حذرت وزارة الخارجية الأميركية موقع "ويكيليكس" من أنه سينتهك القوانين في حال نشر وثائق سرية جديدة أعلن عنها مؤخراً، وأشارت إلى أن هذه الوثائق تهدد حياة صحافيين وجنوداًَ ونشطاء في مجال حقوق الإنسان ، رافضة في الوقت عينه أي مفاوضات مع الموقع. ووجه المستشار القانوني في وزارة الخارجية هارلود هونغجو كوه رسالة إلى مؤسس الموقع جوليان اسانج ومحاميه، قال فيها إن "أي معلومات تنوي نشرها تم الحصول عليها من خلال مسؤولين حكوميين أو أي وسيط بدون تصريح ملائم، تكون قد قدمت عبر انتهاك القانون الاميركي ومن دون اعتبار للعواقب الخطرة لهذا العمل". وحذر من أن امتلاك "ويكيليكس" لهذه الوثائق يعتبر انتهاكاً مستمراً للقانون. وأوضح أنه من خلال التواصل مع ممثلين عن صحف "نيويورك تايمز" و"الغارديان" و"ديرشبيغل"، علمت الوزارة أن الموقع قدم حوالي 250 ألف وثيقة تقريباً لكلّ منها لنشرها. وحذرت الوزارة من ان نشر هذه المعلومات ستعرض للخطر حياة عدة أشخاص من صحافيين ومدونين ونشطاء في مجال حقوق الإنسان وجنود ومخبرين، كما ستهدد العمليات الجارية لمواجهة الإرهاب والاتجار بالبشر والأسلحة والأمور الاخرى التي تهدد الامن القومي. من جهتها، أفادت صحيفة صندي اكسبريس الصادرة أمس أن دبلوماسيين اميركيين وصفوا في ايجازات سرية للرئيس باراك أوباما سينشرها موقع ويكيليكس رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون بأنه ضعيف وغير مستقر ويعاني من جنون العظمة. وقالت الصحيفة إن مسؤولي مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (داوننغ ستريت) اقروا بأن الملفات الدبلوماسية الحساسة التي سيصدرها موقع ويكيليكس "ستكون محرجة للغاية لرئيس الوزراء البريطاني السابق". واشارت إلى أن الملفات تحتوي على تقييمات مدمرة لشخصية براون ومهاراته القيادية وحكومته التي كانت تعاني من خلافات داخلية. واضافت الصحيفة أن السفير الامريكي في لندن لويس سوسمان اطلع المسؤولين البريطانيين على المحتويات المحتملة للملفات السرية، والتي تغطي الفترة من العام 2008 وحتى أوائل العام الحالي وتحتوي أيضاً على آراء حول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونائبه نك كيلغ عندما كانا في صفوف المعارضة. ونسبت الصحيفة إلى مصدر في داوننغ ستريت قوله "لا نعتقد أن الملفات السرية ستحتوي على الكثير من المعلومات عن الحكومة الائتلافية، وقد تتضمن أشياء محرجة قليلاً عن كاميرون حين كان في صفوف المعارضة غير أنها لن تساوي أي شيء بالمقارنة مع ما كان يُقال عن براون". من جهتها، تنتظر اسرائيل معرفه مضمون الوثائق الأميركية السرية والتي يتوقع أن تشمل تحليلات أميركية لشخصيات إسرائيلية بينها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء الخارجية أفيغدور ليبرمان والدفاع ايهود باراك والرفاه يتسحاق هرتسوغ ورئيسة حزب كديما والمعارضة تسيبي ليفني. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أمس أن التحذير الذي مررته السفارة الأميركية في تل أبيب إلى مكتبي نتنياهو وليبرمان تتعلق بكشف الوثائق، التي يتخوف الأميركيون والإسرائيليون من نشرها، والتي تشمل آراء مسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية حول المسؤولين الإسرائيليين. كذلك يتوقع أن تتضمن الوثائق تفاصيل لقاءات بين مسؤولين أميركيين مع مسؤولين إسرائيليين، وصفت أنها لقاءات سرية، وبينهم نتنياهو وليفني ورئيس الموساد مائير داغان ورئيس الشاباك يوفال ديسكين والوزير السابق حاييم رامون ورئيسا مجلس الأمن القومي السابقين غيورا آيلاند وداني أرديتي. كذلك يسود الاعتقاد في إسرائيل أن الوثائق تشمل معلومات حول فترة حكومة ايهود أولمرت، إذ أن الوثائق تتعلق بالفترة منذ العام 2006 وحتى آذار-مارس الماضي. إلى جانب، ذلك يتخوف الإسرائيليون من أن يؤدي نشر الوثائق الأميركية السرية في "ويكيليكس" إلى تسريب معلومات تتعلق بإيران. ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي قوله إن الأميركيين اعترفوا بأنه سيتم نشر معلومات بالغة السرية حصلت عليها شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والموساد وتم تسليمها إلى وزارة الخارجية الأميركية من دون علم الحكومة الإسرائيلية. واضاف المصدر الإسرائيلي أن المعلومات بهذا الخصوص تشمل مواد تبين سعي إسرائيل إلى تجريم إيران وتشديد العقوبات الاقتصادية عليها.