدولة السعودية قامت على مبادئ الدولة الإسلامية الأولى .. وكل مواطن جزءٌ لا يتجزأ من إنجاز التوحيد
وقال سموه : عندما ظهرت الدولة السعودية في الدرعية أعادت للمنطقة الدولةَ المركزية القائمة على الدين مثلها مثل الدولة الإسلامية الأولى، واستعادت للجزيرة العربية الأمن والاستقرار الذي فقدته عدة قرون ، فقبل تأسيس الدولة السعودية الأولى كان في كل إقليم دولة، وفي كل قبيلة دولة، وداخل كل دولة من هذه الدول دول متناحرة، قال المؤرخ عثمان بن بشر يصف الحال في ذلك الوقت في واحدة من البلدات الصغيرة في نجد: "فقسموا البلد أربعاً كل واحد شاخ في ربيعها.. فإن هذه قرية ضعيفة قليلة الرجال والمال، صار فيها أربعة رجال كل منهم يدعي الولاية على ما هو فيه".
وأضاف سموه : تمت المبايعة التاريخية بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبدالوهاب على أساس المنهج الشرعي: قال الإمام محمد بن سعود: أبشر ببلاد خير من بلادك، وأبشر بالعزة والمنعة.
وقال الشيخ محمد بن عبدالوهاب: وأنا أبشرك بالعز والتمكين، وهذه كلمة (لا إله إلا الله) من تمسّك بها وعمل بها ونصرها ملك بها البلاد والعباد.
وقال سموه : أصبحت هذه البيعة ركناً أساساً من أركان الدولة السعودية إلى اليوم، بحيث تلتزم بتأسيسها على الدين الصحيح، ورغم أن الإمام محمد بن سعود من أسرة تعود في أصولها إلى بني حنيفة، تسكن في الوادي الذي يسمى باسمها، وإمارته في الدرعية التي أسسها جده مانع المريدي وأسلافه من الدروع من بني حنيفة منذ منتصف القرن التاسع الهجري، إلا أنه لم يؤسس الدولة على عصبيته أو قبيلته، بل أسسها على الدين والتزم هو وأبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا بهذا التأسيس وبهذا الامتداد الذي يماثل ما تأسست عليه الدولة الإسلامية الأولى.
وأضاف سموه : لا شك أن قيام الدولة السعودية الأولى وانتشارها الواسع في شبه الجزيرة العربية ونجاحها في إرساء الاستقرار والأمن والحكم الرشيد، أدى إلى النقمة عليها، لذا بدأ البعض بإطلاق مصطلح الوهابية على تلك الدعوة لتنفير المسلمين من هذه الدولة ومبادئها الصحيحة، وأنا هنا أدعو الجميع إلى العودة إلى تراث الشيخ محمد بن عبدالوهاب والبحث في ثناياه عن أي شيء يخالف الكتاب والسنة النبوية المطهرة، ولن يجدوه، أين الجديد أو الاختراع في هذه الدعوة حتى يطلقوا عليها أشنع الألقاب والصفات ويصمونها بأنها تتضمن أشياء غريبة خارجة عن الدين الإسلامي؟!
قال الملك عبدالعزيز –رحمه الله- كما جاء في صحيفة أم القرى: "يسموننا الوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض... نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح. ونحن نحترم الأئمة الأربعة لا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة".
وشدد سموه على أنه برغم سقوط الدولة السعودية الأولى، إلا أنها عادت مرة ثانية ومرة ثالثة. ولقد توقع المؤرخ الفرنسي فيلكس مانجان الذي عاصر سقوط الدولة السعودية الأولى عودة الدولة مرة أخرى بسبب جذورها التاريخية وأسسها الدينية في المنطقة، وكتب قائلاً: "ما زالت المبادئ نفسها موجودة، وقد ظهرت منها بعض البوادر، ومع أن أسرة آل سعود قد تفرقت، ومع أن الفوضى تعم بين الزعماء، فما زال هناك أُسٌّ خصب يمكن للزمن والأحداث أن تجعله يتفتح من جديد".
وقال الأمير سلمان : إن هذه الدولة المملكة العربية السعودية التي هي امتداد للدولة السعودية الثانية والدولة السعودية الأولى بل الدولة الإسلامية الأولى قدرها واستمرارها إنما هو بالمحافظة على دينها الذي هو سبب عزتها ونصرتها والذي التف حوله حواضر هذه البلاد وبواديها وحكامها منذ قيام الدولة السعودية الأولى والدولة السعودية الثانية، وفي عهد الملك عبدالعزيز وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله، والملك عبدالله وولي عهده الأمير سلطان حفظهما الله.
