تسمّر آلاف من زوار سوق هجر الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالشراكة مع غرفة الاحساء في قصر ابراهيم الأثري بمدينة الهفوفبالاحساء، مساء أول من أمس الأحد لمشاهدة الشاعر طرفة بن العبد الذي أطل عليهم من أعلى القصر وهو رافع صوته ومنشد عليهم من شرعه عدداً من قصائده التي تنوعت بين الغزل والمدح. وجلست العائلات التي امتلأت بهم جنبات القصر متحلقة حول خيمة الشاعر طرفة لتسمع بشغف لشعره العذب، وراح الفنانون ميثم الرزق وسعيد الأيوب وعباس الشويفعي ومعتوق الأيوب يجسدون أداور الراوي والشاعر طرفة وسط توجيه من مخرجهم زكريا المومني، وساد الصمت لعشر دقائق هي مدة العرض في ركن الشعراء، فيما كان الراوي الفنان ميثم يروي القصص الكثيرة من مسامرات طرفة. وسيعرض خلال الأربعة أيام المتبقية من عمر المهرجان الذي استمر لعشرة أيام مشاهد للشعراء علي بن المقرب، والجارود، المثقب العبدي. ويجذب مثل هذه الأركان وهذه الفعاليات المزيد من السياح وزوار المهرجان من داخل الاحساء وخارجها ويواصل استقباله لحشود من الزوار منذ أن يفتح السوق أبوابه عند الخامسة عصراً وحتى يقفل أبوابه عند منتصف الليل، كما يواصل فعالياته المتنوعة، ووفقاً لرئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان خالد القحطاني أوضح أن عدد زوار السوق حتى يوم أول من أمس الاحد بلغ 22 ألف زائر من داخل الاحساء وخارجها ومن دول مجلس التعاون في أربعة أيام فقط. وعبر المدير التنفيذي لجهاز التنمية السياحية والآثار بالاحساء علي الحاجي عن سعادته بالإقبال الكبير الذي يشهده سوق هجر لافتاً إلى أن مبادرة رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار سمو الأمير سلطان بن سلمان لإطلاق هذا المهرجان السياحي قد آتت ثمارها بوجود مهرجان يستقطب العائلات ويوفر لهم المناخ المناسب لراحتهم. وفي زاوية أخرى من القصر الذي تجمهر الزوار على الحكواتي محمد بن علي الدحيم والذي يتجاوز عمره الثمانين عاماً, الا انه قادر على العطاء في كسب جمهوره من خلال حكاياته الشيقة وإصغائهم له بصورة فنية جميله, حيث كان الدحيم ضمن الذين لحقوا على حياة المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وكان عمره صغيراً وكان شاعراً حينها الا انه امتهن الحكواتي في الآونة الأخيرة كونه "أميا" لكن حافظته جيدة واصبح له جمهور يأتي المهرجان لأجل استماع حكاياته الجميلة. وبجوار مسجد القبة جلست الحكواتية حبيبة المزيعل التي أشارت إلى أنها كثيرا ما تجلس مع كبار السن، ورغم أنها تحمل شهادة في اللغة الانجليزية إلا أن مسمى الحكواتية او الراوية يشغل حيزاً كبيراً بداخلها وتمتلك الأسلوب التصويري التفصيلي الذي يجذب الكبير والصغير, أما عن مشاريعها القادمة ذكرت بأنها لم تسجل أياً مما تحكيه للجمهور ولكنها في طور إعداد مشروع توثيق العادات والقيم في كتيب, وأوضحت بأن الجمهور متفاعل معها بصورة جميلة جداً وقالت بأن الجيل الجديد يفتقر "الحكواتي" بصورة كاملة ومن واجبنا تعريف هذا الجيل. ومن جانب آخر قدمت فرقة الطرف للفنون البحرية وصلات من الفلكلور الشعبي شملت الليوه، القادري، العاشوري، الرايح. أكثر من 22 ألف زائر زارو المهرجان في 4 أيام