في ساعة صفاء سألت نفسي ، عن عدد اللصوص الذين يمكن أن يكونوا حولي ؟ ثم وسّعت الدائرة لأتساءل عن عدد اللصوص الذين قابلتهم أو سمعت عنهم في أيامي السابقة وزاد الفضول لدي لأحاول إحصاء اللصوص في مدينتي ! وبعد أن أعياني العد وزاد الإحباط أرقامي لخبطة وتضاربا . قررت أن أبدأ من جديد بطريقة أكثر عملية فأصنف اللصوص على حسب أنواعهم وأحصيهم بالنوع لا بالكم ومرة أخرى أرعبني الرقم الذي توصلت إليه في محاولتي لإحصاء أنواع اللصوص. هل عقدت الأمور عليكم ؟ حاولوا أن تجربوا بأنفسكم وابدأوا من الصباح، وأحصوا كم لصا عفوا أقصد كم شخصا كم مؤسسة كم شركة قد أخذت منكم مالا بدون وجه حق؟ قد تكون المسألة نسبية بعض الشيء وتختلف من شخص لآخر فهنالك من يحرص وينتبه وهنالك من لا يبالي. لكن هنالك لصوصية واضحة لا غبار عليها تواجهنا كل يوم ولا نواجهها. في الصيدليات والأسواق التموينية أو (السوبرماركت) لاحظوا الأسعار ستجدون فرقا! هناك من يخاف الله وهناك من يزيد على ثمن السلعة نصف ريال كي لا تلاحظ وهنالك من فيه جرأة ليسرقك في وضح النهار فيزيد على سعر السلعة الريال والريالين وربما الخمسة ريالات . هذا النوع من اللصوص منتشر بشكل فاضح ومع الأسف حماية المستهلك عاجزة عن قهره ولا يهمها قهرنا نحن المواطنين. وهنالك من يخصم عليك شيئا من مالك أو يحسبه عليك بطريق الخطأ أو بتعد واضح فتطالبه وتناصحه ويرد عليك ببرود سدد ثم اشتك وأنت وطول بالك إما أن تصبر وتثابر حتى يرجع لك حقك أو أن تستسلم وتنسى وهذا نوع ثان من اللصوص يسرقك دون أن تحس وإذا اكتشفته سوّفك! وهنالك من يبتزك في عاطفتك وربما دينك فيتوسل إليك ويتفنن في تعذيبك وتصغيرك أمام نفسك لتتبرع وتكفر عن خطاياك لجيبه. وهؤلاء لصوص مستترون تحت وجه الخير. وفي الشارع ترى رصيفا مشوها وطريقا كله حفر تطقطق أسنانك وأنت تقطعه فتكتشف لصا آخر أخذ مالا ليعبد طريقك فبدأ أوله ولم ينهه. أو أنه أخذ المال وتركه. تضع جهازا لك في ورشة لتصونه فيسرقوا القطع الأصلية ويبدلوها بما هو مقلد وتدفع أنت لهم أجور الصيانة وأنت تبتسم وعندما تكتشف سرقتهم تعبس قليلا وتكتئب لأنك تعرف يقينا بأنك لن تجد جهة تنصفك أو تساعدك في كشف لصوصيتهم وإنقاذ الآخرين منهم. نحن نخشى لصوص الليل واللصوص حولنا في وضح النهار يسرقوننا ولا ُيحاسَبون لكننا نحتسب! حتى لصوص الليل تطوروا .