دولتنا أعادت للمنطقة الدولة المركزية القائمة على الدين .. واستعادت للجزيرة العربية الأمن والاستقرار
ولا يوجد أسرة أو قبيلة في هذه البلاد إلا ولآبائها أو أجدادها مشاركةٌ فاعلة في توحيد البلاد وبنائها وتعزيز قوتها ورسالتها ، والجميع في هذا الوطن جزءٌ لا يتجزأ من هذا الإنجاز التاريخي لهذه الدولة المباركة وأسهم حقيقة في بنائها ووحدتها وتماسكها ، ولأهمية ارتباط هذه البلاد بالدين الإسلامي فقد نص النظام الأساسي للحكم في مادته الأولى على أن المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما تنص المادتان السابعة والثامنة على أن الحكم في المملكة العربية السعودية يستمد سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله وأن الحكم فيها يقوم على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية.
وأضاف : عندما خاطب الملك عبدالعزيز المواطنين في أثناء زيارته المدينة المنورة في محطة العنبرية في 21 ذي القعدة 1346ه أشار إلى أهمية نصرة الدين الذي هو أساس هذه الدولة وذلك حسب ما نشر في صحيفة أم القرى، فقال: "إنني أعتبر كبيركم بمنزلة الوالد، وأوسطكم أخاً وصغيركم ابناً فكونوا يداً واحدة وألّفوا بين قلوبكم لتساعدوني على القيام بالمهمة الملقاة على عاتقنا، إنني خادم في هذه البلاد العربية لنصرة هذا الدين وخادم للرعية".
وقال سموه : يواصل اليوم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –يحفظه الله- هذه السياسة المبنية على أسس الدولة من حيث نصرة الدين وخدمة الحرمين الشريفين والمسلمين، والحرص على شعبه وعلى ما يخدمهم، وينميهم ويسهم في رُقيِّهم ، ولا شك أن هذا الحرص الذي يوليه الملك عبدالله لشعبه وبلاده والذي يوليه أيضاً جميع إخوانه وأبناء هذه الأسرة لهذه البلاد هو استمرار لهذا المنهج وهذه الأسس التي تقوم عليها المملكة ، إن شرعية هذه الدولة هي في منهجها وتاريخها الطويل الذي بدأ ببيعة شرعية للالتزام بالدين الصحيح منهجاً ومسلكاً في الحكم والبناء السياسي والاجتماعي وليس في حادثات الفكر المستورد أو الفوضى والتخبط الفكري الذي لا نهاية لجدله ولا فائدة من مبادئه. فأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض وأما الزبد فيذهب جفاءً.
الأمير سلمان خلال المحاضرة
مداخلات القاعة الرجالية
وشهد اللقاء مع الأمير سلمان مداخلات من القاعتين الرجالية والنسائية تضمنت أسئلة أجاب عنها سموّه بكل صدر رحب، ففي مداخلة من الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي وعضو هيئة التدريس بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية، قال الحذيفي: في هذه الليلة البهيجة وفي رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة نرحب بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان وصحبه الكرام، وزيارتكم للجامعة المباركة التي غرسها ولاة أمر هذه البلاد وتعاهدوا رعايتها تسجل لكم، ومحاضرة سموّكم تحدثتم فيها بوضوح عن الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية والحاجة للتحدث في هذه الموضوعات تشتد ولا سيما في هذا العصر الذي تعصف فيه الفتن بالعالم سواء كان من ولاة الأمر أو العلماء والمفكرين أو مؤسسة ليعيَ كل جيل انتماءه إلى عقيدة السلف الصالح وليدافعوا عنها، وهو ما أكد عليه الملك عبدالعزيز في بيانه لمنهج الدولة السعودية وأنه سيقتفي نهج السلف الصالح في تحكيم الشريعة الإسلامية وكرر أبناؤه البيان نفسه، في منهج الدولة السعودية والآن نرى المؤسسة الإعلامية قصّرت في بيان هذا المنهج ولم تحصن الشباب من المؤثرات الضارة في عقيدتهم وأخلاقهم، ومن الصحفيين والكتاب من يكتب ما يضاد هذا المنهج – ولا أعمم- إما في صورة خبر أو رأي، والمقترح يا صاحب السمو تقويم مسار الإعلام ليتفق مع منهج الدولة فما هو الحل في رأي سموكم لتقويم مسار الإعلام.
