في سبتمبر من عام 2009 تعلن اللجنة الاولمبية الدولية عن تسلمها ملف الدوحة لاستضافة أولمبياد 2016 إلى جانب ست مدن أخرى هي شيكاغو ومدريد وبراغ وري دي جانيرو وطوكيو وباكو، بعد ذلك بشهر تزيح الدوحة في حفل كبير الستار عن تعويذة أولمبياد الدوحة والتي كانت عبارة عن زهرة الربيع، ورغم حالة التفاؤل إلا أن رياح اللجنة الاولمبية الدولية جاءت بما لا تشتهي سفن القطريين، إذ أعلن في مايو 2008 استبعاد الدوحة من السباق النهائي الذي أفضى في النهاية عن فوز ري ودي جانيرو. القطريون ورغم حلول مدينتهم بحسب التقارير النهائي في المركز الثالث بالتساوي مع شيكاغو ومتقدمة على منافستها البرازيلية، إلا أن قرار اللجنة الدولية باستبعادها لم يجعل حاملو الملف العنابي يغمزون في قناة نظرية المؤامرة التي أدمنها العرب، بل أعلنوا فخرهم بحلول مدينتهم ثالثاً، مؤكدين بأنهم سيسعون للاستفادة من التقرير النهائي لدراسته والاستفادة من جميع الملاحظات فيه؛ سعياً للفوز باستضافة دورة الألعاب الأولمبية العام 2020، ولدورات وبطولات أخرى قارية وعالمية وفي جميع الألعاب أسوة باستضافتهم ل(أسياد الدوحة 2006). وهكذا فعلوا، إذ لم تمر تسعة أشهر على الحدث الأولمبي حتى أعلنت قطر في منتصف مارس الماضي تسليمها لملف استضافة مونديال 2022 في يد رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر معلنة بداية الحلم الكبير في استضافة الحدث الكروي الأكبر في العالم لأول مرة في الشرق الأوسط. ولم تكن الإمارات بعيدة في أحلامها عن شقيقتها قطر، إذ بدت أنها تشاطرها المنام نفسه، إذ أعلنت إمارة دبي وعلى لسان حاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في يونيو من هذا العام عن رغبتها في استضافة (أولمبياد 2020)، وقد بدأت منذ الإعلان بتشكيل اللجنة العليا لاستضافة (مدينة الذهب) لأكبر تظاهرة رياضية في العالم، ولعل حالة التنافس المحموم بين دبي والعاصمة أبوظبي في كسب قصب السبق في غير مجال، هو الذي دفع الأخيرة لاحتضان بطولة كأس العالم للأندية منتصف ديسمبر الجاري، ما جعلها محط أنظار العالم بأسره. هذا ما حدث وما زال يحدث من الشقيقتين الصغيرتين من حراك متسارع للتواجد بقوة في المشهد الرياضي العالمي على غير صعيد، وهما اللتان سجلتا نجاحاً ملموساً في استضافة غير حدث عالمي شهد له العالم، في وقت تكاد تختفي فيه شقيقتهما الكبرى، وأعني المملكة العربية السعودية من استضافة مثل هذه الأحداث، رغم ما تملكه من إمكانات على غير صعيد، لاسيما المادية والبشرية، وهو ما يجعل علامات الاستفهام تكبر يوماً بعد يوم، حول الأسباب التي تقوض استضافة السعودية للأحداث الرياضية العالمية، لاسيما وأن لا جواباً شافياً يبدد كل تلك الأسئلة، فهل يا ترى نحن عاجزون عن ذلك، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟!.