على الرغم من مرور حوالي الشهرين من (السيول) التي اجتاحت بعض الأحياء المتفرقة في محافظة جدة فمازال المواطنون في تلك الأحياء يعانون كثيرا من آثارها ويلقون باللائمة على "الأمانة " و"الشؤون الصحية" وغيرها من الجهات التي أغفلت تماما عن درء هذه الآثار. الشكاوى التي يجأر بها هؤلاء المواطنون تتعلق بالخوف من الأمراض والأوبئة التي أفرزتها السيول حيث أصبحت "البعوض والحشرات" الأخرى ظاهرة تقلق مضاجعهم وتؤرق منامهم. وعمد المواطنون إلى إغلاق أبوابهم على أبنائهم الصغار حتى لا يخرجوا الى الشارع خشية أن تبتلعهم المستنقعات وحتى لا يكونوا فريسة في أفواه البرك تحت المياه الراكدة أو يكونوا عرضة للكثير من الأمراض مثل "حمى الضنك" و" البلهارسيا" و"التيفود" وغيرها. المواطن أحمد عبدالله الزهراني أبدى أسفه الشديد على عدم اهتمام "الأمانة" وعدم أدائها لواجبها تجاه المواطنين حيث لم تكن هناك قوافل لرش المبيدات حتى ولو على فترات متفاوتة. أما رياض الكناني الذي يقطن في إحدى الأحياء المتضررة من هذه السيول فإنه يؤكد أن المراكز الصحية لم تقم بدورها منذ حلول "الفاجعة" فكان هذا الغياب المتواصل من قبل تلك الجهات الصحية سببا رئيسا في انتشار الأوبئة والأمراض وفتكها بالأجساد. ويقول المواطن عبدالله حسن انه ومنذ حلول هذه الكارثة لم يشاهد أي قافلة صحية لرش المبيدات على تلك الأحياء رغم وجود الجيش الجرار من البعوض والذي يتوالد ويتكاثر يوما بعد يوم بسبب المياه الراكدة ثم يتساءل المواطن نايف عن الأسباب التي أدت الى غياب الجهات الرسمية وعدم قيامها بالدور المنشود. ويقول نايف المطيري ان هذه القوافل الصحية التي تقوم برش المبيدات تجوب الأحياء الراقية وتهمل الأحياء الشعبية - على حد قوله -. أما المواطن ملفي العوفي فإنه يتحسر كثيرا على هذه الممارسات من قبل "الأمانة" أو "الشؤون الصحية" والتي تؤكد تماما عدم اهتمامهم بصحة المواطنين - على حد تعبيره -.