حضور كبير للمحاضرة
وأجاب سموه: أعتقد أن الحل الطبيعي كما قلت للدولة هو التزامها بعقيدتها، لكني أقول إن الإعلام إذا كشف فيه شيء يخالف المصلحة أو العقيدة فعندنا طلبة العلم والمفكرون ولديهم الفرصة للرد عليهم، وسبق أن قلت في إحدى المناسبات، لا أحد يمنع من الرد على هذه الآراء ولدينا الفرصة للرد عليهم.
وفي مداخلة للشيخ سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام وعميد كلية الشريعة قال: ما لديّ هو مجرد خلجات وخواطر وأحببت أن أترجم عنها : كنت في مقتبل العمر قبل مرحلة الإدراك المتكامل قرأت في إحدى الصحف مقابلة مع سموكم ذكرتم فيها جواباً على سؤال أنك تخرجت من مدرسة الحياة وكنت لا أعرف ما تعني هذه الكلمة وسألت من حولي وشرح لي ما أوصل إلى الذهن، ولكنني أدركت بعد ذلك ما هي مدرسة الحياة التي تخرجتم فيها، لأنه ليس كل شخص يدخل مدرسة الحياة يستطيع أن ينال شهادتها، وحين أرى سموكم فإني لا أرى شخصية واحدة بل أرى ما يذكرني بمحبة كل رجل مخضرم لأني أرى فيه الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وكيف إذا كان أميراً وكيف إذا كان سلمان بن عبدالعزيز، وأنا أقولها وأنا أشاهدك لأنك تذكرني بالقيادة السياسية والقيادة العلمية فلعل مكانك الذي أنت فيه بوّأك لأن تكون في موقع يسمعك صرير أقلام السياسة والعلم والعلماء فأنت من عاصر بعد الملك عبدالعزيز الملوك من بعده وعاصرت الشيخ محمد بن إبراهيم وابن باز، وهذا الجمع قد لا يحصل لكل أحد ولا شك أنه سبب ومدخل لأن يكون لسموكم من النظرة الثاقبة والاعتدال والوسطية ما ذكرت.
الملك عبدالعزيز لم يكن لديه عصا موسى ولا عصا سحرية ولم يجمع الدولة على اللغة ولا القبلية بل على الكتاب والسنة لأنهما يجمعان الأرواح قبل الأشباح ومكن الله له في الأرض لهذا السبب ولو كان هذا الاجتماع على غيره لانتفى، ولا أنسى آخر لقاء مع سموكم قرأت علينا فيه نص نظام الحكم وأنه هو الكتاب والسنة وها أنت تؤكده الآن.
وأشيد بالتلاحم الذي وقع في فترة ظن فيها من ظن أن يكون حدث ما يهز التلاحم ويفسد الشمل ولكن خابت الظنون وأراد الله أن يهيئ لهذه البلاد أمراً رشداً، وليست هذه البلاد كغيرها ولا الشعب كغيره ولا القيادة كغيرها، ولذلك أثلج الله صدورنا من التلاحم وما تبعه من قرارات حكيمة نسأل الله أن يجعل فيها النفع للعباد والبلاد.
الأمير بندر بن سلمان والدكتور الداود والزميل رئيس التحرير
وأجاب سموّ الأمير سلمان: أنا درست في مدرسة الشيخ عبدالله خياط والمدرسة الأخرى مدرسة الملك عبدالعزيز الذي كان أستاذًا لنا جميعاً وكان مدرسة عامة شاملة وكذلك إخواني الأكبر مني سناّ، وأنصح الشباب بالقراءة ثم القراءة ثم القراءة، والاختلاط بأهل الفكر النيّر، وأنصح أبنائي أن يكثروا القراءة حتى تتسع أفكارهم ويستفيدوا.
