منذ انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) واسم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري (رحمه الله) يبرز في كل مهرجان بمثابة العمود الفقري الفعال في هذه المناسبة لما كان يوليه من عناية وجهد منقطعيْ النظير بغية ظهوره مكتملا وممثلا لما يراد له من قبل القيادة العليا في المملكة التي تتوج هذا المهرجان بما تملك من نزاهة وتعميق لأصالة الوطن الغالي على قلوب الجميع والذي يجب أن نعمل من أجله الكثير والكثير لعلنا نفيه بعض ما يستحق من تقدير وإجلال وفداء تجسيدا للمحبة والوفاء ، وقد كان المهرجان ولا يزال يحوي في طياته كل عام منجزا يمثل شيئا من التلاحم والتماسك بين كل الأطياف العمرية من الجنسين ، وقد كان الشيخ التويجري يعمل من أجل هذا المنظور منذ نشأته وحتى لاقى ربه وهو في مسيرة متواصلة مع المنجز الوطني كمواطن مسؤول يعي المسؤولية الملقاة على عاتقه وما يترتب على ذلك من فعل خلاق يقود دائما إلى العمل الدؤوب من أجل الوطن ، وكان مثالا للمواطن المسؤول العامل من أجل إظهار صورة الوطن للآخر الذي يجب عليه أن ينظر الى الواقع من خلال ما يلمس من منجز يقف أمامه شامخا وناصعا دون زيف أو تدليس ، وقد كان التوفيق حليفه في كثير إن لم تكن جل مواقفه التي كان يعمل طوال حياته ، وما خطه قلمه في مجالات عديدة يشير إلى ذلك بكل وضوح وبساطة تدل على النقاء والصفاء وحسن الطوية والإخلاص في العمل وبرهان قدرة تحمل المسؤولية ، وفي مثل هذه المناسبة اليوم لابد أن الكثيرين يتذكرون الدور الذي كان يقوم به الراحل كل عام وما يتعامل به مع المشاركين الذين يحس الجميع بأنه معهم الصغير والكبير والضيف والمواطن ، فقد كان حاضرا أبدا في أذهان المشاركين والحاضرين ممن يهمهم أن يروا فعاليات المهرجان وهي تتحرك في الندوات والفنون الشعبية والحرف التي من شأنها تجسيد الماضي ودمجه في الحاضر على امتداد مساحة الوطن الغالي المتمثل في هذا الكيان الكبير المتلاحم بقوة في مواجهة الزعازع والمكائد ، وهذا بفضل الجهود التي تواصل مسيرة المؤسس العبقري القائد الملهم الذي وحد الصفوف تحت راية الأمن والوفاء والرخاء . شيخنا الراحل هو من رجالات المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز ومن العاملين مع أبنائه من بعده ممن تولوا قيادة البلاد الملوك الميامين المخلصين للنهج الذي قامت عليه مملكة الرخاء والأمان والتلاحم ، أدى دوره الوطني وذهب إلى ربه قبل أعوام قليلة وهو يُذكر بالخير أبدا ، وفي مثل هذه المناسبة لابد أن يُذكر لأن له بصماته الواضحة والتي ستبقى في أذهان من شاركوا ويشاركون في ( الجنادرية) من المفكرين والأدباء والفنانين والسياسيين ومن جميع من قد ساهم ويساهم ، ففي علاقاته وتواصله مع الجميع إبان حياته كان يتميز بالتقدير لكونه يُقَدِّر من يتعامل معهم فاستحق أن يُقَدَّر ، وأن يكون في الأذهان أبدا ، وما خلَّفه من أعمال مكتوبة ستكون رافدا مساعدا لمن أراد أن يعرف من يكون عبدالعزيز التويجري ففي كتبه المنشورة وماكتب عنه الشيء الكثير والكثير من الصفات التي تبين المكانة للرجل وللرجال الذين هو منهم ، ونحن نذكره اليوم ونترحم عليه فله حق علينا أن نذكره في هذه المناسبة خاصة بَلْهَ في كل وقت فهو قمين بذلك حاضرا أو غائبا . وقد قال أحد المفكرين إذا أردت أن تحيا بعد الموت فاكتب شيئاً يستحق القراءة أو اعمل شيئاً يستحق الكتابة.