ذكر موقع "تيك ديبكا" الأمني الاسرائيلي إن الأوساط السياسية في واشنطن وتل أبيب أعربت عن قلقها من زيارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف لسورية. وترى المصادر أن سبب هذا القلق هو أن يعلن الرئيس الروسي خلال زيارته عن تقديم أسلحة متطورة لدمشق، من بينها تلك التي ترفض موسكو حتى الآن تزويد إيران بها. كما عبر السياسيون في واشنطن وتل أبيب عن دهشتهم ولاحقاً خيبة أملهم من هذه الزيارة التي ستقوي موقف الأسد وسياسته، وتشجعه كذلك على الاستمرار بتزويد "حزب الله" بالصواريخ بعيدة المدى، وتدفعه لتوثيق علاقاته الإستراتيجية مع طهران - على حد قول المصدر - ولكن تل أبيب المشغولة بزيارة ميتشل ومحادثات التقريب مع الفلسطينيين، لم تستعد للتعامل مع تطور كهذا. كما أن إدارة أوباما في واشنطن لم تعلم بأمر هذه الزيارة إلا متأخراً، وهي قلقة من هذه الخطوة الروسية وتجد صعوبة في فهمها. حتى أن المراقبين الاستراتيجيين لمنطقة الشرق الأوسط أصبحوا يتساءلون عن سبب زيارة ميدفيدف لسورية، وما الذي سيفعله هناك؟ ويقول خبراء أميركيون آخرون ان الإدارة الأميركية تتظاهر بالذهول من هذه الخطوة الروسية، لأن هذه الزيارة تعتبر مؤشراً إضافياً على فشل سياسة الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون إزاء الرئيس الأسد. ويقول هؤلاء الخبراء ان ميدفيديف جاء الى سورية لحاجة موسكو ل "ورقة توت عربية" لإخفاء الأزمة العميقة بينها وبين طهران. فموسكو التزمت أمام الولاياتالمتحدة دعم تشديد العقوبات على إيران. والتزمت كذلك سراً أمام إدارة اوباما بألا تساعد في تشغيل المفاعل النووي الإيراني في بوشهر، على رغم إعلان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مطلع ابريل (نيسان) الماضي بان المفاعل الإيراني سيتم تشغيله في شهر أغسطس (آب) المقبل. لذلك تجد موسكو نفسها مضطرة لزيارة دمشق لتتظاهر بأنه بالرغم من الخطوات التي اتخذتها، إلا أنها لا تنتمي الى معسكر الولاياتالمتحدة، وبالتأكيد ليس مع (إسرائيل) ضد إيران، بل تقف مع حلفاء طهران في الشرق الأوسط. ويقول محللون سياسيون في واشنطن ان ميدفيديف سيعلن خلال زيارته لدمشق عن تزويد سورية بأسلحة حديثة ومتقدمة من بينها تلك التي رفضت موسكو إعطاءها لإيران، تدعيماً للصورة التي يريد الظهور بها. وهذا هو السبب الحقيقي وراء زيارة رئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيريس الى موسكو الأحد الماضي للمشاركة في احتفالات الذكرى ال 65 للانتصار في الحرب العالمية الثانية على النازيين. وقد حاول بيريس التحدث مع ميدفيديف حول عملية تزويد سورية بالأسلحة إلا أن الرئيس الروسي تهرب من الرد. ونقل الموقع عن مصادره في منطقة الشرق الأوسط أن زيارة الرئيس الروسي الى دمشق في الوقت الذي يرفض الرئيس المصري مبارك لقاء الرئيس الأسد، تدعم محور (طهران، دمشق، حزب الله، حماس) في المنطقة.