دعونا نرفض ..

القافلة تسير

تصوير (كل) سعودي ذكر كأنه (ذئب) كل همّه التربص ب(النعجة) الأنثى ليفترسها، وتناسى أصحاب هذا الادعاء شهامة(مُعظم) الرجال في تقديم أرواحهم دفاعاً عن النساء حين يكنّ بين أنياب الخطر .
تصوير (كل) أُنثى سعودية على أنها غواية كل همّها الإيقاع بالرجال في شباكها، وتناسى أصحاب هذا الادعاء (مُعظم) النساء الشريفات اللائي أنجبنهن وربين عُظماء وشرفاء الرجال في وطني.
تصوير الدعوة إلى الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى على أنه انسلاخ عن الدين والدعوة إلى التغريب وتناسى أصحاب هذا الادعاء أننا نستورد (مُعظم) مقومات حياتنا من أولئك الأغراب الغربيين غير المسلمين وأن الانكفاء على الذات يعني الموت.
تصوير (كل) مُنتجٍ جديد على أنه تآمر على أخلاقنا وقيمنا وعاداتنا ثم نركض لتبني هذا المُنتج واقتنائه ليصبح جزءاً من حياتنا لا يُمكن الاستغناء عنه.
تصوير (كل) رجل مُتدين على أنه مُتطرف وإرهابي وتناسي أصحاب العقول المتفتحة من المتدينين والأفكار الحديثة ودُعاة المُناداة بالعلاقة المتسامحة مع الآخر المُختلف والتعامل معه بعيداً عن نظرية المُؤامرة.
تصوير (كل) من لا يلبس أو يقول أو يُمارس ما نعتقدهُ بأنه خارج عن الملّة يجب محاربته ونبذه، متناسين مقولة ( الاختلاف رحمة).
تصوير بعض المناشط غير الوارد قطعيّة تحريمها على أنها حرام مثل قيادة المرأة للسيارة أو مشاهدة السينما أو كشف وجه المرأة أو الاختلاط الضروري أو التصوير وتناسي ما ورد تحريمهُ صراحة في القرآن .
إيهام الناس بأن هناك صراعاً في بلادنا بين تيار يُحافظ على دين الله وآخر يسعى إلى هدمه، وتناسى أصحاب هذا القول أن الأديان السماوية لا يهدمها قول مفكر أو كاتب أو فيلسوف مهما علا شأنهم فالرب هو الحافظ لأديانه.
ستطول الحكاية لكنني أقول في الخاتمة إن الحقيقة لا يحجبها قول أحد مهما طال الزمن فالعقل المفكّر قادر على الوصول إليها فليتنا ننشغل بما يُعمّر الأوطان أو يضيف للعلم شيئاً يُمكن أن يترك لنا اسماً بين الأمم المُتحضرة.