لم تكن مفاجأة ان الناس لا يقرأون وانك إن سألت عن موقع مكتبة فلن تجد من يدلك بعكس لو كان السؤال عن سوق تجاري.. فهذا هو الواقع.. لكن المفاجأة الطيبة حقاً هي الأفكار المتجددة الدائمة في البرنامج التلفازي الهادف الجميل الذي يقدمه الزميل أحمد الشقيري بعنوان خواطر شاب على شاشة الmbc والذي تضمن حلقة جريئة ومسلية جداً حول الكتاب والمكتبة والقارئ.. تضمنت الحلقة أسئلة عامة طرحت على بعض الشباب وأظهرت للأسف مدى ضحالة ثقافتهم حتى في أبسط البديهيات "أين تقع السعودية؟ أحدهم أجاب في الرياض! والحقيقة أن برنامج خواطر شاب ومن قبله برنامج "يلا شباب" وكل البرامج التي على هذه الشاكلة هي البرامج التي يُكرم التلفاز من أجلها.. فغالبية الشباب العربي عامة والشباب السعودي خاصة يعانون من سطحية مرعبة في التفكير والثقافة، حتى ان بعض الشباب لا يدرك مقدار الظلام الذي يعيش فيه والبعد الكلي عن كل أمور الحياة لصالح الملذات الشخصية البحتة من تفحيط أو "بلاي ستيشن" أو ملاحقة لأحدث "الكليبات".. وغير ذلك.. بعض الشباب يفاجئوننا بجهلهم وتتمدد علامات الاستفهام لتفترش كل خلية في عقولنا هل مر هؤلاء على مدرسة، على جامعة، هل قرأوا صحيفة، هل شاهدوا نشرة اخبار واحدة في حياتهم؟ ماكل هذا البعد؟ ومسئولية من هذا الاغتراب الداخلي؟ هل هو التعليم الذي عودهم على سكب ما حفظوه في ورقة الإجابة ثم نسيانه تماماً كأنه لم يمر يوماً على الدماغ؟ هل هي الأسرة التي ينشغل الأبوان فيها عن تنمية وجدان أبنائهم وثقافتهم معتبرين أن تأمين الطعام والكساء والحياة الفارهة أهم وأجدى؟ هل هي الفضائيات الصاخبة التي أصبحت تشاركنا في تربية الأبناء، ثم استحوذت عليهم وأخذتهم منا دون أن ندري.. والسؤال الأهم هو كيف نأخذ بيد الشباب لنعبر بهم من المنطقة المظلمة إلى حيث العلم والثقافة والمعرفة والمهارات.. إلى حيث المستقبل.. أعتقد أن خواطر شاب وإخلاص الشقيري والإعلام الهادف عموماً لهم دور كبير في تصحيح المسارات ولكن ليس بدون أسرة واعية ومؤسسات تعليمية ناضجة وقبل كل شيء ان نعترف بوجود هذا الخلل ولا ندفن رؤوسنا في الرمل ونقول نحن بخير وشبابنا بخير، فقديماً قالوا نصف العلاج الاعتراف بوجود المرض.