يقول الله تعالي (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما). ذكرت احصائية أن النساء في الخليج ينفقن (5.5) بليون دولار على المكياج وآخر خطوط الموضة والكماليات!!! بينما في حملة التبرعات لشعب العراق بلغ اجمالي التبرعات (40) مليون ريال (بحسب إحدى المجلات) لهذه الدرجة وصل بنا الهذيان الاستهلاكي! وهذا ما تطرق إليه الكاتب الموقر عبدالرحمن آل الشيخ في مقالة له بعنوان (بذخ النساء وصمت الرجال) بتاريخ السبت 1429/6/17ه.. حيث تتفنن الكثير من النساء في شراء أغلى المجوهرات والملابس والكماليات نظراً لارتفاع درجة حرارة الشراء في نفوسهن (إلى 2000درجة مئوية) والضحية في النهاية هو ذلك الزوج الصامت المغلوب على أمره والذي يذهب كده وتعبه طوال الشهر أدراج الرياح ثمناً لفستان أو عقد لن يلبس إلا في مناسبة واحدة ثم يرمى بعد ذلك في (دواليب النسيان!) مع غيره وليت الأمر يقتصر على ذلك بل أن الزوجة المصون ما أن يدخل الزوج المسكين محفظته في جيبه، وهي تئن ألماً وحزنا ! إلا وتأتيه الزوجة مزمجرة مرعدة مزيدة، طالبة منه المزيد من المال لشراء مستلزمات جديدة لمناسبة أخرى قادمة! وحينما ينظر إليها الزوج المسكين فاغراً فاه قائلاً لها (البسي من الموجود) حتى تصرخ الزوجة في وجهه (تبي الحريم يضحكون علي! ولكي يرتاح منها ومن (أسطوانتها المشروخة) يهز كتفيه باستسلام ويعطيها ما تبقى من راتب الشهر (ويشتري دماغه) وإذا لم يكن لديه المبلغ المطلوب ربما دفعته أم العيال إلى السلف والاستدانة لتوفير النقود لها بأي وسيلة فالمهم هو أن تحضر المناسبة السعيدة وهي في كامل اناقتها والأهم بلبس جديد لم تره عين ولم يخطر على قلب امرأة! (وتكيد به العزال).. هذا بالإضافة إلى ظاهرة الإسراف في حفلات الزواج وإقامة حفلات التخرج في أفخم الفنادق حتى أن إحداهن أقامت حفلة لها (طنة ورنة) في أفخم الاستراحات وصرفت عليه مبالغ باهظة ودعت إليها صديقاتها وأقربائها لأنها حصلت على الطلاق من زوجها!! وسط ذهول واستغراب جميع من حضر ولبى الدعوة بدافع الفضول، والدهشة! سبحان الله حتى الطلاق صار له احتفالات، وبطاقات دعوة (وطقطقة) فعلاً العقل نعمة. وهناك من النساء من دخلت في جمعيات من أجل توفير ثمن حفلة لن تتجاوز الثلاث ساعات!؟ إن ما قاله الكاتب الموقر أمر خطير لا يجب السكوت عنه بل يجب على الآباء والأزواج الذين يقف على زنودهم الصقر! التصدي لهذه المعضلة العويصة فسكوت الرجل هو الذي جعل المرأة تتمادى في مشوار البذخ والإسراف فلا بد من وقفة حازمة أيها الرجل لكبح جماح المرأة المسرفة وإعادتها إلى رشدها، قبل أن تأكل الأخضر واليابس باسرافها، ولا مبالاتها، وهي أيضاً كالسيل الجارف لا يقف عن جريانه إلا إذا وجد أيها الرجل لا تتخذ مكاناً قصياً تضع فيه يدك على خدك وتتفرج على زوجتك وهي تبذر المال هنا وهناك واتخذ موقفاً حازماً حاسماً، وإلا ستردد هذه العبارة طويلاً (يا ليل مطولك)!! في النهاية نقول لكن معاشر النساء يا من تخصصتن في تفريغ جيوب الأزواج ويا من لا ترتاح إحداكن حتى تتأكد من أنها سلبت زوجها كل ماله وعندها تتنفس الصعداء لأنها تعتقد بذلك أنها قد قصت اجنحته فلا يستطيع الطيران أو التحليق خارج سربها، اتقين الله في أنفسكن وفي أزواجكن ولتكن قدوتكن فاطمة ابنة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، فقد كانت رضي الله عنها تطوي الأيام جوعاً وفي يوم من الأيام رآها زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد أصفر لونها! فقال لها ما بك يا فاطمة؟ قال: منذ ثلاث ليال لا نجد شيئاً في البيت! قال ولماذا لم تخبريني؟ قالت أن أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي ليلة الزفاف: "يا فاطمة. إذا جاءك علي بشيء فكليه وإلا فلا تسأليه". وتذكرن أن هناك أناساً لا يجدون كسرة خبز تسد جوعهم أو قطرة ماء تسد رمقهم واشكرن الله على النعمة التي ترفلن فيها، فبشكر الله تدوم النعم، وليكن صرف المال في أعمال البر والخير بدلاً من صرفه في أمور تافهة، وستجد حسنات مضاعفة وأكفأ ترتفع لكم بالدعاء آناء الليل والنهار.. فاللهم لا جعلنا من المسرفين. صورة من زاوية الزميل عبدالرحمن آل الشيخ