مركز المنتجات الوطنية التابع للغرفة التجارية الصناعية بالرياض، والذي أكمل عامه الأول في موقعه الجديد بمركز الرياض الدولي للمعارض الواقع على طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز شمال العاصمة، يشكل إنجازاً حضارياً لصالح المصانع الوطنية ومنتجاتها، ويجسد الأمل والطموح الذي راود الكثير من المنتجين الصناعيين الوطنيين، إيماناً منهم بأهمية الدور الذي يضطلع به المركز خصوصاً مع تزويده بأرقى ما في العصر من مواصفات معمارية وتقنية. وتحرص غرفة الرياض على أن يصبح المركز بمثابة منصة إطلاق قوية للمنتجات الوطنية وتعزيز درجة ومستوى انتشارها سواءً في الأسواق المحلية أو الأسواق الخارجية وتعزيز سمعتها محلياً وخارجياً تدعيماً للاقتصاد الوطني، من خلال إظهار صفات الجودة والمزايا التي تتمتع بها لجمهور المستهلكين المحليين والوفود التجارية الزائرة والبعثات الديبلوماسية المعتمدة لدى المملكة. وقد نجح مركز المنتجات الوطنية بالفعل خلال عامه الأول الذي أكمله يوم السبت الماضي 23 محرم 1431ه الموافق 9 يناير 2010م في استقطاب أعداد كبيرة من المتسوقين والزوار من داخل المملكة الباحثين عن المنتج الوطني ذات الجودة العالية، وكذلك من خارجها حيث تقصده الوفود التجارية والبعثات الديبلوماسية العاملة في المملكة، للتعرف على مستوى وجودة المنتجات الوطنية، كما يشهد المركز إقبالاً على شراء المنتجات الوطنية المعروضة من قبل الزائرين حيث يتيح نظام المركز بالبيع مباشرة للجمهور عبر الأجنحة العارضة والتي يضمها المركز وعددها 87 جناحاً. وقال رئيس مجلس ادارة الغرفة الاستاذ عبدالرحمن الجريسي ان الغرفة وضعت هدف تشجيع وترويج المنتج الوطني من أولويات اهتماماتها منذ أمد بعيد ومنذ مراحل إنشائها الأولى ومع بداية إقامة قاعدة صناعية سعودية، انطلاقاً من إيمانها بدعم الصناعة الوطنية باعتبارها الخيار الإستراتيجي الأول للخروج من الزاوية الضيقة للنفط كمصدر رئيسي وحيد للدخل، والعمل على تنويع مصادره، وحملت الغرفة على عاتقها مسؤولية التعريف بالمنتج الوطني وتعزيز الإقبال عليه وتشجيع المستهلكين على استخدامه من خلال هذا المركز. ويستقبل المركز على بصورة شبه يومية العديد من الوفود الزائرة وخصوصاً من الطلاب السعوديين والمقيمين، والسفراء وأعضاء البعثات الديبلوماسية والملاحق التجاريين ممثلي الدول الشقيقة والصديقة المعتمدين لدى المملكة، فضلاً عن الوفود الرسمية الديبلوماسية والتجارية ورجال الأعمال الزائرين للمملكة، حيث يتعرف الزائرون على ما وصلت إليه منتجاتنا الوطنية من تطور وجودة، وهو ما قد يساهم في عقد صفقات أو التمهيد لعقدها مع المصنعين الوطنيين للتصدير للأسواق الخارجية بعد التعرف على جودة المنتجات الوطنية. مركز المعارض ويتولى المسؤولون بالمركز تقديم شرح مبسط حول أهداف المركز التي تتركز في تقديم الدعم والتشجيع للمنتجات الصناعية، وإظهار ما تتميز به من سمات الجودة والمواصفات القياسية السعودية والعالمية للزوار من طلاب المدارس الحكومية والأهلية لتعريفهم بخصائص وصفات المنتجات الوطنية، إضافة لمشاهدة محتويات المركز وأقسامه ومعروضاته، حيث يضم 87 جناحا مخصصة جميعها لعرض المنتجات الوطنية ومساحاتها متفاوتة تسمح لكل عارض باختيار ما يناسبه منها. ويحاول المسؤولون بالمركز أن يبثوا في الطلاب قيمة تؤكد أن الشعور الوطني يقتضي الإقبال على المنتج السعودي، وأنه ينبغي تفضيله على منافسه الأجنبي طالما كان الوطني تتوفر فيه الجودة ويتميز بالسعر المنافس، كما يوضحون للطلاب أن هذا السلوك يعزز الاقتصاد الوطني، وأنه ينعكس بصورة إيجابية على الطلاب أنفسهم، حيث يسهم تدعيم المنتج الوطني بتوفير فرص للعمل أمامهم في المستقبل. وعادة ما تلقى المعروضات من المنتجات الوطنية إعجاباً من قبل السفراء والوفود الديبلوماسية والتجارية الزائرة للمركز، كما يبدون إعجابهم بتصميم وتنفيذ وتجهيز المركز الذي أقيم على أعلى مستوى من الحداثة والتطور في العالم، حيث يسهم في عرض المنتجات الوطنية بصورة مشجعة وجاذبة تليق بمستويات جودة هذه المنتجات، كما تكون الزيارة فرصة للتمهيد لقيام تعاون مثمر وبناء بين مركز المنتجات الوطنية وقطاع الأعمال والمنشآت المماثلة في الدول التي تنتمي إليها الوفود الزائرة، بما يحقق تبادل الخبرات ويثري التجارب المشتركة بين المملكة وهذه الدول تعزيزاً للعلاقات والروابط المشتركة وتبادل المنافع. وقد شكل المركز بالفعل نقلة نوعية في مستوى أدائه بما يزيد من تفعيل دوره في التعريف بالمنتجات الوطنية المصنعة بمصانع منطقة الرياض وبمناطق المملكة الأخرى، ومن أجل أن يحقق المركز مستوى عالياً من الجاذبية للعارضين وجمهور الزائرين على السواء فقد راعت الغرفة أن يتم إنشاء المركز وفق أحدث التقنيات وتزويده بوسائل العرض والاتصال الحديثة، فصالات العرض مصممة وفق أحدث المعايير والمتطلبات الدولية، كما حرصت على أن تجعل من تجوال الزوار وتسوقهم رحلة ممتعة ممزوجة بعناصر ترفيهية وسياحية، يتم عبرها التعرف على معالم الرياض تجارياً وصناعياً وثقافياً وتراثياً.