أودية المجمعة تغري المتنزهين في إجازة العيد

وادي المشقر يتحول إلى نهر جار بطول 15كلم

المظاهر الربيعية بدأت تباشيرها في مدينة المجمعة بوجود المياه والجداول الرقراقة التي حولت وادي المشقر بالمجمعة الى نهر جار، وجعلت من وادي وشي القريب منه لوحة جمالية رائعة حيث أصبح مقصد الكثيرين من الباحثين عن النزهة والترفيه وجمال الطبيعة خلال إجازة العيد.
في أوائل الشهر الماضي شهدت العديد من مناطق المملكة عموماً ومحافظة المجمعة وماحولها على وجه الخصوص أمطاراً وسيولاً غزيرة لم تشهدها منذ زمن بعيد في مثل هذا الوقت التي تمثل بداية الوسمي وتعتبر أمطاره بإذن الله من افضل الأمطار حيث ترتوي فيه الأرض مما يعطي فترة أطول لفترة الربيع، كما تنبت فيه أنواع عديدة من الأعشاب التي لاتنبت في غيره من الفصول الأخرى الى جانب ان امطار الوسم تنبت الكمأة (الفقع) والتي ينتظر أن تكون بكميات وفيرة هذا العام بإذن الله اذا ماتفضل الله جل وعلا بتتابع الأمطار، والسيول في الأيام القادمة.
ولعل ما يميز المجمعة الى جانب كونها من أفضل الأماكن الربيعية بما حباه الله بها من رياض وفياض عديدة وجميلة غربها وشمالها وشرقها ووسطها من العديد من المرابع الجميلة في شتى أنحاء المحافظة فإن الميزة الأخرى للمجمعة في مثل هذا العام المطير ذلك النهر الجاري الذي يتكون من الينابيع التي تخلفها بحيرة السد في وادي المشقر حيث يتحول الوادي الى نهر جار لعدة شهور قد تمتد احيانا حتى فصل الصيف في حال توالي الأمطار خلال فصلي الشتاء والربيع تنطلق الينابيع من أسفل بحيرة السد على بعد 6كم غرب المجمعة سالكة الوادي الى مسافات كبيرة قد تصل الى اكثر من 15كم.
ونظرا للطبيعة الجغرافية والبيئية لوادي المشقر فان هذه المياه تشكل لوحات من الروعة والجمال وهي تتخلل منحنيات الوادي وانكساراته في مواقع متعددة ومتنوعة بين المزارع والبساتين عبر الشلالات ( المداريج ) المتعددة في الوادي لذلك فانه لايكفي ان تقف على منطقة واحدة أو موقع واحد من الوادي لانك ستجد في الموقع الآخر جمالا ينافس الجمال الذي شاهدته في الموقع الأول، وهكذا على طول الوادي.
ولعل من اجمل الأماكن التي يمكن ذكرها هنا ثغب حسنانه وماحوله من مناطق جميلة، ومدرج أم شلال، وثغب الباهلية والمنطقة المحيطة به، حيث توفر الأشجار مكانا جميلا للاستراحة بجوار الوادي (شلال فرق المجمعة) وثغب سعيد والمناطق المجاورة له ومنطقة فرق حرمه وماجاورها كلها أماكن جميلة توفر للزائر المتعة في اجواء من الروعة والجمال، حيث الماء والخضرة والجو العليل، هذا الى جانب بحيرة السد وما حولها من حدائق واستراحات قامت البلدية بتنظيمها وزراعتها وإنارتها وتزويدها ببعض وسائل الترفية للأطفال ويمتد الجمال ليشمل الرياض والفياض المحيطة والقريبة من المجمعة ومن أشهرها روضة المزيرعة بوادي المشقر على طريق المجمعة شقراء، وروضة حطابه بوادي الكلبي على الطريق السريع، وروضة المغيدر شمال حرمة، ورياض أم الشبرمو وبنا وزبدة شمال المجمعة على طريق الأرطاوية، ورياض سدحاء والنظيم والخفيساء والخفيسات ومطربه والزلعاء وأم عشر وكلها شرق المجمعة الى جانب العديد من الأودية والمناطق الجميلة الأخرى حول المجمعة وماجاورها.
وادي وشي
ومادمنا في الحديث عن المياه وينابيعها فلابد هنا ان نتحدث عن مكان آخر لايقل جمالا عن وادي المشقر وإن كان يقل عنه مساحة وطولا الا انه يمتاز بأجوائه الهادئة واماكنه البعيدة عن الضوضاء والطرق مما يجعل الكثير منها مكانا مثاليا للنزهات العائلية ذلكم المكان هو وادي وشي الواقع في بلدة وشي على طريق المجمعة شقراء وهو أحد الأودية الرئيسة وثاني الأودية التي تصب في بحيرة السد بعد وادي المشقر هذا الوادي بتكويناته الرسوبية والصخرية تحول بعد السيول الأخيرة الى ينابيع جميلة وجداول رقراقة حولت الوادي الى لوحة من البهاء والجمال خاصة في تلك المناطق الضيقة والزوايا المحصورة بين الجبال والنخيل حيث التجمعات المائية الخلابة والأجواء الهادئة الجميلة التي يجد فيها الزائر الكثير من المتعة والجمال التي لايمكن ان يشعر ويحس بها الا من زار هذه المواقع ولمس جمالها عن قرب.
واذا كانت الجهات المسؤولة في المجمعة بتوجيه من سمو الأمير عبد الرحمن بن عبد الله الفيصل آل سعود محافظ المجمعة قد بدأت في الاستعداد مبكرا من خلال الاجتماع الذي ترأسه سموه لهذا الغرض فاننا نتطلع الى المزيد من التفاعل والتكامل بين جميع الأجهزة المعنية بحيث يتم تقديم أفضل الخدمات لقاصدي براري ومرابع المحافظة خلال هذه الاجازة وفيما بعدها وخاصة عمليات تسوية الطرق للرياض والأماكن البعيدة عن الطرق المسفلتة وكذلك تكثيف التوعية والمراقبة للمحافظة على المتنزهات من العبث الى جانب الحرص على توزيع اكياس وحاويات النظافة على المتنزهين لمساعدتهم على المحافظة على النظافة وتأمين المياه لمن يحتاج اليها من المتنزهين وتوجيه المتنزهين بالابتعاد عن مجاري الأودية وأماكن تجمعات المياه تحاشيا لتعرضهم للمشاكل في حال هطول الأمطار خلال هذه الإجازة.