وفي مداخلة أحد منسوبي الإعلام بالجامعة شتيوي الغيثي قال : أرحب بك يا صاحب السمو، حب الأوطان مغروس في النفوس، وانتماء المواطن السعودي لوطنه لا ريب فيه، وأحياناً تظهر أصوات تشكك في هذا الانتماء كيف نردّ على هذه الأصوات؟ وما مظاهر الانتماء الذي يظهر في السلوك؟
فأجاب سموه : لو رضي عنك الله عز وجل فلا يضرك أحدٌ، الإنسان يجب أن ينظر لما حوله وإذا كان عند شبابنا الفكر النيّر ونحن في وطن هو منبع العروبة والإسلام وفي هذه القاعة تجد من كل القبائل والإطار الذي جمعهم هو الكتاب والسنة، ووجدنا من عارض وناكف ونجد من لا يؤمن بالله عز وجل.
طفلان يقدمان لوحة إلقائية وطنية
مداخلات القاعة النسائية
وقد قدمت الزميلة بينة الملحم الكاتبة في جريدة الرياض لمداخلات القاعة النسائية قائلة: لم تكن الجامعات يوماً مجرد قاعات لإلقاء الأوراق وتقرير المناهج؛ بل كانت ولازالت الميادين الراقية لإقامة أرقى الحوارات؛ والساحة الأعظم لإقامة شتى المناشط ذات الاهتمام الفكري والتاريخي والأدبي، والجامعة الإسلامية اليوم تعيد إلى الجامعة مهمتها الأساسية ، نعم .... تعود الجامعات اليوم لتؤسس أبعاداً حوارية عظيمة. ومع من؟! مع أميرٍ له اهتمام وولع بالفكر والتاريخ، وله مقالات وحوارات وردود مع الكتاب والمثقفين والمفكرين العرب. بهذا تتميز أمسية اليوم، وبهذا تكون خلاّقة وفريدة، ممتعة وغنية.
وأضافت كما تتميز الأمسية بإتاحة المجال للمرأة أن تكون حاضرةً ومؤثرة في هذه المناسبة، كما حضرت في تاريخ السعودية، ولا ننسى دور نورة بنت عبد الرحمن بن عبد العزيز في كونها سنداً عظيماً لمؤسس البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل، وأعظم اعتزاز شهدناه أن تعود المرأة السعودية إلى التأثير الثقافي والفكري والحواري، في محاضرةٍ تمس تاريخ السعودية رجالاً ونساءً ممن أسهموا في تأسيس هذا الكيان.
فمرحباً بكم يا صاحب السمو، ومرحباً بالحضور الكرام.
سموه يتسلم شهادة الدكتوراه الفخرية
وقالت الملحم : لقد مكنت الجامعة الحضور من فرصة سماع محاضرةٍ تاريخية وأساسية للأمير سلمان بن عبد العزيز، والتي تعكس اهتمام الأمير المعروف والشهير بتاريخ المملكة العربية السعودية، من خلال رئاسته لمجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز، ومن خلال مقالاته التي يشارك فيها بالصحف مصححاً رؤى المؤرخين عن المملكة العربية السعودية في الداخل والخارج.
فشكراً للجامعة على هذه المناسبة العظيمة. كما تعكس المناسبة أهمية استذكار الأسس العظيمة التي بني عليها كيان الوطن منذ تأسيسه على يد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه ومن بعده الملوك والأبناء البررة سعود وفيصل وخالد وفهد وإلى عهد الازدهار عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله.
إن الأسس التي تحدث عنها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود في محاضرته القيمة هذه تعبر عن صميم الروح التي تحرس جسد الوطن.
كان الاوائل في القرى إبّان تأسيس الدولة يسيرون مع كبير القرية يدورون حولها؛ يقرأون الأوراد لئلا تضطهد القرية أو تكون ضحيّة غارةٍ من قطّاع طرقٍ تلك الليلة، سمعتُ أمثال هذه القصة من عبق الأجداد والجدات، وهي اليوم بفضل الأمن صارت من نسج الخيال، إذ صار الأمن ناسجاً حباله الراصّة أطراف الوطن أمناً ودفئاً بفضل هذا النظام المفعم بالحيوية والتجدد ، وبما أنني مختصّة منذ سنوات بالأمن الفكري فقد رأيتُ أن الدولة اليوم ممثلةً بتيار اعتدالٍ وسطية دينية يؤكد عليه الأمير دائماً في مقالاته ومحاضراته فقد وجدتُ أن قطّاع الطرق الجدد هم الذين يقطعون الطرق الفكرية؛ إذ جاءت التنظيمات من الفرق الضالة لتؤدي بالشباب إلى ثكنات تطرفٍ بشعة تريد للشباب أن يقفوا ضد قياداتهم وأنظمتهم. والأوامر الملكية التي سمعناها من خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبد العزيز منذ أيام تأتي لتزهق أي مخطط يستهدف مشاريع "قطّاع طرق التفكير" الذين يوسوسون للأبناء بوساوس حول الوطن وقياداته، الأسس التي تحدث عنها الأمير اليوم هي ثوابت وطنية تأسسنا عليها ونمت أفكارنا وأجسادنا على احترامها، وعشنا في بيوتٍ تدعوا إلى احترامها وهي محلّ إجلال وتقدير.
