جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس الأحد الدعوة إلى حوار وطني يشمل كل القوى بمن فيهم المتمردون الحوثيون وتنظيم القاعدة إذا ألقوا السلاح، فيما دعا الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض الى فك ارتباط الجنوب مع الشمال الذي وصفه بالمحتل. ونسبت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" أمس إلى صالح قوله في مقابلة تلفزيونية " بإمكان حتى الحوثيين وأعضاء تنظيم القاعدة أن يشاركوا في الحوار إذا تركوا أسلحتهم، وتخلوا عن العنف والإرهاب وعادوا إلى جادة الصواب " . لكنه استدرك قائلا "في حالة لم يمتثلوا للحوار سنتعقبهم بقدر ما نستطيع لأن هؤلاء خطر ليس على اليمن بل خطر على الأمن والسلم الدولي خاصة تنظيم القاعدة". وأشار إلى انه دعا "كل أطياف العمل السياسي، وأحزاب المعارضة والسلطة إلى حوار جاد ومسؤول دون اللجوء إلى العنف والقوة، ودون إقلاق السكينة العامة، باعتبار الحوار هو أفضل وسيلة لمعالجة القضايا" . وقال صالح ان بلاده "تواجه تحديات عدّة في الوقت الراهن، منها تنظيم القاعدة، والحوثيون في صعدة، والحراك أصحاب الدعوة للانفصال، والوضع الاقتصادي". وأضاف" نحن في صعدة وضعنا ممتاز جداً، وقواتنا تحقق انتصارات جيّدة، وبالنسبة لمطاردة ومتابعة القاعدة أيضا وحداتنا الأمنية وقواتنا الجويّة تحقق انتصارات جيّدة ضد القاعدة في كل من أبين وشبوة ومحافظة صنعاء" . وفيما يتعلق بالحراك الجنوبي الذي يدعو الى انفصال جنوب اليمن عن شماله اتهم صالح "بعض المغتربين بدعم الحراك بالمال" مضيفا ان الدول التي يتواجدون فيها "بريئة" من هذه التبرعات. وقال "هناك تواصل بيننا وبين الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون لتعقب مثل هذه التبرعات وكذلك مغتربين في الولاياتالمتحدة الأميركية ومغتربين في لندن وفي بريطانيا بشكل عام ". ووصف صالح المنخرطين في الحراك الجنوبي بأنهم "مجموعة فقدت مصالحها بعد الوحدة، وفقدت مصالحها أيضا بعد حرب صيف 1994جاءت قوى سياسية من أبناء المحافظات الجنوبية، والشرقية حلت محلهم وهم يعتبرون أنفسهم أوصياء على المحافظات الجنوبية والشرقية". من جهة أخرى جدد البيض الذي وقع اتفاقية الوحدة اليمنية مع صالح عام 1990 في تصريحات ل"قناة عدن" التي تبث من لندن، الدعوة الى " فك الارتباط " مع الشمال تحت مظلة الجامعة العربية والأمم المتحدة. وقال البيض إن "ما يلقاه الجنوبيون من معاملة سيئة وتهميش في الحياة العامة والسياسية جعلت المواطن الجنوبي من الدرجة العاشرة، وتحولت ارض الجنوب الى مصدر لسلب ونهب ثرواتها على يد المحتلين الشماليين ". يشار الى ان الحوار الذي دعا إليه صالح تأجل أكثر من مرة، وكان مقررا ان يبدأ يوم أول من أمس السبت، لكنه أجل ثلاثة أسابيع.