الأمير سلمان يشهد توقيع كرسي سموه لدراسات تاريخ المدينة
وفي مداخلة للدكتورة نوال العيد عضو هيئة التدريس بجامعة الأميرة نورة بالرياض قالت : مفهوم الوطنية من المفاهيم التي يدور حولها جدل واسع ومع المخاطر التي تكتنف المنطقة والمعطيات التاريخية نجد أن مفهوم الوطنية السعودية يحتاج إلى تمحيص وتدقيق بما يتناسب مع مكانة المملكة الشرعية، إذا رجعت إلى مقاعد الدراسية وجدت أن التاريخ الحديث لا يدرّس إلا في مقرر واحد بالسرد الممل، وأقترح إعادة طرح مقرر التاريخ، يضاف إليه التاريخ الوطني بمراحل الدولة السعودية، وعلينا أن ندرس فكرة اعتماد التاريخ الوطني، البعض يحاول زعزعة الدولة من خلال هز العقيدة التي قامت عليها، ندعو إلى تفعيل دور وزارة الشؤون الإسلامية والجامعات السعودية ورابطة العالم الإسلامي لأن الصوت الوسطي المعتدل له صداه، كما نطالب بالإسراع في افتتاح القسم النسائي بالجامعة وآمل يا صاحب السمو أن نراها مشروعات متحققة.
وأجاب سمو الأمير سلمان : نشجع عمل المرأة ضمن الضوابط الإسلامية، المرأة في البادية كانت عاملة تعمل في المزارع وترعى الإبل والغنم، وهذا شيء شاهدته، فعمل المرأة مطلوب، فالمرة من هي؟ هي الأم والأخت والزوجة والبنت واحترام المرأة من احترام الإنسان لنفسه، ويجب أن يكون منهجنا هو احترام المرأة، كما أطلب من الدكتورة أو أي طالبة لديها فكرة أن ترسل ما لديها من أفكار نصًّا حتى أستطيع أن أوجهه إلى المسؤولين، لأن الحديث الشفوي قد يُنسى لكن الشيء الموثق المكتوب، والتعاون بين الوزارات موجود، فمن عنده رأي فسأحوله إلى الوزارة المختصة، وهذا تعاون خدم مصالح كثيرة، ويجب على كل منا يقول رأيه أن يسمح بإمكانية الرأي الآخر، وتأكدوا إن شاء الله أن التعاون موجود والاهتمام بتعليمنا موجود، ولدينا الآن عشرات الجامعات.
وأضاف سموّه: كل منا يقبل النصح، وعلى الناصح أن يقبل الرد، بمعنى إذا كان من ينصح يعتقد أن ما قاله هو ما يجب الأخذ به فعليه أن يستمع إلى الرأي الآخر، ومجالسنا مفتوحة للجميع والهاتف مفتوح كذلك، ونحن كأسرة نخدم الشعب ونعتز بكم، وأنتم مهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأبناء الأنصار، ونشكركم.
د. العقلا ملقيا كلمة في الحفل
منح الأمير سلمان الدكتوراه الفخرية في تاريخ الدولة السعودية
وقد منح قسم التاريخ بالجامعة الإسلامية درجة الدكتوراه الفخرية في تاريخ الدولة السعودية لسموه الذي تسلم الشهادة من مدير الجامعة، وسط ترحيب الحضور ، وقال مدير الجامعة الدكتور محمد العقلا إن منح الدكتوراه الفخرية للأمير سلمان في هذا التخصص، جاء تقديراً من الجامعة "لجهوده المباركة وعطاءاته المتميزة في الحفاظ على تاريخ المملكة المجيد، ورصد فعالياته المختلفة في شتى المجالات.
العقلا في كلمته : بلادنا كانت قبائل متحاربة قبل أن يوحدها الملك عبدالعزيز
إلى ذلك ألقى مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا كلمة قال فيها : علينا أن نتأمل في الجهود التي بذلها الملك عبدالعزيز والمخاطر التي تعرّض لها قبل أن تصبح المملكة العربية السعودية دولةً واحدة.
وأوضح العقلا : أن الحديث عن الملك عبدالعزيز حديث ذو شجون فمهما قال المرء فيه من شعر أو نثر فإنه إلى جانب إنجازاته وأمجاده قليل، إذ يكفيه فخراً أنه أخذ الشريعة الإسلامية مناراً، وأجرى الله على يديه لهذه البلاد نِعَم الأمن والأمان والرخاء والاستقرار والسير على منهج الإسلام، فقد كانت بلادنا قبل توحيدها على يديه قبائل متفرقة متناحرة قلّما تتوقف بينها المنازعات والحروب، حتى وحّدها الملك عبدالعزيز رحمه الله، مضيفاً: ولنا أن نتصور المخاطر التي تعرض لها القائد الإمام وهو يتنقل بين قبائل متناثرة وقرى متباعدة في صحراء شاسعة، ولنا أن نتصور حجم الفتن والثورات التي استطاع القائد الإمام إخمادها قبل أن تصبح المملكة العربية السعودية دولةً واحدةً.
طالب نيجيري يلقي قصيدة فصحى
وتحدّث العقلا عن وصية الملك عبدالعزيز التي أوصى بها إلى وليّ عهده سعود بن عبدالعزيز رحمهما الله، وقال إنها وصية تكشف لنا عن رحمة وشفافية نفس ونقاء قلب وسريرة ملكٍ إنسان، وتعدّ انعكاساً للأسس التاريخية والحضارية للدولة السعودية، إذ أوصاه بثلاثة أمور: النية الصالحة، والجد والاجتهاد في النظر في شؤون الرعية والعدل في المحب والمبغض وتحكيم الشريعة والقيام بخدمتها باطناً وظاهراً، والأمر الثالث النظر في أمر المسلمين عامة وأن يجعل كبيرهم والداً ومتوسطهم أخاً وصغيرهم ولداً، وأن يهين نفسه لرضاهم.
وأضاف العقلا ان هذه الوصية تأكيد على ما قامت عليه الدولة المباركة من أسس ومقومات حضارية وفكرية من أبرزها الولاء والطاعة لله ولرسوله ولولي الأمر وتقدير العلماء واحترام النظام وتنفيذه وحب الوطن والاعتزاز بتاريخه المجيد، وإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما وتوفير الأمن والرعاية لقاصدهما، وتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على القيم العربية والإسلامية، وإحداث نهضة علمية وبحثية شاملة في جميع مراحل التعليم.
وأضاف ان شرف الكلمة ينبثق من شرف المناسبة، وقد اجتمعت الليلة ثلاث مناسبات في هذه المناسبة: الأولى عودة قائدنا الوالد الكريم مشافىً معافىً، والثانية هي تشريف سمو الأمير سلمان لنا جميعاً في طيبة الطيبة، والثالثة الحديثُ عن الأسس التاريخية للدولة السعودية من رجل دولة بمكانة الأمير سلمان.
أحد طلاب الدراسات العليا ملقيا قصيدة نبطية
ورفع العقلا أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين على ما أصدره من أوامر كريمة حملت مزيداً من الخير والرخاء للمواطنين، وقال إنها أوامر مباركة وقرارات غير مستغربة على هذه القيادة المباركة، أدام الله عزّها وتمكينها.
وشكر العقلا سمو الأمير على تفضّله بتلبية دعوة الجامعة الإسلامية لكي يحاضر فيها عن الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية.
لوحة إلقائية وقصائد شعرية
وتضمن برنامج المحاضرة لوحة إلقائية وطنية قدمها الطفلان معن وفراس ابنا الدكتور حاتم الظاهري حازت على إعجاب سمو الأمير والحضور الذين صفقوا تشجيعا لهما ، كما ألقى طالبان أحدهما سنغالي والآخر نيجيري قصيدتين شعريتين باللغة الفصحى ، أعقبها قصيدة نبطية لأحد المواطنين.
شاعر سنغالي يلقي قصيدة بالمناسبة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.